حذر خبراء إعادة الهيكلة، من أن العديد من الشركات التى تلقت مساعدة مالية متعلقة بالوباء فى عام 2020 ستكون فى حالة ضائقة مرة أخرى هذا العام، إذ ستتراجع إجراءات الحكومة البريطانية لدعم الشركات الشهر المقبل.
ووفقاً لمسح أجرته شركة الاستشارات «أليكس بارتنرز» (AlixPartners) على مستوى الصناعة، قال ما يقرب من ثلث خبراء إعادة الهيكلة العالميين، إنَّ أكثر من نصف عملائهم الذين احتاجوا إلى تمويل خلال الوباء فى عام 2020 سيجدون أنفسهم فى ضائقة مالية مرة أخرى.
وتستند نتائج هذا الاستطلاع إلى أكثر من 500 من خبراء إعادة الهيكلة من شركات الاستشارات المالية العالمية والبنوك وشركات المحاماة والمتخصصين فى الشركات.
وقال جوف ميتشل، الرئيس العالمى المشارك لممارسات خدمات التحول وإعادة الهيكلة فى الشركات، إنَّ أحد أكبر التهديدات التى تواجه الشركات فى الوقت الحالى هو الزيادة الحتمية فى تكلفة الديون، وسحب التمويل العام المرتبط بالوباء.
فى المملكة المتحدة، انتهى الحظر المفروض على إخلاء الإيجارات التجارية، وكذلك حالات الإعسار المرتبطة بالوباء هذا الشهر، إذ يحتاج العديد من الشركات، أيضاً، إلى البدء فى سداد القروض المتعلقة بـ«كوفيد»، وسداد أجور العاملين لديها، أيضاً؛ نظراً إلى تقليص مخطط الإجازة.
وأشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى وجود ما يقرب من 6 مليارات جنيه إسترلينى من ديون الإيجارات مستحقة لأصحاب العقارات التجارية.
قالت «أليكس بارتنرز»، إنها «تشعر وكأن الشركات تتحدى الجاذبية فى المملكة المتحدة»؛ بسبب المستوى غير المسبوق من الدعم المالى المقدم من الحكومة، والذى أبقى العديد من الشركات واقفة على قدميها.
جدير بالذكر، أن حالات إفلاس الشركات فى المملكة المتحدة وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 32 عاماً.
وأوضحت الشركة، أنَّ الإصرار على السداد قبل تعافى الإيرادات من شأنه أن يؤدى إلى فشل كبير فى الأعمال التجارية، ومن غير المرجح أن تكون الحكومة راغبة فى جعل الموعد النهائى للدعم هو سبب الانهيارات التجارية.
كما حذر قادة الأعمال من أن تأخير خطط إعادة افتتاح البلاد الأسبوع المقبل يمكن أن يلحق المزيد من الضرر بالأعمال التجارية، وطالبوا بمزيد من المساعدات الحكومية فى هذه الحالة.
وقال أليستر بيفريدج، العضو المنتدب فى «أليكس بارتنرز»، إنَّ العديد من الشركات نجت من الوباء، لكنها تحمل الآن مستوى أعلى بكثير من الديون، وهو ما قد يكون «مشكلة كبيرة».
وأوضح أكثر من نصف خبراء إعادة الهيكلة من جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، أن أداء عملائهم خلال الوباء كان أفضل مما كان عليه خلال الأزمة المالية.
ويعزى معظم ما يحدث إلى زيادة الوصول إلى النقد والديون خلال العام الماضى، وهو وضع من المرجح أن يستمر إذ يتوقع أكثر من ثلثى خبراء إعادة الهيكلة فى جميع أنحاء أوروبا ونصفهم تقريباً فى الولايات المتحدة، أيضاً، أن تظل أسعار الفائدة منخفضة خلال الأشهر المقبلة.
ومع ذلك، رغم السيولة المتاحة، وأسعار الفائدة المنخفضة، يعتقد جميع خبراء إعادة الهيكلة تقريباً أن الوباء سيسبب مزيداً من القلق هذا العام، خصوصاً بين تلك القطاعات التى لم تشهد سوى انتعاش بطىء فى مجالات مثل الطيران.








