داخل مصنع أبيس للسجاد اليدوى بالإسكندرية، تعيش قصص نجاح لفتيات مكافحات. النجاح الحقيقى هنا؛ حيث تقهر الفتيات صعوبات معيشية كبيرة، ويَعْبُرْنها إلى المستقبل المشرق.
أحلام صغيرة، وقصص نجاح تغزلها أنامل شابات بعضهن فى عمر الـ15 ربيعاً، آثرن عدم انتظار الدعم، وفضلن الدخول فى دائرة الإنتاج. نجاح حقيقى لشابات واجهن انخفاض دخول أسرهن، عبر التمسك بالأمل، والبحث عن فرصة عمل.
وفى جولة لـ«البورصة»، سنرى ونتعرف على تجارب العاملات، وانتقالهن من مرحلة تلقى الدعم إلى سوق العمل، والدخول فى عجلة الإنتاج.
قالت بسملة قاعود، البالغة من العمر 15 عاماً، إنها لم يحالفها الحظ لاستكمال تعليمها. فهى واحدة من أسرة بسيطة، مكونة من 6 بنات، والأب والأم.
وعندما علمت بوجود فرص للعمل بالمصنع، ذهبت على الفور بغرض مساعدة والدها الذى كثرت عليه الديون؛ بسبب «تجهيز» شقيقاتها، وطلبت العمل بالمصنع.
وتابعت: «تعلمت العمل على النول الذى يعد سلسلة من الخيوط أو ما يسمى (السداء)، ممتدة بين وتدين خشبيين مشدودين إلى الأرض، باستخدام عمود»، مؤكدة أنها سعيدة؛ لأنها قادرة على أن تعول نفسها وأسرتها من هذا العمل.
اقرأ أيضا: مصنع أبيس للسجاد اليدوى يقترب من طفرة توسعية
وقالت فتاة أخرى هى سلمى علوان، إنها تعمل فى المصنع منذ 4 سنوات، واكتسبت خبرة فى صناعة السجاد اليدوى. وهى تعمل حالياً على صناعة سجادة يتم تنفيذها على النول. ويستغرق تصنيع السجادة الواحدة، نحو 3 ـ 4 أشهر.
وأوضحت «سلمى»، أنها غير متعلمة، لكنها التحقت بمجموعة القراءة والكتابة فى «كُتاب القرية»، ثم التحقت بالمصنع من خلال وزارة التضامن؛ كى تتعلم حرفة يدوية، ولتحسين دخلها، وحتى تتمكن من الاعتماد على نفسها مالياً، خصوصاً أن والدها يعمل باليومية.
وقالت دعاء سليمان، البالغة من العمر 23 عاماً، إنها تعمل بالمصنع منذ 9 سنوات وهى حالياً حصلت على لقب «أسطى» بعد أن تعلمت الكثير عن صناعة السجاد، مضيفة: «حالياً أشرف على الفتيات اللاتى يصغرننى سناً، وتعليمهن كل صغيرة وكبيرة بالمصنع».
وتحدثت فتاة أخرى تدعى شروق عيد، 16 عاماً، موضحة أنها تعمل بالمصنع منذ عام تقريباً، مع اثنتين من أخواتها، لمساعدة والدهن على تحمل أعباء المعيشة.
أضافت أنها وجدت فى صناعة السجادة متعة؛ لأنها لم تكن لترغب فى الجلوس بالمنزل دون عمل. وتوجهت بنصيحة لكل الفتيات خصوصاً الراغبات فى العمل، بعدم الاستسلام والسعى نحو تعلم حرفة أو عمل جديد يفيدهن فى حياتهن، ويساعدهن على التغلب على مصاعب الحياة دون الاعتماد على أحد.
وقالتت صابرين محسن، 15 عاماً، إنَّ مرض والدها دفعها وأخواتها للدخول فى سوق العمل، والالتحاق بالمصنع منذ 4 سنوات. وأوضحت أنها تدربت فى البداية على حرفة صناعة السجاد اليدوى، ثم اتقنتها فى فترة لا تتجاز شهراً تقريباً.