“التضامن” تمزج بين برامج الحماية والتمكين الاقتصادي للفئات الأولى بالرعاية
ترفع برامج المسئولية المجتمعية المنبثقة عن الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، شعار “لا تعطني دعماً بل علمنى كيفية الكسب”، على غرار المثل الصيني المعروف: “لا تعطنى سمكة بل علمني كيف اصطاد”.
ويتحقق النهج الجديد من خلال تأهيل الفئات المستحقة للدعم لسوق العمل، وتنفيذ المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومبادرات التمكين الاقتصادي المختلفة التى توفر لهم حياة كريمة بدلاً من الأعمال الخيرية التى كانت تقوم عليها برامج المسئولية المجتمعية سابقاً.
قالت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إن الوزارة تحرص على المزج بين الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي، لأن العمل والإنتاج من أهم القضايا التى يجب أن يتم توفيرها لكسب العيش، والأمن الغذائى، والاستثمار فى البشر، وتحسين الحياة لجميع الفئات.
وأضافت القباج، أن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تشكل أحد المحاور الأساسية لاقتصاد أى دولة، إذ لا تسهم فقط فى حل الأزمات الاقتصادية، بل يمكن أن يكون لها دور أيضاً فى تحسين الاقتصاد الكلى لأى دولة.
لذلك تأخذ وزارة التضامن الاجتماعى على عاتقها دعم ومساعدة الطبقات المستحقة من خلال تنمية مهاراتهم وتسهيل حصولهم على فرص إقراض ميسرة أو نقل أصول إنتاجية للدفع بعجلة الإنتاج والتشغيل، وتسعى الوزارة للتوسع في هذا الشأن خلال 2024 لزيادة دائرة المستفيدين.
وأوضحت القباج، أن الوزارة توفر حزمة من الخدمات المالية وغير المالية للفئات المستحقة، تتمثل فى التدريب على إدارة المشروعات الاقتصادية، و التسويق، والتدريبات الفنية والحرفية والإدارية، فضلاً عن توفير القروض متناهية الصغر، وتعزيز الشمول المالي للفئات المستهدفة، بالإضافة إلى دعم الوحدات الإنتاجية، والمشروعات الجماعية، وتقوية العلاقة مع التعاونيات الإنتاجية، وتعزيز سبل دعمها.
ولفتت إلى أن الوزارة تواصل السعي في تنسيق الجهود مع جميع الأطراف المتمثلة فى أجهزة الوزارة المختلفة، ومنظمات المجتمع المدنى، والقطاع الخاص، والجهات الحكومية الشريكة، للتوسع فى دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وبرامج التمكين الاقتصادي.
“دابر مصر” ترفع مخصصات البرامج المجتمعية 25% من أرباح 2024-2025
وأوضحت أنه تم تخصيص 4 مليارات جنيه للمشروعات متناهية الصغر، بالإضافة إلى 14 مليار جنيه من بنك ناصر لتنمية مشروعات المرأة، إذ قام البنك بتمويل 30 ألف مشروع صغير ومتناهي الصغر لسيدات، ويولى اهتماما خاصا بدعم وتمكين المرأة اقتصاديا من خلال مبادرة “مستورة”.
ويجري منح تمويل مشروع مستورة بحد أدنى 4 آلاف جنيه، وأقصى 50 ألف جنيه، وفقا لاحتياجات المشروع، ويسدد على أقساط شهرية لمدة تصل إلى 24 شهرًا.
ويعتبر تمويل “مستورة” أحد المحاور التى ينفذها بنك ناصر الاجتماعي لدعم المرأة وتحويلها من متلقية للدعم إلى منتجة.
أكدت القباج، أن برامج الوزارة حالياً تتسم بالتنوع، وتقوم بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات المستثمرين ورجال الأعمال وجمعيات الاتحاد التعاوني، بهدف إدارة وتطوير أصول الوزارة لتعزيز المزايا الممنوحة للفئات الأولى للرعاية، بجانب تعزيز إجراءات التمكين الاقتصادي لهذه الفئات لتتحول من متلقية للدعم إلى فئات منتجة توفر مصدر دخل لأسرتها وتصبح إضافة لاقتصاد المجتمع.
وأضافت الوزيرة، أنه في إطار تنفيذ الرؤية الجديدة للوزارة ، قامت بتحديث هيكلها التنظيمي لتضيف إدارات الحوكمة والرقابة الداخلية وتنمية الأصول والموارد. كما سيتم استحداث إدارة جديدة ببنك ناصر الاجتماعي لتمويل الأبحاث وقياس الأثر.
وتم إطلاق منصة فرصة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وعقد العديد من الشراكات مع عدد من المستثمرين في هذا الإطار.
وتسعى الوزارة لطرح منتجات في مجال الغذاء بالتعاون مع الاتحاد التعاوني ووزارتي التموين والزراعة واستصلاح الأراضي، بجانب تنظيم حركة البيع والشراء لصغار المنتجين من الأسر المنتجة.
53.8 مليون جنيه مساهمات البنوك للمشروعات الصغيرة فى 9 أشهر
وقالت مصادر بالقطاع المصرفي لـ” البورصة”، إن البنوك لها دور كبير في دعم وتمكين الفئات المستحقة للدعم اقتصادياً من خلال مبادراتهم المجتمعية والتنموية وفقاً لتوجيهات البنك المركزي المصري .
ولفتت إلى الإسهام في العديد من المبادرات التي تعمل على تنمية الشباب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكين المرأة ودعم الحرف اليدوية والمشروعات البيئية وغيرها من المشروعات التى تستحوذ على اهتمام أجندة القطاع المصرفي التنموية.
أشارت المصادر إلى وجود توجهات خلال الفترة المقبلة للتوسع في مثل تلك المباردات وزيادة عدد المستفيدين والمستفيدات من خلال تكاتف الجهود بين القطاع، وتوزيع الجهود، وتواصل جميع البنوك مع بعضها خلال تنفيذ المبادرات لتبادل الخبرات ومشاركة المعلومات المطلوبة للوصول لأكبر عدد من المستحقين.
ولفتت إلى أن إجمالى مساهمات القطاع المصرفي في تنمية المشروعات والتمكين الاقتصادي للفئات المستحقة خلال الفترة من يناير وحتى نهاية سبتمبر 2023 بلغت نحو 53.8 مليون جنيه، وتنقسم إلى حوالى 21.6 مليون جنيه لمشروعات تمكين المرأة، و15 مليون جنيه لدعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن 17.2 مليون جنيه للمشروعات البيئية.
أشارت المصادر إلى وجود توجهات بأهمية إشراك الموظفين داخل البنوك في المبادرات والجهود المجتمعية التى يتم تنظيمها حتى يشعروا بأنهم جزء من المنظومة المجتمعية داخل البنك وتنمية العمل المجتمعى لديهم ، فضلاً عن سد الفجوة في العناصر البشرية داخل إدارات المسئولية المجتمعية وسيكون ذلك ضمن تقييمهم السنوى.
فضلاً عن أهمية تشكيل فرق عمل داخل البنوك للنزول على أرض الواقع ومتابعة المشروعات التى يدعمونها، ولا يقتصر الأمر على التبرع للمجتمع المدني لتنفيذ المبادرات ليكون للبنك ذاته دور في المتابعة حرصاً على تحقيق النتائج المرجوة واستدامة الجهود المشروعات والمبادرات التى يتم تنفيذها.
“فاين القابضة” تتعاون مع “مصر الخير” لتوفير فرص عمل للمرأة المعيلة
من جانبه، قال أحمد الفخراني، الرئيس التجاري والمدير العام لمجموعة فاين الصحية القابضة في مصر، إن مجموعة فاين الصحية القابضة تواصل جهودها في تنمية المجتمعات التي تعمل فيها بالتركيز على البرامج والمبادرات التي تعمل على التمكين الاقتصادي، ولفت إلى مبادرة “من صنع إيدي” التي نفذتها الشركة بالتعاون مع مصر الخير والتى من خلالها تم تسلم 30 مشروعاً للسيدات المعيلات في الإسماعيلية.
وأوضح أن المشروعات التى تم توفيرها للمستفيدات جاءت في مجالات مختلفة منها تنفيذ مكتبة ومحل مجمدات وأعلاف وملابس جاهزة، وورشة خياطة وتصنيع المنظفات، ومصنع حلويات وكوافير حريمي ووجبات منزلية ومستلزمات بيطرية.
ولفت إلى أن المبادرة تستهدف دعم وتوفير عدد أكبر من المشروعات التي تسهم في إيجاد فرص عمل وتوفير مصدر دخل ثابت للسيدات المستحقات للدعم خلال العام الحالي.
ولايقتصر دور الشركة ومؤسسة مصر الخير في المبادرة ، على الدعم المادي فقط للمستفيدين بل تتم المتابعة الشهرية للمشروعات ميدانياً لمدة عام بعد تنفيذها، لتقديم الدعم الإداري و الفني لضمان استمرارية هذه المشروعات وتحقيق النتائج المرجوة منها، لاستدامة كافة المشروعات التي يتم دعمها.
“جهينة” تركز على تأهيل ودعم السيدات من خلال “هي الكوماندا”
وقالت بسنت فؤاد رئيس قطاع العلاقات الخارجية بشركة جهينة، إن من ضمن المحاور الأساسية التى تهتم بها الشركة في إطار دورها المجتمعي والتنموي مبادرات وبرامج التمكين الاقتصادي من خلال دعم المشروعات الصغيرة وتأهيل وتمكين السيدات.
ولفتت إلى برنامج “هي الكوماندا” الذى يهدف إلي دعم وتمكين النساء وخلق مصدر دخل دائم لهن، عن طريق توزيع منتجات الشركة في صعيد مصر وتحديداً في محافظة بني سويف.
ويأتى البرنامج بالتعاون بين شركة جهينة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، من خلال عقد دورات تدريبية للنساء المشاركات لشرح كيفية تداول المنتجات وتوضيح عملية التسعير، وإدارة رأس المال وإعداد كشوفات الدخل والمصروفات.
ولفتت إلى أن البرنامج حقق نجاحاً كبيراً ، إذ تمكنت السيدات المشاركات من تحقيق نسبة نمو 137% في إجمالي المبيعات الخاصة بهن خلال 8 شهور فقط من إطلاق البرنامج.
وأوضحت أن برنامج “هي الكوماندا” يتم تنفيذه منذ 2020 لتعزيز التمكين الاقتصادي ، كما سيتيح البرنامج الفرصة لتوفير منتجات الشركة للوصول لعدد أكبر من المستهلكين وتلبية احتياجاتهم ، وتتطلع استراتيجة الشركة لزيادة أعداد المستفيدات وإطلاق مراحل متعددة من البرنامج في الفترة المقبلة.
برامج “يونيليفر” التنموية تسعى لتحسين المعيشة
وقال تامر محمود عضو مجلس إدارة شركة يونيليفر، المسئول عن تسويق قطاع منتجات العناية الشخصية لدول شمال أفريقيا والعراق ودول المشرق العربي والسودان، إن تحسين معيشة الفئات الأكثر استحقاقاً فى المجتمعات التى تتواجد بها الشركة أصبح من المحاور الاساسية فى استراتجية الشركة المجتمعية.
وأوضح أن الشركة لديها جهود عديدة في هذا المجال في السوق المصري، ودشنت عددا من البرامج المجتمعية منها برنامج “سفير” الذى يستهدف دعم ريادة الأعمال وخلق فرص عمل، وبرنامج “زينب” الذى يعمل على التمكين الاقتصادى للمرأة والمنبثقة عنه مبادرة «هى فورى»، فضلاً عن برنامج “نور وإرادة” لدعم ذوى الاحتياجات الخاصة، وتتواجد مبادراتنا المجتمعية فى جميع المحافظات.
وأوضح أنه يتم تنفيذ مبادرتي “سفير” و”زينب” بالشراكة مع عدد من الجمعيات الأهلية. ويسهم فريق من الشركة فى تدريب المستفيدين من البرنامجين على جميع منتجات “يونيليفر”، ومساعدتهم على كيفية التسويق والتخزين والبيع عبر قنوات توزيع صغيرة فى مختلف المناطق والقرى التى يصعب على الشركة الوصول إليها.
ولدى “يونيليفر” شراكات متعددة فى المجال المجتمعى، من ضمنها “شغلنى” و”فورى” وشركة أكسا للتأمين وغيرها، كما دشنت الشركة، مبادرة “هى فورى”المنبثقة من برنامج زينب لتشجيع السيدات اللاتى لديهن قدر من التعليم، على العمل، وطلب منتجات “يونيليفر” عبر ماكينات فورى وتسويقها.
أيضا دشنت الشركة برنامج “إرادة” لضعاف البصر عبر كول سنتر أو ما يسمى “تلى سيلز سنتر”، يتولى تدريب فاقدى وضعاف البصر على بيع منتجات الشركة عبر التليفون للصيدليات.
والهدف من البرنامج أصبح خلق فرص عمل لتلك الفئة فى السوق المحلي، وتغيير الفكرة عنهم ودمجهم فى العمل، حتى لا يكونوا عالة على المجتمع، ووأوضح أن الشركة تدرس التوسع في برامجها التنموية التى تعمل على رفع مستوى معيشة الفئات الأكثر استحقاقاً بالتعاون مع العديد من الشركاء التنمويين خلال الفترة المقبلة.