تواجه مجموعة “تشاينا إيفرجراند جروب” لحظة حاسمة غدا الاثنين في جلسة استماع بالمحكمة، حيث ستقف للدفاع عن نفسها في مواجهة طلبات دائنيها للتصفية.
تأتي هذه القضية التي طال انتظارها في المحكمة العليا في هونج كونج في أعقاب ملحمة استمرت لسنوات، ولخصت صعود صناعة العقارات في الصين وهبوطها.
إذا تم اتخاذ قرار بالتصفية، فإن “إيفرغراند”، التي لديها التزامات تبلغ قيمتها نحو 327 مليار دولار، يمكن أن تصبح أكبر مطور على الإطلاق يواجه مثل هذا المصير بموجب قانون هونغ كونغ.
لم يعد هذا الأمر مجرد خطر افتراضي، إذ أن مجموعة الدائنين الذين دعموا في السابق خطة إعادة هيكلة الشركة، أصبحت الآن مترددة. لم تقرر المجموعة بعد ما إذا كانت ستتحدث علناً ضد طلب التصفية، على الرغم من أنها فعلت ذلك سابقاَ.
جاء هذا التحول بعد صدمة في أواخر سبتمبر عندما ألغت “إيفرغراند” اجتماعات الدائنين في اللحظة الأخيرة، ومضت في مراجعة شروط إعادة هيكلتها، فيما ردّ الدائنون الذين يمتلكون أكثر من 6 مليارات دولار من سندات الإنشاء الخارجية البالغة 19 مليار دولار، بأنهم “تُركوا في الظلام”.
مخاوف من صدمة عقارية
إذا صدر أمر بتصفية “إيفرغراند”، فإن ذلك من شأنه أن يضخ المزيد من عدم اليقين، في وقت تكافح الشركة لصياغة خطة إعادة هيكلة جديدة. ومن شأن أي حكم من هذا القبيل أن يرسل أيضاً إشارات صدمة في القطاع الذي يعاني من تراجع المبيعات، ونقص ثقة مشتري المنازل ومشاكل السيولة.
وقال دانييل مارغوليس، الشريك شركة “ديشيرت” (Dechert LLP) المتخصصة في شؤون إعادة الهيكلة بآسيا، إن الشركة ومستشاريها “من المرجح أن يواجهوا وقتاً عصيباً حقيقياً في جلسة الاستماع”.
تمكنت شركة “إيفرجراند” سابقاً من تجنب هذا الحكم من خلال تأجيله، لأن عملية اقتراح إعادة الهيكلة كانت تسير قدماً، ولأنها حصلت على دعم من مجموعة الدائنين، ولكن “يبدو أن هذين العاملين باتا موضع تساؤل الآن”، كما قال مارغوليس.
من المرجح أن تؤدي التصفية إلى “انهيار غير منضبط” لشركة “إيفرجراند”، وسيكون الفشل في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية للمضي قدماً في إعادة الهيكلة “نهاية الطريق لإعادة هيكلة الشركات الصينية”، وفقاً لبيان صحافي صادر عن مجموعة حاملي السندات في وقت سابق هذا الشهر.
محادثات مع الدائنين
مع تزايد الضغوط على “إيفرغراند” لإحراز تقدم في المفاوضات، أجرت شركة التطوير العقاري في الأيام الأخيرة محادثات مع بعض الدائنين الذين عارضوا خطتها في السابق.
ظلت الدعوى معلقة في المحكمة لمدة 17 شهراً تقريباً بعد عدة تأخيرات طلبتها الشركة. ومن المقرر أن يتم الاستماع إلى القضية يوم الاثنين أمام ليندا تشان، القاضية ذات الخبرة المعروفة بتعاملها مع قضايا الإفلاس.
أصدرت محكمة هونغ كونغ ما لا يقل عن ثلاثة أوامر تصفية لمطوري العقارات الصينيين منذ بدء أزمة الديون في عام 2021، على الرغم من الدعاوى القضائية الشائكة ومصلحة الصين في دعم المطورين لضمان تعافي مشتري المنازل.
اقتصاد الشرق