التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين بكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي في بداية اليوم الثاني والأخير من زيارة نادرة لبكين تهدف إلى الحيلولة دون تحول الخلافات العديدة بين القوتين المتنافستين إلى صراع.
وتصافح الدبلوماسيان داخل قاعة مفروشة بالسجاد الأحمر في قصر دياويوتاى للضيافة في بكين قبل المحادثات التي قال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية إنها استمرت حوالي ثلاث ساعات.
وتتجه الأنظار إلى ما إذا كان بلينكن سيجتمع أيضا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من اليوم. وقالت مصادر مشاركة مطلعة إن من المتوقع عقد الاجتماع لكن لم تؤكد ذلك بعد وزارة الخارجية الأمريكية أو المسؤولون الصينيون.
ومن المتوقع أيضا أن يلتقي بلينكن برجال أعمال أمريكيين في بكين يعملون في مجالات الرعاية الصحية والسيارات والترفيه للتعرف منهم أكثر على مناخ الأعمال في الصين.
وفي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ خمس سنوات، أجرى بلينكن محادثات “صريحة” و”بناءة” مع وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أمس الأحد تجاوزت سبع ساعات ونصف.
لكن يبدو أنهما لم يحرزا تقدما ملموسا يذكر في النزاعات المتعددة بين البلدين، والتي تشمل تايوان، والتجارة، وحقوق الإنسان، ووقف تدفق عقار (الفنتانيل) وهو من المواد الأفيونية المُخلقة من الصين، ولتقريب وجهات نظرهما المختلفة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وشدد بلينكن في محادثاته مع تشين على “ضرورة الحد من مخاطر التصورات الخاطئة والحسابات الخاطئة”.
وأكد الجانبان أهمية تسهيل زيارة مواطني كل دولة للأخرى، واتفقا على العمل على زيادة رحلات المسافرين، مما عزز أسهم شركات الطيران الصينية.
كما أعربا عن رغبتهما في استقرار العلاقات الثنائية رغم ما وصفه مسؤول أمريكي بخلافاتهما “العميقة”، واتفقا على أن يقوم تشين بزيارة واشنطن لمواصلة المحادثات، لكن لم يعلن عن موعد محدد بعد.
وقالت صحيفة جلوبال تايمز الصينية، التي تديرها الدولة، في افتتاحية يوم الاثنين “رغم ضعف التوقعات بتحقيق أي انفراجه خلال زيارة بلينكن للصين، لا يزال هناك أمل في أن يتمكن الجانبان من الحفاظ على ‘الحد الأدنى‘ من العلاقة”.
وقال مسؤولون أمريكيون في إفادة للصحفيين في وقت متأخر من يوم الأحد إن لا أحد يتوهم أن القضايا ستُحل ببضعة اجتماعات لكن بدء المحادثات كان إنجازا.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه أن “هذه ستكون عملية دبلوماسية مستدامة”.
ويتابع العالم عن كثب زيارة بلينكن، التي تأجلت في فبراير شباط بعد أن حلّق ما يشتبه بأنه منطاد تجسس صيني فوق المجال الجوي للولايات المتحدة، إذ أن زيادة تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم قد يكون له تداعيات عالمية على الأسواق المالية وطرق التجارة وممارساتها وسلاسل الإمداد العالمية.
وصرح رئيس الوزراء التايواني تشين تشيين جين للصحفيين بأن “تايوان تتابع عن كثب التفاصيل المتعلقة بهذا التفاعل رفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة”.
- تايوان “جوهر المصالح الصينية الأساسية”
نقلت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم الاثنين عن كبير الدبلوماسيين وانغ يي قوله إن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة وصلت إلى مستوى متدن، والسبب الرئيسي في ذلك هو تصور الولايات المتحدة الخاطئ للصين.
أدلى وانغ بهذه التصريحات في اجتماع مع بلينكن.
ووفقا للبيان، قال قانغ “يجب أن نتخذ موقفا مسؤولا تجاه الشعب والتاريخ والعالم، ونعكس مسار التدهور للعلاقات الأمريكية الصينية”.
وتدهورت العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف من احتمال وقوع اشتباكات عسكرية في يوم ما بسبب جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تقول الصين إنها جزء من أراضيها.
ووصفت البيانات الصينية اجتماعات أمس الأحد بأنها كانت بناءة لكنها أوضحت أن تايوان هي أهم قضية وربما تكون قضية خطيرة.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أن تشين أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أن “قضية تايوان هي جوهر المصالح الصينية الأساسية، وأهم قضية في العلاقات الصينية الأمريكية، وتشكل أبرز المخاطر”.
ومما يثير القلق بشكل خاص بالنسبة لجيران الصين هو إحجامها عن المشاركة في محادثات منتظمة بين جيشها والجيش الأمريكي.
وقلل مسؤولون أمريكيون من احتمال حدوث انفراجة كبيرة في المحادثات، لكنهم ومحللين يتوقعون أن تمهد زيارة بلينكن الطريق لمزيد من الاجتماعات الثنائية في الأشهر المقبلة بما في ذلك زيارتان محتملتان لوزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموندو.
كما يمكن أن تمهد لعقد اجتماعات بين شي وبايدن في قمم متعددة الأطراف في وقت لاحق من العام.
وعقد بايدن وشي أول اجتماع لهما وجها لوجه على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية في نوفمبر تشرين الثاني وتحدثا بصراحة عن ملفات منها تايوان وكوريا الشمالية وتعهدا بإجراء مزيد من الاتصالات رغم تدهور العلاقات منذ ذلك الحين.
رويترز







