عادةً ما يؤدى تزايد أعداد الزوار الأجانب إلى اليابان لارتفاع الأسعار فى المطاعم القريبة من الأماكن السياحية، حيث يجعل انخفاض قيمة الين البلاد وجهة مقبولة من الناحية المالية، كما تكافح الأجور المحلية لمواكبة الارتفاع العام فى التكاليف.
وقالت منظمة السياحة الوطنية اليابانية، يوم الأربعاء، إن 2.69 مليون شخص زاروا البلاد فى شهر يناير، بزيادة 80% على العام السابق، وهذا العدد يعادل مستويات ما قبل وباء كورونا.
وانخفض سعر الين فى بداية فبراير الجارى إلى ما يزيد على 150 ين مقابل الدولار، مما جعل العملة قريبة من المستويات التى شوهدت آخر مرة فى عام 1990 وجعلت اليابان وجهة يسورة التكلفة للأمريكيين والأشخاص من البلدان ذات العملات القوية.
وهذا ساعد بدوره فى تعزيز ازدهار السياحة بعد الوباء، حيث تكافح الفنادق والمطاعم وشركات البيع بالتجزئة الأخرى لمواكبة الطلب.
لكن حتى الآن، لم تستمر الأجور المحلية فى الارتفاع، ويميل الاقتصاد إلى الركود الفنى فى نهاية عام 2023، حسب ما أوضحته وكالة أنباء “بلومبرج”.
وقال أتسوشى تاكيدا، كبير الاقتصاديين فى معهد أبحاث “إيتوتشو”، إن “مكاسب الدخل لم تستطع مواكبة ارتفاع الأسعار”، لكنه أوضح أيضًا أن هناك احتمالا أن يؤدى ارتفاع الأسعار إلى إجبار المستهلكين فى النهاية على السعى للحصول على أجور أعلى وتغيير عادات الإنفاق.
وأظهرت بيانات من وكالة السياحة اليابانية الشهر الماضى، أن إجمالى إنفاق الزوار بلغ رقمًا قياسيًا قدره 5.3 تريليون ين فى عام 2023، بزيادة بنحو 10% مقارنة بإجمالى عام 2019، أى قبل الوباء، فيما زاد الإنفاق لكل شخص بنسبة 34% تقريبا إلى 212 ألف ين.
وشهدت اليابان قدوم 25 مليون سائح فى عام 2023، وهو أكبر عدد منذ عام 2019، عندما استقبلت البلاد 32 مليون زائر.
وتعكس القوة الشرائية لهذا التدفق الزائد الأطعمة الأخرى التى تُباع بأسعار تثير الدهشة بالنسبة للسكان المحليين.
ويبحث زوار اليابان عن تجربة لا يمكنهم الحصول عليها فى أوطانهم، مما يخلق فرصة لمتاجر المواد الغذائية والمشروبات فى اليابان لرفع الأسعار بنسبة تصل إلى 50% دون التأثير على الطلب، وفقًا للو دونج، مؤسس شركة “تيك مى”، وهى عبارة عن خدمة دفع وحجز المطاعم.
نصح دونج أحد المطاعم فى أوساكا بإعداد قائمة طعام تلبى احتياجات الزوار الأجانب بتكلفة تزيد عن 20 ألف ين.
وقال رئيس المتجر، يوجو فوجيموتو، إن هذه الفكرة أسهمت فى تعزيز إنفاق السياح.