تكافح صناعة الطيران البريطانى للتعامل مع عبء الروتين الجديد الذى فرضه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ما أدى إلى تفاقم المشاكل التى تواجهها الصناعة التى تأثرت بتفشى جائحة كورونا.
اشتكت شركات الطيران العارض وشركات الشحن الجوى من تلقى القليل من الدعم من الحكومة بعد تضرر أعمالها بشدة؛ بسبب الحاجة الجديدة لتقديم طلب للحصول على تصاريح عند السفر إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبى، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وقال الطيارون، أيضاً، إنَّ تراخيصهم «تدهورت بشكل خطير من حيث القيمة» منذ أن بدأت العلاقة التجارية الأخيرة بين بلادهم والاتحاد الأوروبى فى يناير.
جادل جوناثان هينكلز، الرئيس التنفيذى لشركة الطيران الأسكتلندية «لوجان إير»، بأن صفقة الخروج كانت «مروعة» بالنسبة للطيران فى المملكة المتحدة، والأمر لا يزال يزداد سوءاً.
منذ الأول من يناير، أصبح يتعين على شركات الطيران التى تدير رحلات غير مجدولة التقدم إلى دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى؛ للحصول على تصريح عندما يريدون الهبوط هناك، وهى عملية قد تستغرق أياماً فى كثير من الأحيان.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن المتطلبات الجديدة لا تؤثر على شركات الطيران الكبرى التى تطير بجداول زمنية مخططة مسبقاً، بل إنها طُبقت، بدلاً من ذلك، على شبكة من شركات النقل الأصغر، بما فى ذلك شركة «لوجان إير».
ويعتمد العديد من هذه الشركات على الطيران فى وقت قصير على الطرق التى تتجه بين عدة بلدان، مثل نقل أجزاء التصنيع لسلاسل التوريد.
وقال العديد من شركات الطيران، إنها فقدت قدراً كبيراً من الأعمال أثناء انتظار التصريح، وزعمت أن منافسيها فى الاتحاد الأوروبى لا يضطرون فى كثير من الأحيان إلى الانتظار لفترة طويلة للحصول على تصاريح من سلطات المملكة المتحدة.
ويعمل الوزراء على تأمين اتفاقيات مع دول الاتحاد الأوروبى للحصول على تصاريح موسمية للرحلات الجوية المخصصة وحقوق طيران إضافية لرحلات الشحن، لكن الصناعة تُركت بخيبة أمل؛ بسبب مستوى التقدم الذى أحرزته.
فى نهاية أبريل، التقت شركات الطيران البريطانية بوزير الطيران البريطانى روبرت كورتس؛ للضغط من أجل اتفاقيات جديدة للمساعدة فى تسهيل العملية، لكنها قالت إنها لم تسمع أى أخبار جديدة بعد من الحكومة.
قال آندى جرين، الرئيس التنفيذى لشركة جوتا للطيران: «تأثير الخروج على أعمال الشحن جعلها بيئة صعبة للغاية بالنسبة لنا للعمل فيها. ورغم أن العديد من شركات الطيران ومشغلى الطائرات عبروا عن مخاوفهم الحقيقية، لم يتغير شىء بشكل خاص أو مادي».
كما أن وزارة النقل البريطانى قالت إنها رائدة فى المشاركة مع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى لضمان قدرة شركات الطيران البريطانية على العمل من وإلى الاتحاد الأوروبى مع الحد الأدنى من المتطلبات الإدارية.
ولجأت شركتا «لوجان إير» و«جوتا للطيران» فى بعض الأحيان إلى الطيران بدون تصاريح من خلال الاستشهاد بمعاهدة غامضة تم توقيعها فى باريس عام 1956 للتحايل على قواعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى الجديدة.
وقال «جرين»: «إذا كانت هناك آلية قانونية بالنسبة لنا لتحقيق الإيرادات، فسنقوم بذلك. حقيقة أنه يجعل الأمر غير مريح سياسياً ليس من صنعى».
وذكرت الصحيفة البريطانية، أنَّ الطيارين البريطانيين متضررون بالمثل، فقد كتب 3500 طيار تقريباً هذا الشهر لوزير النقل البريطانى جرانت شابس للشكوى من «الظلم وعدم التوازن» فى اتفاقية التجارة الأوروبية.
فى حين أن حاملى تراخيص المملكة المتحدة لم يعودوا قادرين على الطيران بطائرات مسجلة فى الاتحاد الأوروبى دون تحويل طويل ومكلف، ستعترف المملكة المتحدة بتراخيص الاتحاد الأوروبى لمدة عامين بدءاً من يناير 2021، ما يخلق علاقة «أحادية الجانب» تكلف وظائف الطيارين البريطانيين.
فى الوقت نفسه، تعتقد الحكومة أن هناك إمكانية للتفاوض بشأن تعديلات جديدة على الاتفاقيات التجارية لضمان الاعتراف الثنائى بتراخيص الطيارين.