«محمد»: 40% ارتفاعًا بالأسعار عقب تقييد الرياض صادراتها
تبحث الشركات المتخصصة فى تصنيع البلاستيك عن دول بديلة للمملكة العربية السعودية لاستيراد الخامات، عقب تقييد صادراتها، وتعطل حركة التشغيل والإنتاج لشريحة كبيرة من الشركات بالسوق المصرى.
وقال صناع لـ«البورصة» إن الحكومة السعودية أصدرت قرارًا قبل ثلاثة شهور بوقف تصدير خامات البلاستيك من خلال شركات الاستيراد والتصدير فى بلادها واقتصار النشاط فقط على الشركات المنتجة.
أضافوا أن الشركات تقدمت بطلبات للشركات المنتجة ورفض طلبها دون أى أسباب واضحة، ما أدى إلى تراجع واردات الشركات المصرية من المواد الخام بنسبة وصلت إلى 40% حاليًا فى وقت تورد فيه السعودية 70% من احتياجات مصر.
وأشاروا إلى أن الدول البديلة المتاحة للاستيراد هى إندونيسيا والإمارات الأمر الذى يجنب البلاد تفاقم أزمة الاستيراد أو حدوث ارتفاع إضافى للخامات نتيجة نقص المعروض بالسوق المحلى.
وتستورد مصر خامات بلاستيك بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار ما يعادل 70% من احتياجات البلاد من المواد الخام بينما توفر المصانع المصرية المنتجة للبولي بروبلين والبولي ايثيلين حوالي 30% فقط من احتياجات المصانع العاملة، وفقًا لغرفة الصناعات الكيماوية والأسمدة.
وقالت هند محمد رئيس مجلس إدارة شركة إيليت الصفوة للمنتجات البلاستيكية، إن أسعار المواد الخام صعدت بنسب تراوحت بين 35 و40% منذ شهر عقب وقف الشركات السعودية المصدرة للخامات نشاطها عقب قرارات المملكة الأخيرة.
أضافت لـ «البورصة»، أن الشركة تتجه لزيادة استيراد المواد الخام وتعويض نواقص الكميات المستوردة من السعودية من دول بديلة مثل تايلاند والصين وسنغافورة تجنبًا لتراجع معدلات التصنيع.
وتابعت، أن الشركة تأثرت بتوترات الملاحة فى البحر الأحمر إذ ارتفعت تكلفة شحن الحاوية بنحو 50% مجددًا، بالإضافة إلى تكدس البضائع المحتجزة فى الموانئ نتيجة قلة تدبير العملة الأجنبية.
توقعت أن تستمر أسعار المنتجات البلاستيكية فى التراجع بالسوق المحلى بعد هبوط سعر الدولار بالسوق الموازية خلال الأسابيع الماضية.
لفتت إلى أن الشركة تستهدف زيادة حجم صادراتها بنحو 20 ألف طن مع نهاية العام الجارى مقابل تصدير 80 ألف طن فى 2022، وفتح أسواق تصديرية جديدة فى الدول العربية والخليجية.
وسجلت صادرات منتجات البلاستيك واللدائن خلال عام 2023 نحو مليار و750 مليون دولار مقابل 2.461 مليار دولار خلال 2022 بحسب المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة.
وقال وجدى صبحى رئيس مجلس إدارة شركة المناهرى لصناعة البلاستيك، إن تقليل استيراد المواد الخام من السعودية أثر على حركة التشغيل والتصنيع للعديد من الشركات.
أضاف لـ «البورصة»، أن دول الاتحاد الأوروبى وعمان والإمارات بديل للشركات المستوردة للحفاظ على نسب صادراتها ومعدلات الإنتاج فى ظل تصاعد التوترات الملاحية فى البحر الأحمر ووصول سعر الحاوية إلى 6 آلاف دولار مقابل 1800 دولار.
وأوضح، أن الشركة تتطلع لتصدير بين 10 و15% من إجمالى إنتاجها بعد مدة 15 يومًا لعدد من الأسواق الخارجية منها السعودية والإمارات وقطر، مشيرة إلى اعتماد صادرات الشركة مؤخرًا على دول الخليج.
قالت مسؤولة مبيعات بشركة السيف لاستيراد خامات البلاستيك، إن الشركة تتطلع للبحث عن استيراد مواد الخام من دول بديلة غير السعودية رغم جودة منتجاتها إلا أن أزمة تقليل الواردات أجبرتها على البحث تجنبًا لهبوط معدلات التشغيل.
أضافت لـ«البورصة»، أن الشركة تواجه انفراجة وتيسير فى الحصول على المواد الخام عقب تراجع سعر الدولار تدريجيًا فى السوق الموازي، وهو ما يؤثر أيضًا فى تراجع أسعار المنتجات بشكل مستثمر بنفس قيمة انخفاض العملة.