كشفت بيانات مكتب العمل الأمريكى تراجع التضخم فى الولايات المتحدة إلى 6.4% على أساس سنوى وهو أقل من المستوى الذى سجله فى ديسمبر عند 6.5%، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021.
ورغم تراجعه فى يناير جاء التضخم الأمريكى أعلى من توقعات المحللين الذين استطلعت رويترز آراءهم والذين توقعوا أن يسجل 6.2%.
وعلى أساس شهرى ارتفع التضخم من 0.1% فى ديسمبر إلى 0.5% فى يناير، لكن تلك الزيادة كانت فى النطاق المتوقع.
وبحسب بيانات مكتب العمل الأمريكى كانت تكلفة السكن هى المساهم الأكبر فى التضخم الشهرى، إذ كانت وراء نصف الزيادة، مع زيادة محدودة فى مؤشرات الغذاء والجازولين والغاز الطبيعى.
وارتفع مؤشر الطاقة 2% على أساس شهرى، مع ارتفاع كل المكونات الفرعية فيه، فيما كان الارتفاع فى التضخم غير الغذائى على أساس شهرى 0.4% خلال يناير.
وبحسب استطلاع رويترز، فإن من المتوقع أن يرفع الاحتياطى الفيدرالى الفائدة الأمريكية مرتين خلال العام الحالى بواقع 0.25% فى كل مرة، وتميل المخاطر إلى رفع أكثر من ذلك.
فيما انخفض الدولار بنحو 0.4% ليسجل المؤشر الذى يقيس أداؤه لمستوى 102.93 نقطة، بالتزامن مع هدوء توقعات رفع الفائدة بحسب أداة “فيد ووتش” فإن 93.7% من السوق يتوقعون زيادة 25 نقطة أساس.
واستبعد أغلبية الاقتصاديين فى استطلاع “وكالة رويترز” خفض الفائدة حتى نهاية العام.
وانضمت توقعات القطاع الخاص إلى أهداف وتوقعات “الفيدرالى الأمريكى”، تاركة آمال متداولى الأسواق المالية فى انخفاض الفائدة خلال العام الحالى، وحيدة.
وفى ظل بيانات التوظيف التى فاقت التوقعات منذ بداية الشهر الحالى يؤكد صانعو السياسات بالبنك الفيدرالى، بما فيهم جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى، على شعار استمرار الفائدة الأعلى لفترة أطول.
ولايزال معدل التضخم أعلى من ضعف هدف البنك الفيدرالى البالغ 2%، و توقع 46 اقتصادى من أصل 86 اقتصادى فى استطلاع رويترز أن يرفع الاحتياطى الفيدرالى الفائدة مرتين فى الفترة من مارس إلى مايو..
ويعنى هذا وصول ذروة أسعار الفائدة عند نطاق بين 5% إلى 5.25%، أى أنه أعلى بـ 25 نقطة أساس من معظم التوقعات منذ نوفمبر الماضى. وكل من رد على أسئلة إضافية حول هذا قال ان الخطر الأكبر هو زيادة الفائدة فوق هذا المستوى.
ورفع أوسكار مونوز، استراتيجى الاقتصاد الكلي الأمريكي لدى بنك تى دى اس، توقعاته عن الشهر الماضى إلى زيادتين فى أسعار الفائدة. وقال:”الخطر يكمن فى الزيادة أكثر من هذا، فأسواق العمل مازالت قوية و مازال لديها بعض الوقت لتبدأ فى إظهار علامات التدهور”. وقال إن هذا يزيد من خطر الاستمرار فى ارتفاع معدل تضخم الخدمات ونمو الأجور قليلًا، وهو ما سيقود إلى زيادة معدل التضخم مرة أخرى، ما يعنى أن الفيدرالى الأمريكى سيحافظ على زيادة الفائدة لفترة أطول.
كتب: يوسف شديد