تعاني الصين من انعدام الثقة في وقت يمر فيه اقتصادها بمرحلة انتقالية هائلة ويتزايد القلق بشأن أزمة العقارات المستمرة، بحسب مصرفي كبير على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي.
قال بيل وينترز، الرئيس التنفيذي لبنك “ستاندرد تشارترد”، الذي يركز على الأسواق الناشئة، لمراسل “سي.إن.بي.سي دان ميرفي”، إن “أكبر مشكلة تواجهها الصين بالنسبة، هي الافتقار إلى الثقة،
المستثمرون الخارجيون يفتقرون إلى الثقة في الصين والمدخرون المحليون يفتقرون إلى الثقة أيضًا، وأضاف وينترز: “لكنني أعتقد أن الصين تمر بمرحلة انتقالية كبيرة من الاقتصاد القديم إلى الاقتصاد الجديد.. إذا قمت بزيارة الاقتصاد الجديد، الذي يعاني منه العديد منكم- وأنا- فستجد أنه مزدهر تمامًا، ويحقق معدلات نمو مكونة من رقمين، حتى أنه ينمو في كل ما يتعلق بالسيارات الكهربائية، وسلسلة التوريد، وكل ما يتعلق بالتمويل المستدام والاستدامة، وما إلى ذلك”.
يراقب المستثمرين، الصين عن كثب، إذ تلقي تقلبات سوق الأوراق المالية ومشكلة الانكماش ومشاكل العقارات بظلالها على توقعات النمو العالمي.
ويتوقع تقرير صندوق النقد الدولي، الذي تم الانتهاء منه أواخر ديسمبر 2023، أن ينخفض الطلب على المنازل الجديدة في الصين بنحو 50%، العقد المقبل.
وأوضح التقرير، أن انخفاض الطلب على المنازل الجديدة سيصعب استيعاب المخزون الفائض، وهذا “يطيل فترة التكيف على المدى المتوسط ويؤثر على النمو”، وتمثل العقارات والصناعات المرتبطة بها نحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي في الصين.
وشددت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، على ما رأت أنه حاجة إلى إصلاحات من بكين للتصدي للتحديات الاقتصادية التي تواجهها.
وقالت جورجييفا: “نريد أن نرى الاقتصاد يتحرك بشكل أكبر نحو الاستهلاك المحلي، واعتمادًا أقل على الصادرات. لكن لتحقيق ذلك، يحتاجون إلى ثقة المستهلك”.
كذلك، يبدو وينترز، من “ستاندرد تشارترز” متفائلاً في النهاية بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مشيراً إلى أن كل مجتمع يمر بتحول اقتصادي كبير ويواجه حتماً اضطرابات وآلام متزايدة.
وقال الرئيس التنفيذي: “إنهم يحاولون إدارة هذا التحول دون تعطيل النظام المالي، وهو ما لم نتمكن من فعله مطلقًا في الغرب.. كل تحول صناعي كبير كان مصحوبًا بكساد كبير، أو أزمة مالية عالمية”.








