عقدت وزارتا التضامن الاجتماعى والتعاون الدولى اجتماعًا مع المنسق العام لممثلى منظمات الأمم المتحدة فى مصر، بهدف تنسيق جهود المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالى قطاع غزة التى تتم بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى، والاتفاق على آلية منظمة لتداول المعلومات، وتنظيم وحوكمة المساعدات مع تأمين تدفقها الفورى والآمن لقطاع غزة.
وقالت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى إنه يوجد استياء من الوضع الإنسانى الذى وصلت إليه المجتمعات المحلية فى قطاع غزة، على إثر الهجوم الذى تتعرض له من القوات الإسرائيلية.
وأوضحت أن 64% من الضحايا هم من الأطفال والنساء، مشيرة إلى تزايد الاحتياجات الإنسانية مع تصعيد الضربات خاصة على المستشفيات وأماكن تقديم الخدمات الطبية، ومع القطع الدورى للكهرباء، ونقص المياه، والغذاء، والدواء، والوقود.
وأشادت القباج بللجهود المبذولة من المؤسسات الدولية، وبصفة خاصة منظمات الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية، وأهمية تنظيم الدعم المقدم من مختلف الجهات، والعمل على توفير كافة أوجه الدعم للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطينى.
وطالبت وزيرة التضامن الاجتماعى بتحسين سبل التواصل بين كافة الجهات وبعضها، والتعرف على مستجدات الموقف الفعلى والميدانى أولاً بأول حتى تستجيب المساعدات للاحتياجات الحقيقية للشعب الفلسطينى فى غزة.
كما أشادت بالدعم المقدم من التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، ودور المجتمع المدنى فى التنسيق مع مؤسسات الدولة.
أشارت القباج إلى دور الإدارة المركزية للإغاثة فى الأزمات والطوارئ من خلال مراكز الإغاثة المنتشرة على مستوى الجمهورية، ومهمات الإغاثة التى تحرص الوزارة على توفيرها بالتنسيق مع السادة المحافظين، فضلاً عن الاستعدادات التى يتم اتخاذها مع اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء ليشمل المساعدات التى يتم توفيرها لأهالى غزة، أو لأهالى سيناء بشكل عام.
ولفتت إلى جهود الهلال الأحمر المصرى على ومتابعته للموقف بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطينى للوقوف على الأولويات والاحتياجات المطلوبة، وفرق المتطوعين المنتشرة فى العريش وعلى المعابر فى استقبال وفرز ومراجعة المساعدات القادمة من جميع الدول وأيضاً من غرفة العمليات بالمركز العام للتواصل مع القنوات المختلفة والحصول على للمعلومات حول الوضع الراهن أولاً بأول.
وشددت على ضرورة إعداد مناطق لوجستية لتخزين المساعدات والمهمات الإغاثية والطبية، لضمان سلامة الحفظ وتأمين المساعدات والأدوية.
ومن جانبها أوضحت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، أنه يوجد تنسيق وثيق مع المجتمع الدولى ومنظمات الأمم المتحدة وشركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لتلبية احتياجات المنظومة الصحية فى قطاع غزة إلى جانب المساعدات الإنسانية اللازمة، والتخفيف من حدة الأزمة التى يتعرض لها سكان القطاع.
وقال رامى الناظر المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى، إن الهلال الأحمر كان لع دور كبير منذ اندلاع الأزمة ، حيث بلغت إجمالى المساعدات التى قدمت عبر معبر رفح ، فى أحدث 417 شاحنة تشمل 8 آلاف طن بمساندة جميع مؤسسات وجمعيات الدولة المصرية بالإضافة الى 13 منظمة دولية و17 دولة.
وأوضح أن المساعدات تنوعت بين مواد غذائية ومستلزمات طبية ومواد إغاثية، مشيرا إلى الحاجة لوجود مزيد من الدعم فى المساعدات لسكان قطاع غزة فى ظل تدنى الأوضاع وبما يعادل 2.5 مليون مواطن يحتاج لمساعدة إضافية، بالإضافة إلى تقديم الهلال الأحمر المصرى إلى خدمات الدعم النفسى للمصابين والمرضى القادمين للعلاج فى مصر، ويتم هذا من خلال التنسيق المستمر مع الهلال الأحمر الفلسطينى.
وأشاد ممثلو منظمات الأمم المتحدة على الدور المصرى فى دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وآليات التنسيق المستمرة فى هذا الصدد والتعاون بين الهلال الأحمر المصرى والمنظمات الأممية، والحرص على استمرار العمل المشترك لضمان إنفاذ المساعدات بشكل مستدام وكامل خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت إيلينا بانوفا الممثل المقيم للأمم المتحدة بمصر أن أولويات المساعدات كما وردت مع تحديثها دورياً، تتضمن المساعدات الطبية التى تمثل حوالى 30% من الأولويات، ثمم المساعدات الغذائية التى تمثل 25% من الأولويات، ثم تأتى مهمات الإغاثة غير الغذائية مثل الخيام، والمفروشات، والأغطية، والملابس، وأدوات التعقيم وغيرها بنسبة 25%، ثم تأتى موضوعات المياه والوقود والصرف الصحى والكهرباء بنسبة 20%.
وقد تم إفادة الجهات المختلفة بالمهام المطلوبة لتيسير تقديم المساعدات، ومنها أليات النقل والتخزين، والإعفاءات الجمركية المطلوبة على بعض المعدات الطبية وغيرها الوافدة إلى قطاع عزة من خلال المعابر المختلفة، وآلية موحدة للتنسيق بين الجهات الدولية والهلال الأحمر المصرى والفلسطينى، وأهمية تدريب المتطوعين ومدهم بسبل الأمان الممكنة للحفاظ على سلامتهم وحياتهم، وسبل التواصل والتأمين للعاملين بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وإمكانية وفود منظمات أجنبية ترغب فى القدوم وتقديم مساعدات.
وفى نهاية اللقاء تم الاتفاق على إيجاد آلية تواصل مستمر، لتبادل المعلومات والوقوف على الأولويات، كما تم الاتفاق على بحث جميع الطلبات الواردة من كلا الجانبين سواء الجانب المصرى أو جانب الهيئات الدولية، وتذليل الصعوبات التى يتم مواجهتها لتعظيم سبل الإغاثة والعمل على استمرارها لحين انتهاء الأزمة.
وحضر اللقاء ممثلى منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، وبرنامج الغذاء العالمى، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، ومفوضية اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ووكالة الأمم المتحدة لشئون الإغاثة وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، ومكتب الشئون الإنسانية، واللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات (IASC).
فضلاً عن الاستجابة للأزمات فى المكتب القطرى بمصر، ومدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر، ورئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وممثل الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومندوب الصحة فى حالات الطوارئ.