بعد أن حققت صادرات قطاع الصناعات الغذائية المصرية أكبر نمو سنوى فى تاريخها خلال 2021، إلى ماذا يتطلع العاملون بالصناعة خلال السنوات المقبلة؟، وكيف سيديرون الخطط المستقبلية؟
ويخطط المجلس لرفع صادرات الصناعات الغذائية، خلال سنوات قليلة مقبلة، لتصل إلى 10 مليارات دولار، على أن تبلغ العائدات نصف هذه القيمة أى 5 مليارات دولار بنهاية العام الجارى.
قال علاء الوكيل، رئيس مجموعة أفريقيا بالمجلس التصديرى للصناعات الغذائية، إنَّ المجلس يهتم بزيادة العائدات السنوية من صادرات مصنعات الأغذية، وترتكز خطط زيادة عائدات صادرات الصناعات الغذائية على مزيد من الاهتمام بأسواق أفريقيا، وشرق أوروبا، وأمريكا الجنوبية.
أضاف أن المجلس نظم بعثات إلى عدة دول أفريقية، العام الماضى، واستكمل خطته هذا العام، وبدأ بتنظيم زيارة إلى السوق الكينى فى يناير الماضى كأول رحلة تجارية خلال 2022.
قال «الوكيل»: «نخطط لتنظيم بعثة تجارية فى شهر مايو المقبل إلى سوقى مدغشقر وموريشيوس، ثم بعثات جديدة إلى 3 دول جديدة هى السنغال، وغانا، وبوروندى».
كشف «الوكيل» عن خطط المجلس للتوسع فى البعثات التجارية، خلال الفترة المقبلة، لتضم دولاً جديدة خارج أفريقيا، وستبدأ بشرق أوروبا، ويجرى إعداد دراسات لأسواق أخرى ستتحدد وفقاً لطبيعة انتشار فيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: كيف حولت الأغذية المصرية أزمات الشحن الدولى لصالحها؟
يستهدف المجلس التوسع فى أمريكا الجنوبية؛ للاستفادة من تنوع المنتجات، كما يسعى لزيادة عدد الشركات المصدرة، والتركيز على الشركات الصغيرة، بما يعظم نتائج الأعمال السنوية، ويدعم بلوغ المخططات الكبيرة.
أوضح «الوكيل» أن البعثات التجارية التى نظمها المجلس مؤخراً حققت نجاحاً ملحوظاً، وظهر النجاح بشكل قوى فى بعثة المجلس الأخيرة إلى السوق الكينى؛ حيث نظم لقاءات مع أكثر من 200 شركة من كبار المستوردين.
قال «الوكيل»، إنَّ المجلس سيحدد فى شهر فبراير الجارى خطة البعثات والدول المستهدفة، وستكون وفقاً لدراسات تفصيلية عن فرص المنتج المصرى من المواد الغذائية بتلك الدول، ومنتجات الدول المنافسة، وفقاً لخريطة التجارة العالمية.
وحال أثبتت الدراسات وجود فرص فى سوق معين، سيتم إرسال بعثة استكشافية للتعرف على هذا السوق عن قرب قبل تنظيم بعثة الشركات.
قال «الوكيل»، إن مصر قطعت شوطاً طويلاً فى تنمية صادرات الصناعات الغذائية، وحققت طفرة العام الماضى بزيادة %20 تقريباً، مقارنة بصادرات 2020.
وتخطت صادرات الصناعات الغذائية حاجز 4 مليارات دولار فى العام الماضى، وذلك للمرة الأولى فى تاريخها، وسط آمال لتحقيق 5 مليارات دولار خلال العام الجارى.
قال «الوكيل»، إنَّ المجلس يسعى لزيادة عدد الشركات المصدرة، خلال الفترة المقبلة، بمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على التوسع، وخوض تجربة التصدير، وستتم مساعدتها على تطوير منتجاتها، وأيضاً على مستوى آليات التسويق.
وتابع: «عند تنظيم أى نشاط يحاول المجلس التركيز على الشركات الصغيرة، وترويج منتجاتها من خلال إشراكها فى البعثات، كما أعد لها خريطة تدريب وتأهيل للشركات سواء فى طرق التسويق أو التعرف على الاشتراطات الخاصة بكل سوق ورفع كفاءة المنتج».
أشار «الوكيل» إلى أن معرض «جلفود» يحظى بحضور قوى من دول الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا الشمالية، وآسيا، فيما كان فى الماضى يعتمد على الشرق الأوسط وبعدها أوروبا ثم مختلف دول العالم.
ويعتبر المعرض، فرصة للتواصل مع عملاء الشركات من مختلف دول العالم، كما يحظى بحضور أفريقى كبير، بما يوفر للشركات من أعضاء المجلس لقاء العملاء فى أفريقيا، وإتمام صفقات معهم.
ويُخطط مجلس تصدير الصناعات الغذائية فى مصر لمشاركة أقوى بالمعارض الدولية، عبر ضم عدد أكبر من الشركات الصغيرة ضمن جناح المجلس، وستبدأ التجربة بمعرض سيال للأغذية فى فرنسا نهاية العام الجارى.
وسيتيح ذلك الفرصة أمام الشركات الصغيرة التى ليس لديها القدرة على المشاركة، بما يعطى فرصة للتوسع، والانضمام لمجتمع التصدير.
اقرأ أيضاً: الأغذية المجمدة تجذب أنظار مستثمرين جُدد
قال «الوكيل»، إنَّ معرض جلفود يعد المعرض الوحيد فى العالم الذى لم يتم تأجليه أو إلغاؤه خلال الجائحة، فى الوقت الذى تأثرت فيه جميع المعارض العالمية، والتى تحولت بعضها إلى المشاركة الافتراضية، وهو ما زاد من قوة المعرض، وثقة الشركات به، والحرص على المشاركة السنوية.
وشارك فى «جلفود» أكثر من 3000 عارض لـ”الصناعات الغذائية” المتنوعة من مختلف دول العالم، ونحو 100 شركة مصرية.
قال «الوكيل»، إنَّ السوق الصينى أحد الأسواق المستهدفة، خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنه شهد نمواً ملحوظاً فى التصدير إليه من مصر خلال العام الماضى.
وحققت صادرات الأغذية المصنعة المصرية إلى الصين ثانى أعلى معدل نمو فى التعاقدات خلال أول 11 شهراً من العام الماضى، إذ بلغت نحو 122 مليون دولار بزيادة 87 مليون دولار.
أوضح «الوكيل»، أن المجلس يسعى لزيادة نشاط البعثات التجارية والمعارض، خلال الفترة المقبلة، لكن بعد استقرار الأوضاع العالمية بشأن فيروس كورونا.
أضاف أن الصين تمتلك فرصاً واعدة أمام المنتج المصرى، فيما يرى أن التشديدات الخاصة بالحجر الصحى على المسافرين إليها من أكبر المعوقات للمشاركة فى المعارض هناك، خلال الفترة الحالية.
راهن «الوكيل» على السوق السودانى، وقال إنه من أهم الأسواق التى يتوقع المجلس زيادة كبيرة فى صادرات الصناعات الغذائية إليها، خلال السنوات المقبلة، بدعم من القرب الجغرافى مع مصر، فضلاً عن سهولة دخول المنتج المصرى إليه.
