حافظ البنك المركزي الياباني، اليوم الخميس، على سريان سياسة أسعار فائدته بالغة الانخفاض، وتمسك بموقف محايد على الرغم من التراجع الحاد للين من جهة وتشديد السياسة النقدية العالمية من جهة أخرى؛ لمعالجة ارتفاع معدلات التضخم الناجمة عن تداعيات أزمتي كورونا وأوكرانيا.
وقرر المركزي الياباني في اجتماعه الأخير لمراجعة السياسة النقدية – حسبما نقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية الرسمية- الإبقاء على أسعار الفائدة قصيرة الأجل عند ناقص 0.1% ومواصلة توجيه عوائد السندات الحكومية اليابانية لمدة 10 سنوات عند مستوى يقترب من 0%.
واحتفظ أيضا بالتعهد باتخاذ مزيد من خطوات تخفيف السياسات دون تردد إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وعقب الاجتماع الذي استمر لمدة يومين وانتهى في الساعات الماضية، اتسمت تحركات الين بمزيد من التقلبات الفورية رغم استمرار الحذر بشأن تدخل السلطات اليابانية في مسار العملة إذا استمرت حالة الهبوط؛ حيث انخفض الين إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ 1998 خلال الأيام القليلة الماضية.
ويعكس الانخفاض السريع الأخير في قيمة الين اتساع الفجوة بين أسعار الفائدة اليابانية والأمريكية؛ حيث رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة القياسية بمقدار 0.75 نقطة مئوية يوم أمس الأربعاء، مع توقع مزيد من الزيادات في وقت لاحق من هذا العام لمكافحة التضخم المتصاعد. ومن المحتمل أن يحذو بنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري حذوهما في وقت لاحق من اليوم.
مع ذلك، استبعد محافظ البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا، رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، مؤكدًا أن الهدف من سياسة بنكه هو تحقيق معدل تضخم بنسبة 2 في المائة بطريقة مستقرة ومستدامة، وليس استهداف أسعار صرف العملات الأجنبية، غير أن الانخفاض المستمر في الين مقابل الدولار حتى بلغ أدنى مستوى له منذ 24 عامًا أدى إلى إثارة القلق بشأن الاقتصاد بجانب تزايد التكهنات في السوق بشأن تعديلات السياسة.
وقال البنك في بيان أصدره بعد الاجتماع إنه يتوقع أن تظل أسعار الفائدة قصيرة وطويلة الأجل عند مستوياتها الحالية أو المنخفضة.
وأضاف أنه من الضروري إيلاء الاهتمام الواجب للتطورات في أسواق الصرف المالية وأسواق الصرف الأجنبي وتأثيرها على النشاط الاقتصادي الياباني والأسعار”.
وأشار إلى أن سياسته ترمي إلى دعم التعافي الاقتصادي الذي لا يزال بطيئًا بسبب تداعيات كورونا وتحقيق التضخم المدعوم بنمو قوي للأجور.
وأبرز البيان، أن الاقتصادات في الخارج تتعافى بشكل معتدل، لكن لوحظ تباطؤ في الاقتصادات المتقدمة، وسط مخاوف السوق من أن الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة ستعيق النمو..
ومن المنتظر أن يعقد رئيس بنك اليابان كورودا مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق من اليوم لشرح القرار.
أ ش أ