تراجعت أسعار النفط فى تعاملات اليوم الثلاثاء مع جنى المستثمرين للأرباح بعد ارتفاع الأسعار فى اليوم السابق إلى أعلى مستوى لها، فى 7 سنوات ومع تراجع أسواق الأسهم العالمية، لكن استمرار المخاوف من الغزو الروسى لأوكرانيا وتعطل إمدادات الطاقة أدى إلى تقليص الخسائر.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 96.04 دولار للبرميل، لتتراجع 44 سنتا ما يعادل 0.5% بعد ارتفاعها 2.04 دولار يوم الاثنين، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 52 سنتًا ما يعادل 0.5% ليصل إلى 94.94 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاعه 2.36 دولار فى اليوم السابق.
وارتفع كلا الخامين القياسيين لأعلى مستوى لهما منذ سبتمبر 2014 يوم الاثنين، حيث سجل برنت 96.78 دولارًا، فى حين وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 95.82 دولارًا.
وتعتبر روسيا واحدة من أكبر منتجى النفط والغاز فى العالم، حيث أدت المخاوف من أنها قد تغزو أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط لنحو 100 دولار للبرميل، وهو مستوى لم نشهده منذ 2014.
وقال تسويوشى أوينو، كبير الاقتصاديين فى معهد أبحاث “إن إل آى”: “أثرت عمليات جنى الأرباح على السوق فى حين لم ترد أى أخبار جديدة فى هذا الشأن، مما أدى لاستمرار المخاوف بشأن الوضع فى أوكرانيا، ولايزال المستثمرون يترقبون وسط حالة من الضبابية وعدم الوضوح بشأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران”.
ولا يزال مديرو المحافظ المالية متفائلين بشأن توقعات النفط، لكن الأسعار ارتفعت بالفعل بما يتجاوز 30% فى أقل من ثلاثة أشهر وهناك مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، مما دفع مديرى الصناديق إلى جنى بعض الأرباح الأسبوع الماضى.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية الروسى “سيرجى لافروف” تحدث إلى نظيره الإيرانى حسين أمير عبداللهيان، يوم الاثنين، وأشار إلى وجود تحرك ملموس لإحياء الاتفاق النووى الإيرانى.
وقال هيرويوكى كيكوكاوا، المديرالعام للأبحاث فى شركة نيسان للأوراق المالية: “قد تشهد أسواق النفط تصحيحًا حقيقيًا فى حالة التوصل لاتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووى الإيرانى الأمريكى أو فى حالة تعرض الأسهم العالمية لمزيد من التراجع وسط مخاوف بزيادة معدلات التضخم وتشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية”.
وتشير المراجعة التصاعدية للطلب التاريخى على النفط من قبل وكالة الطاقة الدولية فى تقريرها الشهرى إلى وجود سوق عالمية أكثر تشدداً مما كانت عليه وفقاً لتقديرات هيئة مراقبة الطاقة فى الغرب.
وقال “جى بى مورجان جلوبال إيكويتى”: “قد يؤدى النقص فى إنتاج أوبك والمخاوف المتعلقة بالقدرة الاحتياطية، إلى استمرار القيود على سوق النفط وقد تصل الأسعار إلى 125 دولارًا للبرميل فى وقت مبكر من الربع الثانى من العام الجارى”.