%42 من إجمالى الثروة العالمية يتواجد فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ
أصبح العالم أكثر ثراءً من ذى قبل، فقد تضاعف صافى ثروته ثلاث مرات من عام 2000 إلى عام 2020، وهذا النمو القوى كان سبباً للاحتفال؛ لأنه يؤهلنا لاغتنام فرص جديدة، لكن الاختلاف بين صافى الثروة والناتج المحلى الإجمالى يثير أسئلة مهمة لصناع السياسات وقادة الأعمال، ونمت الثروات فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمقدار أربعة أضعاف.
وتمثل المنطقة الآن حوالى %42، أو 218 تريليون دولار، من إجمالى الثروة العالمية، حسبما ذكرت مجلة «نيكاى آسيان ريفيو» اليابانية.
وارتفع صافى الثروة بنحو 360 تريليون دولار منذ عام 2000 على مستوى العالم، من بينها 165 تريليون دولار فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبالتالى فإنَّ مستويات الثروة بالنسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى مرتفعة بشكل خاص فى دول آسيا والمحيط الهادئ الثلاثة المدرجة من بين الدول العشر فى بحث «نيكاى آسيان ريفيو»، وهى أستراليا والصين واليابان.
وعلى الصعيد العالمى، انحرف صافى الثروة عن علاقته طويلة الأمد بالناتج المحلى الإجمالى، ويرجع ذلك فى الغالب إلى ارتفاع تقييمات العقارات.
وبينما كان الاقتصاد العالمى يعانى الأزمات المالية والآن وباء «كورونا»، استمر صافى الثروة فى الارتفاع بمعدل ثابت، فقد أصبحت القيمة الصافية الآن أعلى بنسبة %50 تقريباً عالمياً مدفوعة بتضخم أسعار الأصول، ومقارنة بمتوسطها طويل الأمد بالنسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى.
وحققت الصين أكبر توسع فى صافى ثروتها، فهى تستحوذ على ثلث نمو الثروة العالمية بالكامل، ومع ازدهار اقتصادها، انتقل المزيد والمزيد من مواطنيها إلى الطبقة المتوسطة، وارتفع مستوى الاستثمار.
وفى عام 2020، بلغ صافى ثروة الصين 8.2 ضعف ناتجها المحلى الإجمالى أو 120 تريليون دولار، وهو أعلى مقارنة بالناتج المحلى الإجمالى وبالقيمة المطلقة من أى بلد آخر أدرج ضمن البحث، الذى شمل أيضاً كندا وفرنسا وألمانيا والمكسيك والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وعلى أساس نصيب الفرد، بلغ صافى الثروة الصينية 86 ألف دولار أو 591 ألف يوان، بارتفاع من 5500 دولار أو 46 ألف يوان فى عام 2000.
وهذا أدى بدوره إلى زيادة صافى الثروة فى الدول الأخرى التى تمد الصين بالموارد والإمدادات المستخدمة لدفع نجاحها الاقتصادى، فعلى سبيل المثال ارتفعت قيمة احتياطيات المعادن فى أستراليا؛ بسبب الطلب القادم من الصين وأماكن أخرى، ما يدعم النمو، وارتفاع التقييمات فى أجزاء أخرى من الاقتصاد.
وبالمثل، لطالما دعمت الصين الاقتصاد اليابانى من خلال طلبها على معدات صناعة الرقائق واللدائن عالية الجودة والمنتجات الاستهلاكية.
وشهدت أستراليا نمواً فى صافى ثرواتها بشكل يفوق نمو الناتج المحلى الإجمالى أيضاً، فقد ارتفعت خلال العقدين الماضيين من خمسة أضعاف إلى 6.8 أضعاف الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2020، وهو أعلى من المتوسط العالمى البالغ 6.1 ضعف الناتج المحلى الإجمالى.
ونشأ أكثر من %80 من نمو صافى الثروة فى البلاد من نمو أسعار الأصول بدلاً من الاستثمار، خاصة مع ارتفاع تقييمات العقارات المنزلية، وكذلك المعادن وغيرها من العقارات.
وارتفع صافى الثروة إلى 351 ألف دولار للفرد فى عام 2020، وهو الأعلى بين الدول العشر التى شملها الاستطلاع.
وتعتبر اليابان الدولة الوحيدة التى شهدت انخفاضاً فى تقييم الأصول ومجرد زيادة متواضعة نسبياً فى صافى القيمة بالنسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى من 6.6 ضعف الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2000 إلى 7.2 ضعف الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2020، كما انخفضت قيمة العقارات فى اليابان بعد انفجار فقاعة 1990 ولم تتعاف بشكل تام.
ومع ذلك، فقد توسع صافى الثروة من حيث القيمة المطلقة بنسبة %10 من عام 2000 إلى عام 2020، بفضل صافى الاستثمار القوى فى البنية التحتية العامة والخاصة والصادرات التى وسعت موقع الاستثمار الدولى الصافى لليابان.
وفى حين أن التوسع السريع والمستويات العالية للثروة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ أمر جيد، فإنَّ الاختلاف بين صافى الثروة والناتج المحلى الإجمالى يثير أسئلة مهمة بالنسبة لصناع السياسات وقادة الأعمال.
وعلى المستوى العالمى، ربما يشير ارتفاع تقييمات الأصول على خلفية الديون المتزايدة إلى تحول نموذجى، أو ربما يشير بدلاً من ذلك إلى ارتداد فى المستقبل، كما حدث فى الحلقات التاريخية، لكن بصرف النظر عن المستقبل، فإنَّ هذا الارتفاع يشير بوضوح إلى فرصة لتوزيع المزيد من رأس المال بشكل أكثر إنتاجية وإعادة ضبط الاقتصاد لتسريع نمو الناتج المحلى الإجمالى ليتمكن الاقتصاد من اللحاق بما وصلت إليه الثروة بالفعل.
ويُظهر بحث أجراه معهد «ماكينزى» العالمى، مؤخراً، حول مخاطر المناخ إمكانات هائلة فى آسيا لتحويل الاعتماد على الطاقة القائمة على الفحم إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين ومصادر الطاقة البديلة الأخرى، كما يعد تطوير البطاريات وأنواع التخزين الأخرى لهذه المصادر الجديدة للطاقة مجالاً استثمارياً مربحاً.








