
من المتوقَّع أن تقتحم كبرى البنوك في “وول ستريت” سوق سندات الشركات بعد أن أعلنت عن نتائجها ربع السنوية، في محاولة لجمع الأموال قبل أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض؛ بحسب ما ذكرته وكالة أنباء “بلومبرج”.
ويتوقَّع محللا أبحاث الائتمان في “جيه بي مورجان”، كبير كابريهان، ونيكيتا دياتلوف، أن تقترض البنوك الكبرى مجتمعة ما بين 24 و32 مليار دولار بعد إعلانها عن تقارير أرباحها.
وكانت بنوك “سيتي جروب”، و”ويلز فارجو”، و”جيه بي مورجان” قد أعلنت عن نتائجها الأسبوع الماضي.
وكتب المحللان في مذكرة يوم الثلاثاء :”مع ذلك، نعتقد أنَّ الاهتمام يتصاعد، ولن نتفاجأ إذا رأينا الإجمالي يقترب من 35 إلى 38 مليار دولار”. ولكن حتى إذا قررت البنوك بيع سندات الأسبوع المقبل؛ فمن المرجح أن يكون الإصدار منخفضاً بسبب عطلة “مارتن لوثر كينج” يوم الإثنين، وفترة تعتيم الأرباح”.
وتستعد شركة “يونايتد إير لاينز هولدينجز”، ومجموعة “أمريكان إيرلاينز”، ومزود خدمة البث “نتفلكس” للإعلان عن نتائجهم الأسبوع المقبل، مما قد يؤثر في أسعار السندات، كما تتأهب “نتفلكس” كي تصبح نجماً صاعداً هذا العام، مع ما يعادل 16 مليار دولار من السندات المؤهلة لمؤشرات “بلومبرج” عالية الجودة، وفقاً لمحللي الائتمان في “بلومبرج إنتليجينس”: ستيفن فلين، وسوبرنا بانيا.
السندات قصيرة الأجل
ويزداد اهتمام المستثمرين بالسندات قصيرة الأجل مع تزايد قلقهم بشأن ارتفاع العوائد، والتي من الممكن أن تضرب السندات طويلة الأجل بشكل أقوى.
وحتى يوم الخميس؛ فإنَّ 41% من الإصدارات في السوق ذات التصنيف الاستثماري كانت على المنحنى في منطقة سندات 10سنوات أو أكثر، مقارنة بحوالي 48% في عام 2021، و58% في عام 2020.
وقال هانتر هايز، النائب الأول للرئيس، ومدير محفظة “إنتربيد إنكوم فاند” في “إنتربيد كابيتال مانيجمنت”: “نحن نفضّل السندات قصيرة الأجل باعتبارها تحوطاً طبيعياً ضد التضخم وارتفاع العوائد واحتمالية تدهور أساسيات الائتمان”. يرى هايز فرصاً في السندات المستحقة في العامين المقبلين لكلٍّ من أسواق الدرجة الاستثمارية، والأسواق ذات العائد المرتفع.
ووفقاً للاستراتيجيين لدى “باركليز”، برادلي روغوف، وجيف دارفوس؛ فإنَّ سندات التصنيف المنخفض “سي سي سي” جذابة أيضاً، إذ تميل السندات الخردة ذات التصنيف المنخفض إلى تحقيق نتائج أفضل من نظيراتها ذات التصنيف الأعلى في بيئة معدلات العوائد المرتفعة، نظراً لقصر مدتها، وانخفاض مخاطرها الائتمانية، مما يجعلها أقل ارتباطاً بأسعار الفائدة.
وقد أضافا في مذكرة لهما يوم الجمعة: “في حين أنَّ التحركات منذ عام وحتى الآن قد فضَّلت سندات فئة “سي سي سي”؛ فإنَّنا نعتقد أنَّه ما تزال هناك بعض الفرص الجذابة في تلك السندات”.
في الوقت نفسه، ما تزال القروض الأمريكية ذات الرافعة المالية تجذب اهتماماً كبيراً هذا العام، مع انجذاب المستثمرين إلى فئة الأصول كحماية من ارتفاع الأسعار، ومع حرص الشركات على تقديم الصفقات للمشترين المهتمين.
10 من المقترضين
ما لا يقل عن 10 من المقترضين لديهم التزامات مستحقة الأسبوع المقبل، بما في ذلك شركة برمجيات البنية التحتية “كويست سوفت وير”، التي تسوّق قروضاً بـ 3.6 مليار دولار. يتم تقسيم المعاملة المكوّنة من جزأين إلى شرائح “بي”، وشرائح فئة “سي سي سي”، والتي ستموّل عملية الاستحواذ عليها من قبل”كليرلاك كابيتال غروب”.
ووفقاً لـ”ماثيو ميش”، رئيس استراتيجية الائتمان في “يو بي إس جروب”؛ فإنَّ على المستثمرين مراقبة صفقات شركات التكنولوجيا منخفضة التصنيف من الآن فصاعداً.
وأضاف أنَّ هناك ضعفاً في أجزاء من سوق القروض ذات الرافعة المالية، إذ يوجد الكثير من المعروض من المقترضين من ذوي التصنيف المنخفض. يقول ماثيو: “نحن نراقب عدداً من الشركات في قطاع التكنولوجيا، لا سيما قطاع التكنولوجيا من فئة (بي)”.
اقتصاد الشرق