لطالما كانت القوى العاملة المسنة – التى تقدرها مجموعات المجتمع المدنى بالآلاف – موجودة فى هونج كونج منذ فترة طويلة، لكن يقال إنها نمت وسط فقدان الوظائف على نطاق واسع وتفشى وباء كورونا.
وقال الأستاذ المساعد فى قسم العمل الاجتماعى بجامعة هونج كونج الصينية والمتخصص فى موضوع الفقر، وونج هونج، إن «الوباء لم يرفع عدد الأشخاص العاطلين عن العمل».
وتعتبر هونج كونج واحدة من أكثر المدن ثراءً فى آسيا، لكن معدل الفقر فيها سجل أعلى مستوياته فى 12 عاماً خلال العام الماضى، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
ويشير تقرير الفقر السنوى الحكومى الصادر فى نوفمبر ، إلى أن واحداً من كل أربعة أشخاص من سكان هونج كونج البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة يعيش فى حالة فقر، ويعيش نحو 584 ألف من كبار السن، أو نحو %45 منهم، تحت خط الفقر المحدد بدخل شهرى قدره 4400 دولار هونج كونج «أى ما يعادل 564 دولار أمريكي».
وعلى عكس بعض الدول الآسيوية، لا يوجد فى هونج كونج سن تقاعد رسمى، لكن الناس يتوقفون عن العمل بشكل عام عند سن الـ 60 أو 65 تقريباً ثم يتلقون الدعم من نظام التقاعد الإلزامى.
ومع ذلك، يشتكى كثيرون ممن لا يملكون مدخرات كافية من عدم كفاية الدعم، رغم تقديم دعم حكومى إضافى للفقراء.
وقالت نائب مدير الجمعية غير الحكومية لمنظمات المجتمع، سزى لاى شان، والتى تساعد كثيرين من مجتمع المحتاجين بالمدينة، إن «معدل الفقر المرتفع خصوصاً بين كبار السن أمر غير مقبول، وهو وضع له خطورته بشكل خاص فى هونج كونج».
وأضافت: «بالنسبة لكبار السن من العاملين، كان دخلهم بالفعل أقل من دخل الآخرين قبل الوباء، كما فُصل العديد منهم خلال العامين الماضيين».
وتوصف المستعمرة البريطانية السابقة نفسها بأنها المركز المالى لآسيا وتتباهى بإجمالى ناتج محلى للفرد أعلى من اليابان وكوريا الجنوبية، فى حين بلغت احتياطياتها المالية فى أكتوبر أكثر من 800 مليار دولار هونج كونج.
وفى أعقاب الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية حول المدينة فى عام 2019 واستراتيجية «صفر كوفيد» التى طُبقت منذ عامين تقريباً، كان على الاقتصاد التأقلم مع عدد أقل من السياح ونزوح الشركات من المدينة.
يجادل المسؤولون المحليون بأن عددا أقل من الناس يعيش فى فقر بعد إجراءات الدعم الحكومية المتكررة، بما فى ذلك المساعدات النقدية وإعانات السكن للفقراء.
لكن وونج، من جامعة هونج كونج الصينية، يجادل بأن هذا الادعاء «غير موضوعي»، لأن بعض السياسات الحكومية لم يكن لها سوى تأثير قصير المدى نسبيا، كما أن العديد من السكان المحتاجين وجدوا أنهم «مازالوا يعيشون فى فقر وحالة من الحرمان».
يقول متحدث باسم الحكومة إن المسئولين «على دراية تامة بالحاجة إلى مواصلة تنفيذ تدابير مستدامة لتحسين معيشة الناس» ، مع وجود خطط مثل تسريع بناء المساكن العامة بالفعل.
مع ذلك، يتوقع وونج استمرار حالة الفقر فى هونج كونج كما هى أو ربما تزداد سوءاً خلال العام الحالى إذا استمر الوباء.
وأشار إلى أن «العديد من الأسر الفقيرة استنفدت مدخراتها بالفعل واستنفدت المساعدات المقدمة لها من الأقارب والأصدقاء، كما أن مشكلة العمال الفقراء لا تزال قائمة رغم تحسن مستوى البطالة».







