مصادر :مابين 10و15 دولارًا انخفاض فى السعر لكن المناشئ كثيرة
ربما كانت تكلفة الشحن هى السبب الرئيس الذى دفع مصر نحو الاعتماد على استيراد الحبوب وفى مقدمتها القمح من روسيا وأوكرانيا.
وقال مستوردون فى مصر إن تحويل دفة الاستيراد إلى أسواق أخرى لن يكون عقبة كبيرة، وستزيد الأعباء فقط فى حدود الارتفاع فى تكلفة الشحن ومستويات الأسعار بعد الحرب بين «موسكو» و«كييف».
قالت مصادر لـ«البورصة»، إن مصر عند استيراد الحبوب، وخاصة القمح ، تتجه إلى روسيا وأوكرانيا بداية من 2010 و2011 بالتحديد، بدعم من أسعار الشحن المنخفضة من هذه الأسواق.
أوضحت أن «تكلفة شحن الطن حاليًا من روسيا وأوكرانيا أقل من الأسواق المنتجة الأخرى فى حدود 10 دولارات للطن فى المتوسط، وتصل تكلفة شحن الطن إلى 35 دولارًا ، مقابل 45 و50 دولارًا من الأسواق المنتجة الأخرى».
تابعت: «لن نواجه مشكلة فى المعروض العالمي من القمح، هذا بنسبة تفاؤل كبيرة، وحال حولت مصر وجهتها إلى الاستيراد من أسواق أخرى مثل فرنسا وأمريكا، لن تتحمل أكثر من الفارق فى سعر الشحن، مع الزيادات الطبيعية فى أسعار القمح نفسه بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية».
وارتفعت العقود الآجلة للقمح فى بورصة شيكاغو بنسبة 5.43% يوم الخميس الماضي مع إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا، متجاوزة المكاسب التى حققتها سلع أخرى مثل الذرة وزيت فول الصويا.
وتظهر أزمة القمح فى الحرب بين «موسكو» و«كييف» من خلال استحواذهما على 25% من إنتاج القمح العالمى، وبالتالى، فإن أى قصور فى المعروض لديهما على مستوى الإنتاج أو التجارة العالمية ستؤثر فى الأسعار النهائية مباشرة.
وتُعد روسيا وأوكرانيا أيضا موردين رئيسن للشعير وزيت بذور عباد الشمس والذرة، من بين منتجات أخرى.
و ستكون مصر الأكثر تضررًا من هذا الوضع باعتبارها المشترى الأكبر للقمح حول العالم، إذ ستتضرر من ارتفاع أسعار القمح بالتأكيد، لكن ليس من المعروض.
قال عزت عزيز، عضو شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، إن أكثر السلع التى ستتأثر بشكل مباشر من الحرب الروسية على أوكرانيا هى القمح والذرة وبعض المنتجات مثل البسلة الجافة وحمص الشام والزيوت التى تستوردها مصر بشكل مباشر من هذه الدول.
لفت إلى أن البقوليات وعلى رأسها الفول والعدس يتم استيرادها من استراليا وتركيا وكندا وانجلترا، كما يوجد منها كميات كبيرة فى السوق المصرى حاليًا.
أوضح سيد النواوى، نائب رئيس الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الأزمة الراهنة ستجعل مصر تتجه إلى التعاقد على شراء قمح من 14 دولة أخرى غير روسيا وأوكرانيا لتأمين احتياجاتها.
أشار إلى أن مصر استوردت العام الماضى لحوم ودواجن من أوكرانيا لكن سرعان ما تراجعت فى قرار الاعتماد عليها لاستيراد هذه الكميات نظرًا لطبيعة التعاقدات فى هذه الدول التى تعتمد على الشراء المباشر والدفع دون العمل بالمستندات وأوراق التحصيل.
أضاف أن حركة الملاحة العالمية مرتبكة فى الوقت الحالى وستدفع الشركات المستوردة لوقف التعامل مع روسيا وأوكرانيا لضمان تجنب المخاطر التى قد تنتج عن النزاع بهذه المنطقة الساخنة من العالم حاليًا.
حتى يوم الجمعة الماضى، ارتفعت أسعار القمح إلى مستويات قياسية عند 290 دولارًا من أرض المنشأ، بسبب التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وفقًا لمؤشرات موقع بزنس إنسايدر.