توقف الإمدادات من روسيا يرفع الطلب
تسبب السباق بين مجموعات الطاقة الأوروبية والصينية على حجز شحنات الغاز الطبيعى المسال من الولايات المتحدة، فى تعزيز الاستثمار بمجموعة من مشاريع التصدير.
وهذه المشاريع بدورها ستعزز السوق الذى يواجه نقصاً محتملاً فى الإمدادات.
أوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن العدد المتزايد من العقود طويلة الأجل التى وقعها المشترون الأوروبيون والصينيون، َمع الولايات المتحدة سيسهم فى تعزيز البنية التحتية للتصدير لتوفير إمدادات الغاز الطبيعى المسال خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة.
وارتفع الطلب الأوروبى على الغاز الطبيعى المسال، وهو الغاز الذى يُبرد إلى شكل سائل للتخزين الآمن والنقل عن طريق البحر أو البر، بشكل حاد خلال الحرب فى أوكرانيا، إذ سارع الإقليم لاستبدال الغاز القادم من روسيا عبر خطوط الأنابيب.
كما زاد الطلب على الغاز رغم ضغوط التحول إلى الطاقة المتجددة لتلبية أهداف الانبعاثات الصفرية الصافية، ما خلق سوقاً ضيقاً وتسبب فى ارتفاع الأسعار العام الماضى.
فى الأسابيع القليلة الماضية، وقعت شركة «تشينير» الأمريكية المصدرة للغاز الطبيعى المسال صفقة مدتها 15 عاماً لتزويد «إكوينور» النرويجية، بجانب عقد لأكثر من 20 عاماً مع «إى إن إن» الصينية.
إضافة إلى ذلك، وقعت شركة «فينتشر جلوبال إل إن جى» المنافسة صفقة مدتها 20 عاماً مع شركة «سيكيورينج إنرجى فور يورب» الألمانية، فيما اشترت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية حصة بقيمة 219 مليون دولار فى محطة تكساس لنقل الغاز الطبيعى المسال، والتى تطورها مجموعة الطاقة «نيكست ديكيد» ومقرها هيوستن.
استحوذت أوروبا والصين معاً على نحو 40% من عقود توريد الغاز الطبيعى المسال الأمريكية المتفق عليها بين عام 2021 وأواخر يونيو 2023، حسبما أظهرت بيانات شركة «ستاندرد آند بورز جلوبال كوميديتى إنسايتس».
كما استحوذت الصين على 24.4%؛ بسبب كميات كبيرة تم التوقيع عليها فى عامى 2021 و2022.
وحتى الآن فى عام 2023، تقلصت أحجام التعاقدات فى أوروبا بشكل أكثر من الصين.
هناك حاجة إلى عقد اتفاقيات الشراء طويلة الأجل هذه لمشاريع الغاز الطبيعى المسال الجديدة أو الموسعة؛ لأنها تضمن التمويل اللازم.
فى الوقت نفسه، كان المشترون الأوروبيون حذرين من توقيع صفقات غاز طبيعى مسال طويلة الأجل، وسط محاولاتهم إزالة الكربون من اقتصاداتهم، لكن العقود التى يقدمها المصدرون الأمريكيون غالباً ما تسمح للمشترين بتحويل الشحنات إلى كيانات أخرى، ما يخفف من مخاطر تعرض المشترين الأوروبيين للغاز لفترة أطول مما يريدون.







