أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن النمو السكاني غير المخطط يعيق استرايتيجة الدولة، ويعد مشكلة كبيرة في ظل نقص الموارد.
ونبه الرئيس السيسي، في مداخلة – خلال افتتاح عدد من المشروعات السكنية بمدينة بدر اليوم السبت، إلى أن النمو السكاني الذي يفوق طاقة مصر يترتب عليه ممارسات وسلوكيات مثل التي كادت أن تدمر الدولة في عام 2011.
وقال “نعمل في سياق وتصور للدولة المصرية بشكل متكامل ، وأن الواقع الذي ترونه عبارة عن ترجمة لذلك “، مستشهدا بما كان عليه الوضع في الصور العشر للمناطق غير الآمنة، مشيرا إلى ما تطرق إليه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بأن عدد سكان مصر ارتفع من 9 ملايين نسمة عام 1900 إلى 100 مليون نسمة حاليا.
وأضاف “أن ما تلمسوه حاليا عبارة عن دولة تستطيع تلبية مطالب النمو السكاني الموجود فيها “، مشيرا إلى أن المواطن الذي كان يعيش في غرفة واحدة في منطقة غير آمنة يتكلف إيجارها حوالي من 100 – 150 جنيها وأن الدولة لم تستطع قبل ذلك أن تسيطر على حالها في كل شيء من طرق وإسكان وتعليم وصحة وأية مرفق من مرافق الدولة في أي قطاع”.
وتابع الرئيس “الذين ترونه أمامكم عبارة عن دولة لما تسطيع تلبية مطالب النمو الموجود فيها، لأن في الآخر المواطن الذي يعيش هنا عايش في شقة يدفع 100 جنيه أو 150 جنيها في غرفة في هذه المناطق غير الآمنة، وليس مثل ما نقول فساد العشوائيات؛ الدولة لم تستطع أن تسيطر على حالها في كل شيء من طرق وإسكان وتعليم وصحة وأي مرفق من مرافق الدولة في أي قطاع”.
وأكد الرئيس على أهمية الوعي باعتباره أخطر قضية تواجه المجتمع ليس فقط في مصر بل في كل مكان في العالم ، لافتا إلى أن المواطنين دائما يتساءلون عن المتسبب في الوضع الذين يعيشون فيه.. هل يرجع ذلك إلى ضعف المسئولين أم غياب الإرادة السياسية لحل القضية؟، مشددا على أن القضية مركبة تنتج حالة يصعب على الدولة تجاوزها والمجتمع في النهاية يريد أن يعيش ولكن ليس بهذه الطريقة.
وقال “أنا دائما بتكلم على أن قضية الوعي هي أخطر قضية تواجه المجتمع ليس فقط في مصر بل في كل مكان في العالم ، الناس ترى واقعا وتقول هذا الوقع من السبب فيه، ضعف المسئولين أو لايوجد إرادة سياسية لحل القضية، ولا أيه الحكاية.. الموضوع بكامله عبارة عن أمور مركبة تنتج حالة يصعب على الدولة تجاوزها.. والمجتمع في النهاية يريد أن يعيش ولكن ليس بمثل تلك الطريقة”.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ، في مداخلة خلال افتتاح عدد من المشروعات السكنية بمدينة بدر، ضرورة الربط بين النمو السكاني والإشكاليات التي واجهت المجتمع خلال المائة عام الماضية ، لافتا إلى أن النمو السكاني قد لا يعد مشكلة في الدول التي لديها موارد تمكنها من تلبية احتياجات سكانها .
وأضاف أن الدول التي ليس لديها موارد كافية لتلبية مطالب سكانها تتصرف وفقا لإمكانياتها المتاحة.
وتابع “انا بقول تاني نعمل ربط بين النمو السكاني والقضايا والاشكاليات التي واجهت المجتمع على مدار 100 عام الماضية، ممكن دولة أخرى يكون فيه النمو ده وليس فيها مشكلة لأن لديها موارد تستطيع أن تلبي المطالب ، لكن في حالة عدم توفرها ستتصرف وفقا لإمكانياتها”.
ووجه الرئيس السيسي تساؤلا إلى علماء النفس والاجتماع بشأن القيم والمباديء والسلوكيات والطموح الذي يتسم به الأطفال في تلك المناطق غير الآمنة، مؤكدا أن ما تحقق على أرض الواقع في مصر من 2011 وحتى الآن يعد فضلا من الله سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أن الوضع في عام 2011 شهد تقاتلا مع بعضنا البعض انعكس بشكل سلبي على الدولة كاد أن يتسبب في ضياعها مثل الدول التي شهدت أوضاعا في المنطقة.
وأشار إلى أن الحل للوضع الحالي يكمن في ضبط النمو السكاني وتنظيم انفاقنا، لافتا إلى أن أي عائد للدولة من وراء المشروعات يستهدف تغيير حياة الناس، فالشقق السكنية التي ستسلمها الدولة للمواطنين يتراوح ثمنها ما بين 400 – 450 ألف جنيه غير ثمن الأرض والمرافق علاوة على تزويدها بالأثاث والذي قد تبلغ تكلفته 50 ألف جنيه بدون مقابل وذلك احتراما لأهلنا، لافتا إلى أهمية تحمل المواطنين لتكلفة الصيانة كالأسانسير أو المرافق للحفاظ عليها.
وتابع الرئيس: “إن الحل يمكن في ضبط للنمو السكاني وتنظيم مصروفاتنا .. الشقة أو أي منزل بديله بكام النهاردة.. داخل على 450 ألف جنيه من غير الأرض، يعني الشقة أو البيت أنا بغيره بنحو 400 ألف و 450 ألف جنيه من غير ثمن الأرض والمرافق.. بالإضافة لفرش الشقة احتراما لأهلنا، والشقة تأخذ في حدود 50 ألف جنيه فرش، وليس هناك مقابل لما نفعله، ونقول للناس ادفعوا ثمنم الصيانة بتاعة المكان اللي انتم فيه عشان يستمر، إذا كان فيه اسانسير يفضل شغال أو مرافق، لكن ليس هناك أي عائد للدولة من ده غير سوى تغيير حياة الناس”.
وقال الرئيس، إنه يوجد فرق كبير بين التنظير وإيجاد حلول لمشكلات المواطنين ، مشيرا إلى أنه سمع وقرأ على مدى السنوات الماضية أحاديث ومقالات كثيرة تتناول الشأن العام ، لافتا إلى أن تلك المشكلات ظلت كما هي بدون حلول على مدى الخمسين عاما الماضية.
وأضاف الرئيس “عندما يتحدث في قضايا هامة كإعادة صياغة الدعم تثار دهشة الناس جراء إثارته لتلك القضية رغم حب الناس له”، مشددا على أن موقفه يستهدف تغيير بلدنا نحو الأفضل وليس لنيل حب الناس فقط وإنما التصدي للمشكلات التي تواجههم.
وشدد على ضرورة إعادة ترتيب وصياغة الدعم المقدم للمواطنين حتى تتمكن الدولة من تنفيذ خططها ، مشيرا إلى أن الدولة وفرت للمواطنين شققا سكنية بقيمة 500 ألف جنيه للشقة.
وقال إن الدعم الذي تقدمه الدولة للمواطنين يبلغ 275 مليار جنيه سنويا بما يعني حوالي 3 تريليونات جنيه خلال عشر سنوات، مشيرا إلى أن تكلفة مشروع تطوير الريف المصري وتزويده بالمرافق كالصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء وتبطين الترع والصحة والتعليم وغيرها تتراوح ما بين 700-800 مليار جنيه على مدى ثلاث سنوات.
وأشار إلى أن معدلات تغطية الصرف الصحي في القرى ارتفعت إلى 40% حاليا مقابل 12-13 % عند توليه المسئولية وأن الدولة ستتولى تنفيذ تغطية الـ60 % الباقية من الصرف الصحي وأن تكلفة مشروع تطوير الريف المصري تعادل ثلث فاتورة الدعم المقدمة للمواطنين وذلك لتغيير حياة أكثر من 50 مليون مواطن وبما يمكنهم من توفير حياة كريمة لهم.
وقال الرئيس: “هناك فرق كبير بين التنظير وبين حل المسألة التي نعيش فيها، من أجل ذلك عندما أتكلم في قضايا أخرى مثل قضايا إعادة صياغة الدعم المقدم للمواطنين الناس بتندهش وتتساءل عن السبب في الحديث عن ذلك رغم أن الأمور تسير نحو الأفضل ورضاء الناس عني، لا نحن نعمل ذلك لكي نغير بلدنا وليس من أجل حب الناس فقط، نحن نعمل ما يرضي ربنا ونتصدى لقضايا تم تجاهلها في الماضي ..اليوم المواطن حصل على شقة بحوالي 500 ألف جنيه ،لكن لكي نتمكن من تكملة الموضوع لا بد من إعادة ترتيب وصياغة الدعم الذي نقدمه للناس”.
وأضاف “سأعطيكم مثالا.. الدولة تقدم دعما للمواطنين بحوالي 275 مليار في السنة تقريبا، بما يعادل حوالي 3 تريليونات في 10 سنوات .. في الوقت الذي ستبلغ تكلفة تطوير الريف المصري من صرف صحي ومياه شرب وكهرباء وتبطين ترع وصحة وتعليم وغيرها حوالي 700 – 800 مليار جنيه في 3 سنوات، وعندما توليت المسئولية كانت نسبة تغطية الصرف الصحي في الريف تتراوح مابين 12 – 13 % وفي 7 سنوات و8 سنوات زادت إلى حوالي 40 % تقريبا ويتبقى 60 % ، وأن تطوير الريف المصري سيتكلف حوالي ثلث حجم الدعم المخصص خلال عشر سنوات والبالغ قيمته 3 تريليونات جنيه لتغيير حياة أكثر من 50 مليون مواطن وتوفير حياة كريمة لهم”.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن موارد الدولة المصرية المتاحة حاليا لايمكن مقارنتها بتلك التي كانت سائدة عام 1900 وذلك بالنظر إلى زيادة حجم النمو السكاني بدرجة أكبر من معدلات الإنفاق، لافتا إلى أن قيمة الجنيه حاليا ليست كما كانت من قبل.
وأكد الرئيس حرصه على التصدي لكافة القضايا والاستفادة القصوى من عرض المشروعات لتوضيح حقيقة الأوضاع الحالية وأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار لضمان نجاح الدولة، مشيرا إلى أن رغيف الخبز الذي كانت تكلفته 18 قرشا وكان يباع بخمسة قروش ظلت يباع بنفس السعر / خمسة قروش/ رغم ارتفاع تكلفته إلى 65 قرشا حاليا، متسائلا : هل يعقل ذلك؟.
وتابع الرئيس: “أنا بتصدى لقضايا وبستفيد من فرص عرض المشاريع علشان اتكلم معكم وأقول لكم أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار والنجاح للدولة وبالتالي كان الرغيف حتى لما اتعدلت أسعاره كان بخمسة قروش وهو بيتكلف 18 قرشا ظل يباع بسعر خمسة قروش رغم أن تكلفته 65 قرشا حاليا .. طب ده كلام؟”.
وقال الرئيس السيسي إنه توجد إشكالية تتعلق بأن الدعم الذي كان يقدم لنحو 30 مليون مواطن منذ 30 عاما يقدم حاليا لنحو 70 مليون مواطن بما يعني أنه توجد زيادة كبيرة في حجم المستفيدين وقيمة السلعة ، مشيرا إلى أن الاستمرار في ذلك الوضع غير ممكن في ظل الزيادة الملحوظة في عدد السكان.
وتابع الرئيس: “ذلك الدعم – الذي كان يقدم من 30 سنة لنحو 30 مليون مواطن – يقدم حاليا لنحو 70 مليون مواطن وهو ما خلق أزمة تتعلق بزيادة قيمة السلعة وحجم المستفيدين وهذا أمر لايمكن أن نستمر فيه وفي هذه الحالة يستوجب توفير الخبز لعدد ضخم من السكان وهو مالا تستطيع أي دولة أن تقدر عليه”.
وقال الرئيس السيسي إن أمانة المسئولية تقتضي قيامه بالتصدي للمشكلات التي نواجهها وعدم ترحيلها للأجيال القادمة “، مشيرا إلى أنه لن يكون موجودا في السلطة عندما يتم توفير رغيف الخبز لنحو 120 أو 130 مليون مواطن.
وأضاف أنه كان يدرك ويتفهم الظروف التي تمر بها البلد وقرر مواجهتها إنطلاقا من اقتناعه بأن الله سيحاسبه على عدم التصرف في القضايا التي تواجهها البلد ويتفهم أبعادها فالمسألة ليست البقاء على كرسي الحكم، وأنه يدرك جيدا بأن” الله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء”.
وتابع الرئيس: “هل أنا سأبقى في الوقت الذي يقدم فيه رغيف الخبز إلى نحو 120 أو 130 مليون مواطن.. لا طبعا لن أكون موجودا لكن أرجو أن ننتبه بأن الأمانة تقتضي أن تكون فاهما مايحدث والتعامل معه وعدم تجاهله.. لكن أنا لو قلت أنا مش هبقى موجودا في الوقت ده واللي موجودين ربنا يوفقهم وأنا كنت شايف وفاهم اللي هيحصل للبلد دي بالطريقة اللي إحنا ماشيين بيها دي، ربنا هيحاسبني وهيقولي أنت كنت فاهم وساكت ليه.. هقوله أصل أنا كنت عايز استمر كنت عايز أفضل على الكرسي على طول فلازم أخلي بالي.. هيقولي الكرسي ده أنا اللي جبتك فيه وأنا اللي همشيك منه.. مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.. لا أحد بيجيب حد ولا أحد بيمشي حد طيب أنت عملت كدة ليه أقوله إيه أنا ساعتها؟.
وأكد الرئيس السيسي أن برنامج رفع الكفاءة وتحسين أحوال الناس مستمر لأن حجم الجهد المطلوب ضخم جدا ، لافتا إلى أنه يتم اقتحام المشكلات على كافة الأصعدة بهدف تحسين الأوضاع المعيشية في كافة المناطق.
وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي من انتاج إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بعنوان ” مسيرة عمرانية “، والذي جسد الخطوات التي تبنتها الدولة بإصرار وعزم واجتهاد لتحقيق نهضة حيقيقة، من خلال خريطة أمل أطلقتها القيادة السياسية قبل سبع سنوات حيث تم بناء أكثر من مليون ونصف المليون وحدة سكنية، وجاري مواصلة تنفيذ خطط بناء الإسكان الاجتماعي والمتوسط والمتميز والإسكان البديل للعشوائيات في جميع محافظات مصر.
أ ش أ