من بين الكوادر النسائية التى استفادت من توجه تمكين المرأة، منى ناصر، مساعد وزير المالية، والتى إلى جانب مهامها تُشرف على مشروع النافذة الواحدة القومية للتجارة الخارجية.
وتستهدف الدولة من مشروع النافذة الواحدة أن يُسهم فى تحقيق الأهداف المرجوة بتطوير جميع الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التى تنظم حركة التجارة الدولية لمصر والارتقاء بها إلى أفضل المعايير العالمية، بما يُساعد فى تحسين ترتيب مصر بمؤشرات المؤسسات الدولية التى تقيس تنافسية الدول من حيث بيئة الاستثمار والتجارة عبر الحدود.
وقالت ناصر فى حوار لـ”البورصة”، إن أبرز تحدٍ يواجهها فى عملها هو متابعة كل مهمة للتأكد من أدائها بشكل سليم.
ولفتت إلى أن المسمى الوظيفى لا يأخذ قدرًا كبيرًا من اهتماماتها، مشيرةً إلى أن الوظيفة التى تُكلَف بها تعطى لها كامل اهتمامها وتواجه تحدياتها.
وقالت ناصر، إن لديها كل يوم هدفا جديدا، ووصولها إلى أحد الأهداف يولد هدفا وراءه، وعن أمنياتها فى الحياة تمنت أن يكون لديها مزرعة متكاملة.
وبسؤالها عن المسار المهنى الآخر التى كانت سترغب أن تسلكه قالت إنها لو لم تكن مساعد وزير المالية أجابت بأنها كانت سترغب فى أن تصبح طبيبة نفسية.
ولفتت إلى أن أى سيدة لديها حِمل أسرة أنجح منها، بسبب توافر الضروريات لديها من شغل وسكن وطعام.
وفى نصيحتها للمرأة فى يومها قالت ناصر: ألا تسمح لأحد بأن يؤخرها وألا تلتفت إلى العوامل السلبية وأن تضع هدفا وتسعى له بكل قوتها، وتتأكد بأن الله لا يضيع أجر المجتهدين.
تحلم أن تمتلك مزرعة.. و”الطب النفسى” شغفها الآخر
وأبدت تقديرها للسيدات اللواتى يعملن بجانب دورهن فى الأسرة، مؤكدة أنهن نموذج للنجاح فى مهمتين ثقيلتين.
وأشارت إلى أنه من بين القرارات الحاسمة التى اتخذتها لتطوير مصلحة الجمارك السعى نحو توحيد الإجراءات، والتنسيق بين الجهات الفنية المختلفة المسئولة عن الإفراج الجمركى، بالإضافة إلى التوصية بتصعيد الأخطاء، والتحفيز على حسن الأداء والأمانة لدى العاملين بالمصلحة.
وقالت إنها لا تؤمن بالاعتماد على النوع كمتطلب للحصول على الوظيفة، وأن من يتقن عمله ويؤمن به يمكنه الفوز بالوظيفة أيا كان النوع ذكر أو أنثى.
ولفتت إلى أن “الجمارك” بها سيدات ناجحات، وأن معيار الأداء هو الفيصل للمناصب القيادية بالمصلحة، وليس كون الموظف رجلا أو امرأة.
وقالت إنها لو كانت مستوردًا أو مخلصًا جمركيًا كانت ستطالب بالمزيد من التبسيط فى الإجراءات، وتسريع زمن الإفراج، إضافة إلى استخدام اكفأ نظام مخاطر.
وأشارت إلى سنغافورة كدولة رائدة فى منظومة الجمارك، وأنها وصلت للريادة نتيجة التنسيق بين الجهات المعنية والقيادة عن طريق جهة مركزية.
وتعد منى ناصر، من كوادر وزارة المالية حيث شغلت عدة مناصب أبرزها، بجانب مشروع النافذة الواحدة، منصب المدير التنفيذى لصندوق أرباب العهد، وعملت مراقبًا ماليًا فى عدد من الجهات العامة مثل حى غرب القاهرة وهيئة التأمين الصحى والتأمينات الاجتماعية وجامعة عين شمس، وهى خريجة كلية التجارة عام 1992 وحصلت على ليسانس الحقوق عام 2005، وماجستير فى الاقتصاد من تجارة عين شمس عام 2001، ونالت درجة الدكتوراه من ذات الكلية عام 2009 عن رسالتها التى جاءت بعنوان: «مشكلات تمويل التأمين الصحى وإمكانية مواجهتها دراسة مقارنة مع المملكة المتحدة».