تشير دلائل متزايدة إلى أن تدفقات النفط الروسي قد تواجه اضطرابات عقب تشديد العقوبات الأمريكية التي تستهدف التجار وشركات الشحن التي تنقل الخام في البلاد.
على مدار الشهر الماضي، أبحرت 14 ناقلة تحمل النفط الروسي للهند إمّا بشكل متردد، أو غيرت اتجاهها، أو أوقفت أجهزة إبلاغ أنظمة التتبع الرقمية بموقعها ومسارها خلال الشهر الماضي.
وتتابع الحكومات في موسكو والغرب مصير السفن عن كثب؛ إذ تحاول الولايات المتحدة التصرف بحذر لتقييد وصول روسيا إلى عائدات النفط الدولارية، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على الإمدادات، خاصة أن أي اضطراب كبير من شأنه تعريض الإمدادات للخطر.
11 مليون برميل نفط
تحمل الناقلات الـ14 التي حددتها “بلومبرج” 11 مليون برميل من النفط على متنها، وكان من المفترض أن تتجه جميعها إلى الهند، لكن الحكومة أعلنت هذا الشهر أنها خفضت وارداتها من روسيا لأن الأسعار لم تكن رخيصة بما فيه الكفاية.
ونفت نيودلهي التكهنات حول الصعوبات اللوجستية في سداد ثمن النفط لروسيا.
جدير بالذكر أن أغلب الشحنات من خام سوكول المُصدر من شرق البلاد، كما أن هناك بعض شحنات الأورال الرئيسية أيضاً.
تشديد العقوبات على تجارة ونقل النفط الروسي
تأتي علامات التعطيل المحتمل بعد أسابيع قليلة من فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوباتها الأوسع نطاقاً على تجار النفط الروسي وشركة الشحن الحكومية الروسية “سوفكومفلوت” منذ بداية الحرب على أوكرانيا.
جاء تشديد العقوبات وسط دلائل على أن روسيا كانت تستخدم بشكل متزايد تجاراً غامضين وأسطولاً هائلاً من السفن ذات الملكية والتأمين غير المؤكدين لتجاوز سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع، والذي كان يهدف إلى إضرار الكرملين.
ويبدو أن عدداً من السفن الـ14 قد أطفأ إشارات التتبع، مما يعني أنها ربما تنقل ببساطة البضائع سراً. ومع ذلك، كان من غير المألوف نسبياً رؤية ناقلات النفط المنخرطة في تجارة النفط الروسي تسلك هذا النهج منذ بداية حرب أوكرانيا.
كانت روسيا أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند خلال العام الماضي، لكن وارداتها تراجعت منذ الصيف.
ونفت الحكومة الهندية أن يكون الانخفاض متعلقاً بمشكلات في الدفع، لكنها ألقت باللوم بدلاً من ذلك على ارتفاع أسعار البراميل الروسية مقارنة بالخامات الأخرى.
لكن الانخفاض الأخير يأتي بعد أن أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستشدد تطبيق سقف الأسعار والعقوبات الأوسع على روسيا.
اضطرت إحدى شركات التكرير الهندية إلى شراء خام مربان من أبوظبي لتعويض الواردات الروسية التي توقفت.
تواصل العديد من ناقلات النفط التابعة لـ”سوفكومفلوت” التوجه نحو الهند دون انقطاع، بما فيها تسع ناقلات محملة بخام الأورال.
وحتى الآن، لم تظهر أي علامات على تأخير رحلات هذه السفن، لكن أي مشكلة قد لا تتضح حتى تصبح الناقلات أقرب إلى وجهاتها المقصودة.








