كشف عدد من خبراء القطاع العقارى خلال جلسة حوارية نظمتها شركة “جيه إل إل” فى القاهرة تحت عنوان “إطار جديد للمرونة – الاستفادة من فرص السوق العقارى فى مصر”، أن تخفيف الضغوط التضخمية سيساهم فى انتعاش معاملات وقيم الأصول العقارية بالرغم من تحديات الاقتصاد الكلى، مما يؤكد قدرة هذا القطاع على التكيف والمرونة على المدى الطويل.
وقال محللو القطاع إن النمو الكبير لقطاع الضيافة الفاخرة، إلى جانب الطلب القوى فى قطاع العقارات السكنية والإعلان عن العديد من المشاريع الجديدة لتلبية احتياجات السوق المتنامية، يمثّل آفاقاً واضحة لأصحاب المصلحة الراغبين فى الاستفادة من الفرص العقارية فى مصر.
وقال جيمس ألان، الرئيس التنفيذى لشركة “جيه إل إل” فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “بالرغم من ارتفاع الضغوط التضخمية وانخفاض قيمة العملة المحلية، لا يزال قطاع العقارات فى مصر يحافظ على ديناميكيته وإمكاناته للنمو، إذ لا تزال العقارات وسيلة استثمارية آمنة للتحوط فى مواجهة التحديات الراهنة”.
وأضاف أن الإقبال الكبير على الاستثمار العقارى والطرح المتوقع للعديد من المشاريع عالية الجودة يؤكد على المدى المتوسط إلى الطويل على قوة السوق، ومع تحسن آفاق المشهد الاقتصادى والاستثمارى فى مصر، يمكن لأصحاب المصلحة – مثل المطورين والشاغلين والمستثمرين – الاستفادة من مزايا الاستثمار المبكر.
وقال أيمن سامى، مدير شركة “جيه إل إل” فى مصر: “تساهم البيئة التضخمية فى تمكين المستثمرين ولاعبى السوق من اغتنام الفرص الجديدة لتسريع النمو، كما أن الاستثمارات فى القطاعات عالية الطلب والمحافظ الاستثمارية المتنوعة – التى تجمع بين الأصول التقليدية والمستدامة – تساهم بشكلٍ أساسى فى ضمان مسار مستقر وسط متغيرات سوق العقارات”.
وقدم مسؤولو “جيه إل إل” خلال الجلسة الحوارية نظرة متفائلة حول القطاع، خصوصاً وأن الإقبال السياحى المتزايد وزيادة الإنفاق على البنية التحتية الترفيهية والسياحية أدى إلى تحقيق مكاسب كبيرة فى سوق الضيافة، ولا سيما قطاع الفنادق الفاخرة الذى حقق معدلات إشغال قياسية تقريباً.
ومن المتوقع تسليم أكثر من 1500 مفتاح فى عام 2024 مع إطلاق مشاريع جديدة فى جميع أنحاء القاهرة، معظمها فى قطاع الفنادق من فئة الأربع والخمس نجوم.
ويواصل قطاع السياحة، والذى يعتبر من الركائز الأساسية للاقتصاد المصرى، حفز النمو الإجمالى مع تسجيله رقماً قياسياً بلغ 14.9 مليون سائح فى عام 2023، متجاوزاً الرقم القياسى المسجل فى عام 2010 والبالغ 14.7 مليون زائر.
ومن المتوقع أن يحافظ القطاع السكنى على قوته مع استكمال بناء 33 ألف وحدة – أغلبها شقق سكنية ضمن مشاريع متعددة الاستخدامات – فى عام 2024، ومع اجتذاب العملاء الراغبين فى شراء منزل ثانى والمستثمرين على حدٍ سواء، شهد القطاع ارتفاعاً ملحوظاً فى متوسط أسعار البيع ومعدلات الإيجار خلال الربع الرابع من عام 2023 فى مدينة 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة.
وفيما يتعلق بقطاع المكاتب، لا تزال أنشطة التعهيد تقود دفة الطلب، كما يشهد القطاع اهتماماً متنامياً بالمساحات المكتبية الصغيرة وزيادة فى الطلب على مساحات العمل المشترك، ولا سيما فى القاهرة؛ بينما تدرس المؤسسات الدولية الانتقال إلى مكاتب عالية الجودة ضمن مدينة القاهرة الجديدة.
ومن المتوقع لسوق عقارات البيع بالتجزئة أن ينمو بمقدار خمسة أضعاف خلال عام 2024، وتستحوذ القاهرة الجديدة على غالبية المساحة المتوقعة البالغة 447 ألف متر مربع من عمليات التسليم المقررة، والتى تتركز بشكلٍ أساسى فى مراكز التسوق المجتمعية وتوسعات مراكز التسوق.