ظهرت شركة «أكت فاينانشيال» فى السوق المصرى بنموذج مغاير للاستثمار المباشر، وركزت على المساهمة فى الشركات المقيدة فى البورصة بصورة رئيسية، والتى كان أولها تحالفها مع شركة أوراسكوم القابضة (سابقاً) للاستحواذ على حصة الأغلبية فى بلتون المالية القابضة، ثم الدخول فى عدد من الشركات والتى كان أخرها شركة «سوديك».
وترى «أكت فاينانشيال» فرصا واعدة فى السوق المصرى، وجاذبية كبيرة للأسهم المدرجة فى ظل انخفاض التقييمات، وبالتزامن مع التوقعات بحركة إيجابية فى تداولات السوق خلال العام الجارى.
وأوضح كريم نعمة الشريك المؤسس لشركة أكت فاينانشيال، أن السبب يعود بالأساس إلى الطبيعة التى تتسم بها الأسواق الناشئة، والبورصة المصرية على وجه التحديد، خاصةً وأن أسعار الأسهم لا تعبر بصورة كبيرة عن حقيقة أوضاعها المالية، وهو ما يخلق فجوات كبيرة فى التقييم، تعمل الشركة على اقتناصها.
وقال نعمة، إن الشركة تسعى لتركيز محفظتها الاستثمارية فى 3 أو 4 فرص استثمارية بحد أقصى سنويا.
وأضاف لـ«البورصة» أن الشركة تستهدف الوصول إلى معدل عائد سنوى مركب يبلغ نحو %30 بحد أدنى، وأن يصل عمر الاستثمار فى الفرصة الواحدة نحو 3 سنوات، مؤكدًا أن العائد المركب للسنوات الثلاث هو أساس القرار الاستثمارى للشركة.
وتابع «نعمة» أن الشركة دائمًا تنظر إلى فرص استثمارية جديدة، سواء عبر حصيلة التخارج من الاستثمارات -كحصة التخارج من «سوديك»، أو عبر زيادة رأس المال التى تتم فى «أكت فاينانشيال».
وحول صفقة سوديك، قال إن تحالف «أكت- كونكريت- حسن علام» انتظر حتى اللحظة الأخيرة فى قرار التخارج من شركة السادس من أكتوبر للتنمية «سوديك» لصالح شركة الدار العقارية، وكان التحالف يرى تقييما أكبر لسهم «سوديك».
وأوضح أن قرار التخارج يستند إلى أن التحالف لن يستطيع خلق قيمة مضافة على سهم الشركة فى ظل تمكن الدار العقارية من الحصة العظمى للشركة، مما دفع إلى اتخاذ قرار التخارج فى ظل توافر فرص أخرى فى السوق المصرى.
وكان تحالف «أكت فاينانشيال»، وكونكريت بلس، وحسن علام العقارية، يمتلك حصة فى سوديك تبلغ نحو %18.01 قبل التخارج.
وأشار إلى أن الشركة فى الفترة الحالية تستثمر رأسمالها، تزامنًا مع دراسة مستمرة لإطلاق منتجات جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، خاصة فى ظل توافر الفرص فى سوق المال، والشركة تنظر أيضًا إلى فرص فى الشركات غير المدرجة.
وأكد على تفضيل «أكت» الاستثمار فى الشركات المدرجة نظرًا لتوافر المعلومات حول هذه الشركات، فضلاً عن أن الشركات غير المدرجة دائمًا تجد مبالغة فى تقييماتها إلى أكثر من الضعف نظرًا لارتفاع الطلب.
أشار إلى دخول الكثير من اللاعبين فى سوق الاستثمار المباشر، ورأسمال المخاطر، مع محدودية الشركات الجيدة، ما يرفع التقييمات بمضاعفات غير معهودة على السوق.
ولفت إلى أن السياسة الاستثمارية للشركة تقوم على اختيار الفرص المبنية على القيمة العالية للشركة المُستثمر بها، فضلاً عن التطور الخاص بالشركة من حيث التوسعات والتى تعطى قيمة إضافية مستقبلية للشركة.
وأوضح «نعمة» أن اختيار التحالف الاستثمارى يتم بناءً على تلاقى الرؤى نحو إيجاد طريقة لخلق قيمة مضافة على الفرصة محل الاستثمار، والغرض الأساسى من أى تحالف تديره «أكت» هو خلق القيمة المضافة على الفرص وليس إدارة أموال التحالف.
وأكد أن السوق المصرى به أسهم واعدة تجمع بين القيمة والنمو فى آنٍ واحد، وهو المعيار الذى تقوم «أكت» على أساسه باختيار الفرص الاستثمارية.
وأشار إلى حالة من التفاؤل بالعام الجارى والسنوات المقبلة بشكل عام، وأن كل أسواق المال العالمية تحركت بصورة إيجابية للغاية على مدار الفترة الماضية.
وقال إن السوق المصرى واعد للغاية ويتمتع بتقييمات جاذبة للغاية، خاصة وأن القطاعات تحقق نموا بشكل طبيعى، والأسهم التى تتمتع بفرص واعدة كثيرة فى سوق المال وبأسعار زهيدة.
وتوقع أن يشهد العام الجارى حركة إيجابية كبيرة فى سوق المال، وأن تشهد الأسهم صعودًا على المديين المتوسط والقصير، خاصة أن الأسعار السوقية لا تعكس القيم العادلة لأسهم تلك الشركات.
وأكد أن أهم المعطيات أمام المستثمرين هو تحديد نوع وعمر الاستثمار لاقتناص الفرص داخل السوق المصرى، مشيرًا إلى أهمية الاستثمار طويل الأجل.
وتابع أن من الأسباب الجوهرية التى تتسبب فى أن الأسهم المصرية لا تعكس قيمتها الحالية هو غياب الأجانب عن السوق المصرى، مما ساهم بدوره فى تقليل جودة البحوث المقدمة عن الفرص الاستثمارية فى السوق.
أوضح أنه بالعودة التدريجية للأجانب مرة أخرى ستعود الجودة للأبحاث التى توفر الصورة الكاملة عن تلك الفرص.
وقال «معظم التقييمات والتوصيات البحثية متشابهة».
أضاف أن السبب الثانى يتعلق بإدارة علاقات المستثمرين بتلك الشركات، والتى يقع عليها العبء الأكبر فى توضيح القيمة من وراء الاستثمار بأسهم شركاتهم، كما أن نوعية المستثمر تمثل فارقا فى تلك الجزئية، مما يمثل ضغطا على الإدارة لتوضيح كل المعلومات المتعلقة بالاستثمار.
وحول مخاطر الاستثمار فى السوق المصرية، قال الشريك المؤسس للشركة: «إن الاستثمار مرتبط بوقت وعائد عليه، فكلما زاد عمر أو وقت الاستثمار، كلما قلت المخاطر المتعلقة به، مما يعطى مرونة كبيرة فى اختيار الفرص الاستثمارية، ويبعد التشويش عن القرار الاستثمارى ليصبح العائد المتوقع أكبر من المخاطر المحتملة».
وأوضح أن المدى الزمنى الطويل للاستثمار يزيد من إيجابيات المعطيات فى سوق المال من حيث التوقعات بنمو حجم السوق بناءً على نمو حجم الاقتصاد المصرى، بالإضافة إلى الطروحات الحكومية المتوقعة التى من شأنها أن تجذب عدد أكبر من الأجانب وتزيد من عمق السوق.
وتوقع «نعمة» فرصًا كبيرة فى كل قطاعات السوق، وعلى المستثمر أن ينظر على كل سهم على حدة، ودراسة كل الفرص الاستثمارية قبل اختيار سهم بعينه.