توقف الانتعاش المؤقت فى صناعة السفر، فى ظل تراجع حجوزات الطيران والفنادق خلال الأسبوعين الماضيين بسبب القيود الحدودية الجديدة التى فرضت بعد ظهور سلالة أوميكرون الجديدة.
ورغم أن المدراء فى قطاع السفر يقولون، إنه من السابق لأوانه قياس تأثير المتحور الجديد على القطاع، إلا أن البيانات الحديثة تشير إلى أن أسوأ ما فى الأزمة قد لا يتجاوز عامين تقريباً منذ اندلاع أول فيروس كورونا.
تشمل المجالات التى استُهدفت، خطوط الطيران المربحة عبر المحيط الأطلسى، بحسب مجموعة «فوروارد كيز» البحثية، بينما تُظهر البيانات الصادرة عن شركة «إس تى أر» لتعقب صناعة الفنادق انخفاضاً فى إشغال الغرف الفندقية فى أوروبا.
كان التأثير على الطرق العابرة للمحيط الأطلسى شديداً بشكل خاص، فبعد التعافى السريع منذ أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن أنها ستفتح حدودها للمسافرين فى نوفمبر، تسببت سلالة أوميكرون فى إيقاف انتعاش الطلب على هذه الرحلات الطويلة.
فى الواقع، كان الانتعاش سريعاً للغاية بحيث بحلول 24 نوفمبر، وهو اليوم الذى تم فيه إبلاغ منظمة الصحة العالمية بظهور سلالة أوميكرون، ارتفعت الحجوزات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بنسبة %2 فوق مستويات عام 2019، مما يوفر شريان حياة لشركات الطيران مثل الخطوط الجوية البريطانية وفيرجين أتلانتيك.
وتقول «فوروارد كيز»، إن حجوزات الرحلات الصادرة بين 25 نوفمبر و7 ديسمبر كانت أقل بنسبة %26 من مستويات عام 2019.
كما تضررت الحجوزات القادمة من الاتحاد الأوروبى، إذ انخفضت من %22 إلى %50 دون مستويات عام 2019 خلال الفترة نفسها، وفقاً لما أشارت إليه صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
كذلك، تأثرت الرحلات القصيرة والرحلات الترفيهية أيضاً، وحذرت العديد من شركات الطيران وشركات السفر علناً من الضرر الناجم عن المتحور الجديد وقواعد السفر.
قالت هيئة السياحة البريطانية «فيزيت بريتين» مؤخراً، إن حجوزات الطيران الوافدة إلى المملكة المتحدة للأسبوع الأخير من نوفمبر تراجعت بنسبة %63، مقارنة بنفس الأسبوع فى 2019، ومقارنة بانخفاض قدره %49 فى الأسبوع السابق بسبب زيادة مستوى الإلغاء.
وحذر مطار هيثرو أيضاً من ارتفاع مستوى إلغاء الحجوزات من قبل المسافرين من رجال الأعمال الذين يشعرون بالقلق من الوقوع فى شرك قواعد السفر فى المملكة المتحدة فى الخارج.
قالت «توى أيه.جى»، أكبر شركة سياحة فى أوروبا، مؤخراً إن المخاوف المتعلقة بسلالة أوميكرون بدأت فى التأثير على الحجوزات، فى حين أبلغت «إيزى جت» أيضاً عن تراجع حجم التداولات على مدار بقية عام 2021 لكن الضربة كانت أقل حدة مما كانت عليه عندما فُرضت قيود السفر فى بداية تفشى الوباء.
يأمل رؤساء شركات الطيران أن يكون المتحور الجديد مجرد صدمة قصيرة الأمد حدثت خلال أحد أكثر فترات الهدوء فى الصناعة.
ونادراً ما تكون أشهر الشتاء مربحة، خاصة فى أوروبا، لكن الوضع سيكون أكثر خطورة إذا استمر اضطراب الحجوزات الخاصة بالصيف المقبل.
بالنسبة لصناعة الفنادق، كان تأثير تراجع إشغال الغرف أكثر حدة فى دول مثل النمسا وهولندا، إذ كانت هناك قيود أكثر صرامة، وفُرض حظر صارم فى النمسا على المواطنين غير الحاصلين على اللقاح، لكن جميع الدول عانت من التراجع مع تضاؤل ثقة المستهلك.
كذلك، أظهرت بيانات «إس تى أر»، أن الحجوزات الآجلة للفنادق فى لندن وباريس ومدريد تراجعت جميعها الأسبوع الماضى.
تظهر الأرقام الصادرة عن شركة «جيتسى»، وهى شركة لإدارة الإيجارات قصيرة الأجل، أن الحجوزات الأمريكية فى الأسبوع الأول من ديسمبر انخفضت بنسبة %22، مقارنة بالأسبوع السابق.
قال ويلى والش، المدير العام لاتحاد النقل الجوى الدولي: «أعتقد أننا جميعاً متفائلون بأن الحكومات ستراجع هذه القيود بسرعة».








