رأت صحيفة “لاتريبون” الفرنسية، أن شن هجوم إسرائيلي على إيران، على خلفية اتهام الأخيرة بتقديم مساعدات مادية ولوجيستية ضخمة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، من الممكن أن يتسبب في إشعال منطقة الخليج الغنية بالنفط والغاز الطبيعي اللذين ارتفعت أسعارهما بنحو 4% و14% على التوالي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن منطقة الخليج يتركز بها 40% من إمدادات النفط العالمية الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة تتوخى أقصى درجات الحكمة بهدف منع إشعال المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن بنجامين هوف، محلل السلع الأولية لدى بنك سوسيتيه جنرال، قوله: “على الرغم من أننا نعتبر احتمال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران منخفض للغاية، إلا أن خطر التصعيد حقيقي”.
وأوضح أنه: “حتى لو لم تكن إيران تمتلك أسلحة نووية، فإنها تسيطر على مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما بين 20 إلى 30% من النفط الخام في العالم. ومع ذلك، فإن التهديد البسيط للممر الآمن “مضيق هرمز” له تأثير فوري على تأمين الناقلات وبالتالي على تدفقات النفط الخام”، متوقعا أن يشهد السوق النفطي إضافة “تأمين مخاطر يتراوح بين 5 و10 دولارات”.
وكانت أسعار النفط العالمية قد ارتفعت، بعد ظهر يوم أمس الاثنين، بأكثر من 4%؛ إلا أنها ظلت أقل بكثير من عتبة الـ90 دولار للبرميل الذي خسر ما يقرب من 10 دولارات من سعره في أقل من عشرة أيام بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي؛ حيث ارتفع خام برنت بأكثر من 4% ليصل إلى 88.16 دولار للبرميل فيما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.2% ليسجل 86.27 للبرميل.
كما سجلت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعا بنسبة 14%، يوم أمس الاثنين، في العقود الآجلة للغاز في أوروبا على خلفية طلب السلطات الإسرائيلية من شركة “شيفرون” الأمريكية أمس وقف إنتاجها في حقل غاز “تمار” البحري بشرق المتوسط بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وباستثناء تأمين المخاطر الجيوسياسية، سيكون لانسحاب إيران من سوق النفط والغاز الطبيعي عواقب وخيمة؛ فإيران، مثل فنزويلا وليبيا الأعضاء بمجموعة أوبك، لا تخضع لنظام حصص الإنتاج بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها وكانت من الدول القلائل التي رفعت إنتاجها منذ يناير الماضي مثل الولايات المتحدة والبرازيل، وفقا لما نبه بنجامين هوف.
وأشار محلل السلع الأولية لدى بنك سوسيتيه جنرال إلى أن إيران منذ يناير الماضي أضافت 600 ألف برميل إلى إنتاجها اليومي وعليه ارتفع إجمالي إنتاجها اليومي إلى 3.8 مليون برميل، وفقا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة، ومع تضمين المشتقات النفطية (نواتج التقطير) لهذا الرقم يصبح حجم الإنتاج اليومي 4.2 مليون برميل.
وأضاف أن إيران تستحوذ على ما يقل بشكل طفيف عن 4% من الإنتاج العالمي للنفط وبالتالي من الصعب الاستغناء عن معدلات الإنتاج هذه دون التسبب في اشتعال سعر برميل النفط في الأسواق لاسيما وأن الصين عميلها الرئيسي.
وأكد أن إيران ستظل ذات ثقل في سوق النفط حتى في المستقبل في ظل امتلاكها لحوالي 12% من احتياطيات النفط العالمية و25% من الاحتياطيات في منطقة الخليج.
ونبه بنجامين هوف، محلل السلع الأولية لدى بنك سوسيتيه جنرال، إلى أن إيران تعد كذلك منتجا رئيسيا للغاز الطبيعي على مستوى العالم الذي أصبح حاليا منتجا ضروريا للتحول في مجال الطاقة حيث ينبعث عن احتراقه غازات دفيئة أقل من الفحم ليحل محل هذا الأخير في إنتاج الكهرباء.
جدير بالذكر أن إيران أنتجت العام الماضي 259.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي ما يوازي 6.4% من الإنتاج العالمي للغاز، مما يجعلها ثالث منتج للغاز بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
أ ش أ