لا تنظر للمدى القصير، لكن قد يكون الأسوأ قد مر بالنسبة لأزمات سلسلة التوريد التي اكتسحت شحنات كل شيء بدءا من مكونات شركة “كوكاكولا” إلى الطلاء وحتى الألعاب والأدوات الصناعية.
وانخفض متوسط أسعار الشحن البحري على مدى ثلاثة أسابيع متتالية، وهبط المؤشر المركب لأسعار الحاويات العالمية إلى أقل من 10 آلاف دولار لصندوق طوله 40 قدما للمرة الأولى منذ عيد العمال، وفقًا للبيانات الصادرة يوم الخميس عن شركة الاستشارات البحرية والبحوث “دروري”، وكان التراجع في التكلفة متواضعا: لا يزال معيار معدل الشحن أعلى بنسبة 300% تقريبا مما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي، لكن يبدو أن الارتفاع المحموم في تكاليف الشحن يتضاءل على الأقل، أظهرت بيانات “دروري”، أن الأسعار قد ارتفعت لمدة 23 أسبوعًا على التوالي قبل أن تخطوا أخيرا إلى الوراء.
ويعتبر حمل البضائع عبر المحيط جزءا واحدا فقط من سلسلة التوريد، تنتظر أكثر من 60 سفينة حاويات لدخول موانئ لوس أنجلوس ولونج بيتش، وفقا لما ذكرته شركة “مارين اكستشينج” في جنوب كاليفورنيا، وفي حين أن هذا لايزال مرتفعا جدا نسبة للمستويات التاريخية، إلا أنه يمثل تحسنا عن الرقم القياسي 73 سفينة التي كانت راسية أو متوقفة بعيدا عن الشاطئ في منتصف سبتمبر.
بمجرد أن يتم تفريغ السفينة، غالبا ما يتم تعبئة محتوياتها في قطار ونقلها عبر البلاد إلى المخازن، ثم يتم التقاطها بواسطة شاحنة إلى مراكز توزيع الشركة أو المصانع، وتتفاوض شركة “فاستينال”، الموزعة الصناعية، عادة على سعر شامل مع شركات خطوط الشحن التي تنسق العملية برمتها.
لكن ندرة حاويات الشحن أجبرت الشركة على التخلي عن العملية الأوسط عبر السكك الحديدية، وبدلا من ذلك كانت البضائع تفرغ يدويًا في الميناء وتعبأ في شاحنة، وكان العمل اللوجستي الإضافي أكثر تكلفة بكثير، وقال الرئيس التنفيذي لشركة “فاستينال”، دان فلورنيس، الأسبوع الماضي، إنه بينما ارتفعت أسعار الشحن أربعة أضعاف، فإن التكلفة الإجمالية للنقل من الباب إلى الباب ارتفعت إلى ستة أضعاف، لكن حتى هنا يوجد بعض الأخبار الجيدة: اضطرت “فاستينال” إلى تفريغ حوالي 45% من حاويات الشحن يدويا في أغسطس، لكن بحلول سبتمبر انخفضت النسبة إلى 28%.
ربما تمت المبالغة في أزمة الشحن في الأشهر الماضية، وأفرطت الشركات في الطلب للتأكد من أن لديها منتجا كافيا ولن يفوتها أي مبيعات، ويبدو أن تجار التجزئة على وجه الخصوص قدموا شحنات موسم العطلات إلى يوليو وسبتمبر، من سبتمبر وأكتوبر كما هو معتاد، حسبما أشار كين هوكستر المحلل في “بنك أوف أمريكا كورب” في مذكرة حديثة.
وحتى في الأوقات العادية، ستنتهي فرصة الحصول على البضائع في الوقت المناسب للتسوق في العطلات إلى حد كبير بحلول منتصف أكتوبر وبالتأكيد بحلول عيد الشكر، لذلك قريبا سيكون هناك وفرة متزايدة من كل شيء آخر.
يبدو أيضا أن قيود المصانع المتعلقة بكوفيد في فيتنام وماليزيا والتي ساهمت في نقص الأجزاء الصناعية وأشباه الموصلات تتراجع، وتهدف وحدتا “إنتل كورب” و”سامسونغ الكترونيكس كو” إلى استئناف التشغيل الكامل لمصانعهما في مدينة هو تشي منه بحلول نهاية نوفمبر، حسبما أفادت “بلومبرج نيوز” نقلاً عن لو بيتش لون، نائب مدير “سايجون هاي تك بارك”.
وتعمل شركة “تويوتا موتور كورب”، مع الموردين المنكوبين بالوباء في جنوب شرق آسيا على خطة لزيادة الإنتاج بدءا من ديسمبر واستعادة بعض الإنتاج الذي فقدته بسبب النقص، حسبما أفادت رويترز الأسبوع الماضي.
بالطبع، لا تزال سلسلة التوريد العالمية قريبة من وضعها الطبيعي، قد يظهر صداع جديد – مثل الإعصار الذي أغلق ميناء يانتيان الصيني الأسبوع الماضي، وعلى أي حال، تشير التقارير المبكرة إلى أنه حتى في ذروتها، ربما لم تكن أزمة الشحن هي السبب الذي يخشاه المستثمرون على أرباحهم – على الأقل ليس كل الشركات.
تتمتع الشركات الكبيرة بنفوذ أكبر مع الموردين وشركات الشحن، مقارنة بالشركات الأصغر، وفي حالة “فاستنال”، من المفيد أيضًا أن تعمل الشركة على أساس لامركزي كبير وتمكين الموظفين المحليين من القيام بكل ما هو ضروري لسد فجوات المنتج مع الموردين المحليين البديلين، وتمتلك “فاستنال” أيضا أسطول شاحنات خاص بها، وبينما لايزال نقل المنتجات بهذه الطريقة مكلفا، تتمتع الشركة بميزة على أولئك الذين يعتمدون على جهات خارجية.
ويستعد المستثمرون لموسم أرباح صناعية قبيح بشكل خاص، ومن المحتمل أن يظل هناك الكثير من القبح، لكن قد تكون هناك أيضًا بعض المفاجآت الإيجابية.
بقلم: بروك ساذرلاند، كاتبة مقالات في “بلومبرج” تغطي الصفقات والقطاع الصناعي.
المصدر: وكالة أنباء “بلومبرج”