قال محللون، إن إغلاق مدينة هاينان الصينية سلط الضوء على مخاطر السفر في الصين، ما أضر بالثقة في أكبر سوق استهلاكي في العالم، وأثار شكوكا حول آمال بكين في تحقيق انتعاش مبكر للاقتصاد الذي يتباطأ بفعل الوباء.
قالت كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك “ناتيكسيس” الفرنسي،أليسيا غارسيا هيريرو، إن “هاينان تشير إلى أنك لست بأمان في أي مكان”.
وأضافت أنه “يمكن أن يحدث ذلك عندما أذهب إلى إيكيا في شنغهاي، وعندما أذهب إلى هاينان، وعندما أذهب إلى المكتب”، في إشارة إلى المشاهد الفوضوية التي حدثت أثناء إغلاق مفاجئ مؤخراً في أحد منافذ بيع أثاث المنزل بالتجزئة في شنغهاي.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن أي ضرر إضافي للتنقل المحلي والإنفاق التقديري في الصين سيسبب صداعاً للمخططين الاقتصاديين في بكين.
كانت إدارة الرئيس الصيني شي جين بينج تعتمد على قطاع الخدمات لمساعدتها على تحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 بنسبة 5.5%، رغم عمليات الإغلاق الجماعية في شنغهاي والمدن الكبرى الأخرى على مدى العام الجاري، والتي دفعت الاقتصاد إلى حافة الركود.
لكن الإحصاءات الرسمية لشهر يوليو أظهرت أن مبيعات التجزئة، وهي مقياس مهم للاستهلاك، ارتفعت بنسبة 2.7% فقط على أساس سنوي، متخلفة عن التوقعات البالغة 5%.
حذر ريموند يونج، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك “إيه إن زد” الأسترالي، من أن حادثة هاينان ستسهم في مزيد من تآكل ثقة المستهلك، وربما تقضي على خطط بكين للطلب المكبوت لتحفيز النمو.
في الوقت نفسه، يتبنى البعض الآخر وجهة نظر مختلفة.
قالت المحللة في بكين لدى مؤسسة “فيتش” للتصنيف الائتماني، فلورا تشو، إنه رغم أن تفشي الوباء في هاينان قد يؤثر على رغبة الناس في السفر لمسافات طويلة على المدى القصير، فإنها تتوقع “أن تتعافى المعنويات سريعاً بمجرد استقرار الوضع”، بجانب “استمرار نمو الإنفاق على رحلات المسافات القصيرة والرحلات المحلية”.
وكشف إغلاق هاينان أيضاً عن إحباط الجمهور المتزايد من الحكومة والشعور باليأس،إذ لا تظهر سياسات “صفر كوفيد” أي علامات على الانتهاء.
وأشار الزميل الباحث في معهد “بيترسون” للاقتصاد الدولي،تيانلي هوانج، إلى أن الإغلاق قد أثر على أكثر من مليون مقيم، وقال إن سياسة صفر كوفيد “تُنفذ بطريقة سيئة”.