منتجات التعبئة البلاستيكية تصطدم بأسعار الخامات المحلية

«الركايبى»: البولى بروبلين فى مصر أغلى من العالمى

تأثر صغار مصنعى منتجات التعبئة البلاستيكية بارتفاع أسعار الخامات، وتضرروا أكثر من المصانع الكبيرة والمتوسطة، إذ يعتمدون فى تدبير خاماتهم على الموردين من السوق المحلى، وتجاوزت أسعار الخامات لديهم الأسعار العالمية، ما أضعف قدرتهم التنافسية سواء محلياً أو عالمياً.

قال مصطفى الركايبى، سكرتير جمعية مستثمرى مرغم، إنَّ أسعار خامات البلاستيك ارتفعت للغاية من قِبل موردى الخامات بمعدلات تفوق الأسعار العالمية، بالإضافة إلى وجود نقص شديد فى الخامة حتى أصبحت غير متوفرة بالسعر المرتفع.

وعزا «الركايبى» ذلك إلى اتجاه موردى الخامات، خلال الفترة الأخيرة، إلى تعطيش السوق، وهو ما أضر بالمصانع الصغيرة بشكل كبير والمصانع المتوسطة بصورة أخف وطأة، أما المصانع القادرة على استيراد خاماتها بنفسها فكانت الأقل تأثراً بالأزمة، واصطدمت بتغيرات الأسعار العالمية فحسب.

وأضاف أن مستثمرى مرغم كانوا قد تقدموا سابقاً لوزارة التجارة والصناعة ببحث إمكانية الاستيراد المباشر باسم المجمع، كحل لأزمة تلاعب موردى الخامات بالأسعار وتوافر المنتجات، وتلقوا وعوداً من الوزارة ببحث الطلب.

وطالب «الركايبى» الوزارة بتعجيل البت فى هذا الأمر؛ لأن الوضع يزداد سوءاً، خصوصاً أن هناك استغلالاً للتقلبات الاقتصادية العالمية، وأكثر المتضررين هم أصحاب المشروعات الصغيرة، ويجب حمايتهم من خلال توفير سبل لتدبير خاماتهم بشكل مباشر من منبعها دون اللجوء لحلقات وسيطة تُعمق الأزمة.

وبعض المصانع اضطرت لوقف العمل؛ تأثراً بعدم قدرتها على تدبير الخامة، أما عن المصانع التى مستمرة فى العمل فإنها تواجه أزمة ارتفاع التكلفة الإنتاجية، ما صعَّب تنافسيتها سواء فى السوق المحلى أو التصديرى.

وأشار إلى أنه فقد أحد عملائه فى المملكة العربية السعودية؛ بسبب ارتفاع سعره، مقارنة بموردين فى دول أخرى، مؤكداً أن سعر الخامة فى السوق المصرى أعلى من السعر العالمى، وفقاً لمتغيرات داخلية، ما يهدد صادرات الشركات الصغيرة.

«على»: السوق يعانى نقص الخامات رغم ارتفاع الأسعار

وقال زكريا على، رئيس مجلس إدارة شركة إليجانت بلاست، إنَّ أسعار منتجات التعبئة البلاستيكية شهدت ارتفاعاً كبيراً؛ تأثراً بالزيادة التى طرأت على أسعار الخامات منذ بداية 2022، خصوصاً العبوات الكبيرة التى تحتاج كميات كبيرة من الخامة.

أضاف أنه فى بداية العام تأثرت أسعار الخامات بارتفاع أسعار النفط، خصوصاً مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن أسعار الخامات داخل السوق المصرى انحرفت بشدة؛ نظراً إلى مؤثرات محلية، حتى أصبح السعر فى مصر أعلى من السعر العالمى.

وأوضح أن سعر طن مادة البولى بروبلين المستخدمة فى مواد التعبئة الخاصة بالأغذية ومستحضرات التجميل، ارتفع سعرها لتتجاوز 42 ألف جنيه للطن، ومع ذلك يعانى السوق من نقصها.

وأشار إلى أن المصانع الصغيرة تتضرر كثيراً من الأوضاع الحالية، عكس المصانع المتوسطة والكبيرة التى لديها قدرة على تخزين الخامات أو منتجاتها، كما أن بعض المصانع المتوسطة والمصانع الكبيرة لديها القدرة على الاستيراد المباشر.. لذلك لا تتأثر بالمتغيرات التى تؤثر على سوق الخامات المحلى.

وتطرق إلى قرار البنك المركزى بشأن وقف التعامل بمستندات التحصيل فى تنفيذ العمليات الاستيرادية واللجوء إلى الاعتمادات المستندية، ما تسبب فى تعطل طلبات استيراد الخامات منذ صدور القرار.

وأضاف أن استثناء خامات ومستلزمات الصناعة من القرار الذى أقره الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنقذ السوق من الدخول فى أزمة توقف المصانع، ولكن لم يتعاف السوق بعد من الآثار السلبية لقرار الاعتمادات المستندية، ولن تظهر بوادر التعافى قبل شهرين من الآن حين تعود حركة استيراد الخامات لطبيعتها.

وأوقف البنك المركزى التعامل بمستندات التحصيل فى تنفيذ جميع العمليات الاستيرادية، والعمل بالاعتمادات المستندية المقرر تطبيقها بداية من شهر مارس الماضى. وتبعه استثناء 14 سلعة من تطبيق ضوابط الاستيراد المستحدثة، من بينها الدواء، الشاى، القمح، ولبن الأطفال البودرة، وبعض المواد الغذائية.

وأكد أن منتجى العبوات صغيرة الحجم سيكونون أوفر حظاً من منتجى العبوات كبيرة الحجم؛ لأن نسبة الارتفاع فى التكلفة الإنتاجية سيكون لها أثر سلبى على التسعير، ومن ثم تقبل العملاء للمنتج والسعر الجديد.

وقال عمرو كامل، مستثمر فى مجمع مرغم، إنَّ نشاطه الأساسى تأثر سلباً خلال جائحة كورونا؛ بسبب توقف بعض المصانع أو تخفيض طاقاتها الإنتاجية، إذ إنه كان يعمل على تصنيع قطع غيار ماكينات الإنتاج.

وتابع: «افتتحت مصنعاً جديداً على مساحة 400 متر مربع، داخل مجمع مرغم، وقمت بضخ 750 ألف جنيه، لإنتاج شيتات البولى كاربونايت، ولكن لم أنجح فى إبرام تعاقدات بسبب ارتفاع أسعار الخامات».

وقال عمرو كامل، مستثمر فى مجمع مرغم، إن نشاطه الأساسى تأثر سلباً خلال جائحة كورونا؛ بسبب توقف بعض المصانع أو تخفيض طاقاتها الإنتاجية، إذ إنه كان يعمل على تصنيع قطع غيار ماكينات الإنتاج.

وارتفع سعر طن خامة البولى كاربونايت من 35 ألف جنيه بداية يناير إلى 70 ألف جنيه أبريل الماضى، ومازال السوق غير متقبل الزيادة فى الأسعار.