مصادر: التحالفات المتقدمة تستعد للانتهاء من دراسات الجدوى وتجهيز التمويلات المطلوبة
تتجه أنظار العالم نحو الهيدروجين الأخضر كأحد البدائل التي توفر حلولا جذرية لقضايا التغير المناخي، ولذلك تم التطرق إلى مساع التوسع في إنتاجه على هامش قمة COP 27 بمصر ضمن فعاليات يوم الطاقة نوفمبر الماضي 2022، وتسعى الحكومة خلال الفترة المقبلة لإطلاق الاستراتيجية الخاصة بمشروعات الهيدروجين الأخضر فى إطار تلك المساعي الجادة نحو تحويل مصر مركزا للطاقة وتحديد الطاقة النظيفة التى يتطلع العالم كله للتحول نحوها.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، من المنتظر أن يخفض الاعتماد على الهيدروجين نحو 7.5% من الانبعاث الحرارية بحلول عام 2025 ، كما يعد حلا لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تقليل الكربون فيها، وسينخفض الطلب على الوقود الأحفوري بمقدار 517 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2050، وستزيد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بمقدار 813 ألف برميل يوميًا.
وقالت مصادر بالهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، إنه من المخطط أن تكون المنطقة مركزا لتواجد مصانع الهيدروجين الاخضر بالتنسيق والتعاون مع الصندوق السيادي ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وأضافت لـ”البورصة” أنه تم توقيع نحو 23 مذكرة تفاهم خاصة بالهيدروجين الأخضر، تم تحويل 9 مذكرات لاتفاقيات إطارية ومن المقرر أن يتم تحويل هذه المذكرات لعقود فعلية خلال المرحلة المقبلة، وذلك بعد انتهاء الشركات والتحالفات المتقدمة من دراسات الجدوى والاستقرار على الشق التمويلي ثم التقدم للحكومة لإنهاء العقود.
الصعيدي: استراتيجية الهيدروجين تهدف لأن تصبح مصر مركزا إقليميا وعالميا لمشروعات الوقود الأخضر
من جانبه، طالب النائب محمود الصعيدي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب بسرعة الإعلان عن استراتيجية الهيدروجين الأخضر لتكون مصر ممراً لعبور الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن الدولة تضع أولوية قصوى نحو توسيع نطاق العمل بمشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والتحول نحو الاقتصاد الصديق للبيئة.
وأضاف الصعيدي، أن الهدف من هذه الاستراتيجية أن تصبح مصر مركزا إقليميا وعالميا لمشروعات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، حيث توفر تلك المشروعات أكثر من 100 ألف وظيفة، لافتا إلى أن الحكومة تقدم حزمة من الحوافز للشركات الراغبة فى الاستثمار فى إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأوضحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لـ”البورصة”، إنه تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الخاصة باستراتيجية الهيدروجين الأخضر “الوقود الأخضر” خلال العام الماضي ،
وفى مارس 2022، تم توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الهيئة، وصندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة “سكاتك النرويجية” للطاقة المتجددة، وذلك بشأن مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر.
كما شهد نفس الشهر توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “ميرسك العالمية” لإنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وفى أبريل 2022، تم توقيع مذكرة تفاهم بين اقتصادية قناة السويس و”أيميا باور” الإماراتية لإقامة منشأة لتصنيع الهيدروجين والأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية تبلغ 235 ألف طن من الأمونيا قابلة للزيادة حتى 390 ألف طن سنويا.
كما شهد نفس الشهر توقيع مذكرة تفاهم بين المنطقة وتحالف الوقود الأخضر المكون من شركتي “زيرو ويست” و”إي دي إف رينيوابلز”، لإنتاج 350 ألف طن من الوقود الأخضر سنويا بهدف تموين السفن.
أوضحت الهيئة لـ “البورصة “، أن شهر أبريل 2022 شهد أيضا توقيع مذكرتى تفاهم مع شركتى “مصدر” الإماراتية و”حسن علام للمرافق” لإنتاج الهيدروجين فى المنطقة ، من خلال المحللات الكهربائية.
وشهد شهر مايو 2022، توقيع مذكرة تفاهم مع تحالف شركتى “توتال” الفرنسية، و”إنارة كابيتال” المصرية، وذلك لإقامة مشروع لإنتاج 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء بمنطقة السخنة،وفقا للهيئة.
اقرأ أيضا: الحكومة تعد استراتيجية للاستثمار فى إنتاج الهيدروجين
وفى يونيو تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة H2 Industries المتخصصة فى تخزين الطاقة، لإنشاء أول محطة تحويل المخلفات إلى هيدروجين أخضر باستثمارات تبلغ نحو 4 مليارات دولار حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 300 ألف طن سنويا من الهيدروجين.
وفى يوليو من العام السابق، تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “رينيو باور” الهندية، لإقامة مشروعات لإنتاج الوقود الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات مستهدفة إجمالية تقدر بنحو 8 مليارات دولار.
كما شهد أغسطس الماضي، توقيع 7 مذكرات تفاهم لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر فى السخنة، بالإضافة إلى تدشين مشروع محطة توليد الكهرباء باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية 10 جيجا وات/ ساعة سنويا داخل مصنع جوشي المتخصص فى صناعة الفايبرجلاس.
وفى نوفمبر 2022، شهدت الهيئة حراكا واسعا ضمن فاعليات cop 27 قمة المناخ التى نظمتها مصر، وتم طرح رؤية المنطقة الاقتصادية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتم الإعلان عن إطلاق أول مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء بالمنطقة الصناعية بالسخنة فضلا عن توقيع عقود مشروعات استثمارية وتوقيع عدد من الاتفاقيات الإطارية، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بإطلاق أولى مشروعات إنتاج الوقود الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والذي يعد شارة البدء للإنتاج الفعلي لمشروعات إنتاج الوقود الأخضر.
وخلال القمة، تم توقيع اتفاقية تعاون ثلاثي لإدارة المخلفات الصناعية بين السويدي للتنمية الصناعية وجيوسايكل مصر ولافارچ مصر، بهدف إدارة مخلفات أعمال البناء والبنية التحتية وكذا إدارة المخلفات الصناعية فور بدء أعمال التصنيع بمشروع “السخنة 360 “، داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وفي السادس عشر من نوفمبر 2022، تم توقيع 9 اتفاقيات إطارية لإنتاج الوقود الأخضر داخل المنطقة مع كبرى الشركات والتحالفات العالمية الرائدة فى مجال الطاقة النظيفة وشملت الاتفاقيات كلا من شركات: “سكاتك” النرويجية، و”أميا باور” الإماراتية، وتحالف شركتى “زيرو ويست” المصرية و”إي دي إف رينيوابلز” الفرنسية، تحالف”توتال” الفرنسية و”إنارة كابيتال” المصرية، و”رينيو باور” الهندية بالتعاون مع مؤسسة السويدى، وشركة FFI “Fortescue Future Industries الأسترالية، و”جلوباليك” والبريطانية، و”الفنار” السعودية والتحالف الذي يضم شركات “مصدر” الإماراتية و”حسن علام” المصرية وشركة “انفينتى”.
كما قام وليد جمال الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتوقيع مذكرة تفاهم مع كريم منصور رئيس مجلس إدارة شركة etadweer ، إحدى الشركات المتخصصة في تدوير المخلفات الإلكترونية حيث يستهدف التعاون بين الجانبين إلى توفير منصة للتداول لإدارة وتدوير المخلفات الصلبة والإلكترونية بطرق آمنة ومناسبة بما يتوافق مع القواعد والأحكام المعمول بها فى هذا الشأن.
وتم أيضا توقيع اتفاق إطاري مع المهندس شريف الجبلي مدير شركة ليراكبون ، بهدف إصدار شهادات أو سندات أو أي منتج أخر قابل للبيع والشراء يتم إصداره لصالح أفراد أو شركات نتيجة لمشروعات أو أنشطة تساهم في المحافظة على البيئة وحمايتها وتحقيق الاستدامة في المجال البيئي والاجتماعي.
وفى ديسمبر الماضى، تم توقيع 7 مذكرات تفاهم بشأن بمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مع شركات عالمية ومحلية تمثلت فى شركة “Acwa Power” السعودية، وتحالف “Benchmark”، والشركة القابضة للصناعات الكيميائية، وشركة “China Energy” الصينية، وشركة “DAI” الألمانية، وشركة “OCIOR ENERGY” الهندية، وتحالف “VoltaLia – TAQA” ، شركة” British Petroleum ” البريطانية.
ويستخدم الهيدروجين الأخضر في مجالات متعددة صديقة للبيئة منها حرقه لتوليد الحرارة وبالتالي يمكن تغذيته في خلية وقود لتوليد الكهرباء والسيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية وسفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين ومصافي الفولاذ الأخضر التي تحرق الهيدروجين كمصدر للحرارة بدلًا من الفحم.
بالإضافة لتوربينات كهربائية تعمل بالهيدروجين يمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب للمساعدة في تثبيت شبكة الكهرباء و بديل للغاز الطبيعي للطبخ والتدفئة في المنازل ويساعد الهيدروجين الأخضر في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء.