%22.4 نسبة انتشار المهارات الخضراء المطلوبة لسوق العمل خلال العام الماضى
الفرص المتاحة حاليا فى سوق العمل، لم تعد مجرد فرص تقليدية، وانما بدأت أنواع كثيرة من الوظائف تفرض نفسها على الساحة، وخاصة الوظائف المرتبطة بالتطور التكنولوجى، والذكاء الاصطناعى، والمشروعات الخضراء بغرض تحقيق أهداف الاستدامة عالميًا.
كشف تقرير صادر عن منصة «لينكد إن»- المتخصصة فى التوظيف عن المهارات المطلوبة فى الوظائف لعام 2023، عن أن الطلب على هذا النوع من المهارات شهد ارتفاعًا على مدار العام الماضى، حيث باتت تشكل نسبة تصل إلى 12.3% من إجمالى القوى العاملة المطلوبة عالميًا، كما ارتفعت نسبة انتشار الوظائف المطلوبة لتلك المهارات بنسبة 22.4% خلال العام الماضى.
وتعرف المهارات الخضراء على أنها مجموعة من القدرات، والإطار المعرفى، والقيم المتطلبة فى سوق العمل لخلق استدامة بيئية للأنشطة الاقتصادية، من خلال الحد من التلوث وحماية البيئة، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد المتاحة، وهى أحد أهم معايير المشاركة فى الوظائف الخضراء التى تهدف إلى تنمية الاقتصاد الأخضر.
وتصنف الوظائف الخضراء، على أنها تلك الوظائف التى تهدف لخلق خدمات ومنتجات لحماية البيئة، وجعل المؤسسة الاقتصادية أكثر استدامة، مثل مجالات الطاقة المستدامة، وإعادة التدوير، والمركبات الكهربائية، وغيرها من المجالات.
وأوضح التقرير، أن «المهارات الخضراء» أظهرت قدرة على الصمود فى فترات التقلبات الاقتصادية، إلا أن دخول المزيد من العاملين لتلك الوظائف المتربطة بها لم يقترب بعد من النسبة المطلوبة، مؤكدًا على أن القطاعات الثلاث «الطاقة» و«الوظائف المالية»، وقطاع النقل يجب إدارتهم بعناية لتحقيق أهداف الاستدامة فى تلك القطاعات.
وأولى التقرير اهتمامًا كبيرًا بقطاع إنتاج الطاقة، إذ يعد أكثر القطاعات مساهمة فى الانبعاثات الكربونية بنسبة 60% من إجمالى الانبعاثات عالميًا، متوقعًا ارتفاع الطلب العالمى على الطاقة المنتجة بنسبة 47% خلال الفترة من عام 2020 إلى عام 2050.
ورغم ارتفاع نسبة الطاقة المتجددة المنتجة، إلا أن إنتاج الوقود الأحفورى مثل الفحم يشكل النسبة الأكبر من إجمالى الإنتاج العالمى فى هذا القطاع.
مقابل كل 100 شخص ترك وظيفته بمجال الطاقة المتجددة انضم 120 آخرين
وأظهرت البيانات أن عدد العاملين الجدد فى مجال الطاقة المتجددة تخطى عدد من تركوا هذا القطاع فى الدول محل الدراسة والتى تبلغ نحو 48 دولة موزعة بين كل القارات.
وأشار التقرير إلى أنه مقابل كل 100 شخص تركوا وظائفهم المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة، انضم نحو خلال 2023 وشكلت المهارات الخضراء نسبة 21% فى وظائف قطاعات الغاز والبترول، إلا أن بعض الدول مثل الإمارات المتحدة وأستراليا يزداد فيها عدد الوظائف فى مجال إنتاج الوقود الأحفورى.
وأكد التقرير، أن تطوير السيارات الكهربائية يعتبر من أهم المحاور لتقليل التلوث المتعلق بقطاع النقل، حيث أظهرت المؤشرات نتائج إيجابية فيما بتعلق بانتشارها، حيث وصل عدد السيارات الكهربائية المستخدمة إلى 16.6 مليون سيارة، وزادت حصتها السوقية إلى 10% من إجمالى السيارات المباعة عالميًا، بينما تضاعفت مشتريات الأفراد منها فى كل من الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين.
وأوضح التقرير، أنه استجابة للطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، ارتفع معها عدد العاملين فى هذ المجال بنسبة 62% خلال السنوات الخمس الماضية عالميا، إذ ارتفعت نسبة مشاركة هذه الوظائف من إجمالى الوظائف فى قطاع إنتاج السيارات بشكل عام، مشيرًا إلى أهمية تطوير المواصلات العامة، ليتجه الأفراد نحوها بدلًا من المواصلات الخاصة، فالسيارات الكهربائية ليست متاحة للجميع.
وذكر التقرير، أن نسبة الوظائف الخضراء فى القطاع المالى وصلت إلى 6.8% من إجمالى الوظائف عالميًا، وتعد تلك النسبة ضئيلة للغاية مقارنة بالقطاعات الأخرى مثل الطاقة، والزراعة، والصناعة، ضاربًا مثال: بدولة ألمانيا الدولة الأولى فى نسبة العاملين الذين يتمتعون بمهارات خضراء فى القطاع المالى على مستوى العالم، حيث تبلغ نسبة هؤلاء العاملين نحو 11.3% فقط من إجمالى العاملين فى القطاع بالدولة.
وعلى الرغم من أن القطاع المالى له الأفضلية من حيث نسبة النمو فى مساهمة «المهارات الخضراء» فى سوق العمل، مقارنة بنمو القطاعات الأخرى، حيث نمى بنسبة 14.8% خلال العام السابق، مقارنة بمتوسط نمو بنسبة 12.3% فى القطاعات الأخرى، و11.7% فى قطاع الصناعة بالتحديد.
وأوصى التقرير بتطوير المهارات الخضراء من خلال شقين أساسين، الأول يتمثل فى دعم العاملين الذين يتركون وظائفهم للمشاركة فى وظائف تتطلب تلك المهارات، والشق الآخر يتمثل فى تطوير طبيعة الوظائف نفسها لتشمل مهارات جديدة من ضمنها المهارات الخضراء، وهذا ما بدأ فى الحدوث بالفعل، حيث ارتفعت نسبة المهارات المطلوبة فى سوق العمل بنسبة 24% خلال الفترة من 2015 إلى 2022.
“البورصة” تنشر خطة تحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء خلال 6 سنوات
وأشار التقرير إلى أن المهارات الخضراء أصبحت أكثر أهمية فى العديد من الوظائف التقليدية، وليست حكًرا على الوظائف الخضراء، فبعض المجالات مثل الهندسة، وعلوم البحار، والتخطيط العمرانى، والبناء، وحتى فى المبيعات والإدارة، والقطاعات التشريعية، ذاع فيها صيت المهارات الخضراء، مع إدراك المؤسسات الاقتصادية لأهمية الحفاظ على الموارد وتحقيق مبادىء الاقتصاد الدوار.
وأضاف التقرير، أن تلك المهارات أصبحت ذات أهمية قصوى فى قطاع تطوير سلاسل الإمدادات على الأخص، حيث تتوجه الشركات حاليا إلى تطوير سلاسل الإمدادات بطرق تقلل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات النقل وخلافها، بما يعود على النفع بالبيئة وأيضا على المؤسسات من حيث تقليل التكلفة وزيادة معدلات الإنتاجية لديها.
وأوصى التقرير أيضا بضرورة التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز التعيينات القائمة على تعدد المهامات لدى المتقديمن للوظائف، وممن يتمتعون بمهارات مفيدة لتحقيق مستهدفات الاستدامة، مؤكدًا على أهمية وجود برامج تدريب مهنية لتطوير المهارات الخضراء لدى العاملين فى القطاعات المختلفة من ناحية، ومن ناحية أخرى إضافة هيكل معرفة متكامل عن هذه المهارات فى المناهج التعليمية بالتعاون مع المدارس والجامعات.