دائمًا ما كانت تطمح سارة عيد، رئيس وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية بوزارة المالية، لتغيير حياة الناس اليومية نحو الأفضل، لذلك من واقع حياتها العملية، والاشتباك المباشر مع المواطنين وسعيها على تعزيز مفهوم الشفافية، وإشراك المواطنين، كان له نتيجة مهمة بأنه تم تدشين وحدة خاصة بالمشاركة المجتمعية.
و”عيد” حاصلة على بكالوريوس فى الاقتصاد والعلوم السياسية، واجتازت دبلوم التنمية الاقتصادية المحلية المستدامة بجامعة “إيراسموس”.
وتقول عيد لـ”البورصة” إنها عملت فى بداية حياتها باحثة ومحللة اقتصادية بوحدة الاقتصاد الكلى والسياسات المصرفية، مروراً بمنصب “اقتصادى” بوزارة المالية، واقتصادى أول ونائب رئيس وحدة السياسة المالية الكلية، مضيفةً بأن كل منصب كان له تحدياته الخاصة.
أوضحت أنها أدركت الفجوة بين الإمكانيات الحكومية وبين الواقع العملى فى محدودية موارد الميزانيات، ومن هنا جاءت فكرة الموازنة التشاركية لسد تلك الفجوة.
وقالت إن قرارها بالخروج للواقع العملى حيث التعامل مباشرةً مع المواطنين وتحسين الشفافية ومستوى الوعى وإشراكهم ليكونوا جزءًا من الحل بدلًا من أن يكون جزءا من المشكلة، هو السبب الأساسى فى تدشين الوحدة التى ترأسها حاليًا.
وقالت، إنها عملت على عدة محاور فى سبيل تدشين وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية بمخاطبة الجهات الحكومية المختلفة، وكان للوحدة أثر إيجابى حيث تم صدور قانون المالية الموحد لسنة 2022 حيث أقر بوجوب مشاركة المواطنين وتعزيز الشفافية خلال إعداد الموازنة، وتم تعميم المشاركة مع قرار رئيس مجلس الوزراء العام الماضى بتعميم المشاركة فى باقى المحافظات، إضافة إلى أن هناك توجيهات رئاسية بإدراج مخرجات الوحدة فى مناهج التعليم الأساسى والتعليم الجامعى.
وعن أهداف وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية قالت عيد، إنها تتمثل فى الاستمرار فى رفع مؤشرات العالمية لمصر، والمشاركة المجتمعية خلال وضع الموازنة، وايجاد قنوات للتواصل مع المواطنين، بالإضافة إلى إيجاد شراكات مع منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الدولية مما لا يضيف أعباء للوحدة على الموازنة العامة.
وأوضحت أن تمثيل المرأة فى الوزارة جيد، لكن بالوحدة لديها تمثيل عال للإناث، حيث إن الوحدة لديها يعمل بها رجل واحد وثلاث سيدات، مما يدل على الشغف وتحمل المسئولية لدى السيدات.
وأشارت إلى أن هناك عددا كبيرا من السيدات لديهن القدرة على القيادة، وإيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل الهيكلية التى نواجهها، بالإضافة إلى توافر حس عال لديهن بالعدالة الاجتماعية، وإمكانية لإدارة النقود بحكمة شديدة.
ولفتت إلى أن تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية يفيد بأن السيدات اللواتى يتقلدن المناصب القيادية العليا، يعزز نمو الناتج المحلى الإجمالى 32%، بالإضافة إلى أن لديهن حس عال بمعاناة الغير، والتعامل معها بشكل عملى، وفى نفس الوقت القيام بالعديد من المهام فى آن واحد، بالإضافة إلى تنظيم الوقت، وبناء على ذلك ينمو دورهم فى كل المجالات، وليس فقط رسم السياسات المالية.
وعبرت عيد عن أهدافها، حيث تتمثل فى إيجاد حلول جديدة لكسر أنماط الفقر متعدد الأبعاد مثل الفقر فى التفكير، عن طريق تدريب الشباب لخلق كوادر شابة قادرة على إيجاد حلول مبتكرة، حيث تم عمل فعاليات فى الفيوم ومن المقرر استكمالها فى محافظات الإسكندرية وأسيوط وبنى سويف والسويس، بالإضافة إلى تشجيع ريادة الأعمال بالتعاون مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتخطيط المحلى بربط التنمية الاقتصادية والمحليات بالموازنة.
وأكدت، اهتمامها بقضايا المرأة خاصة العنف ضد المرأة، وتخطط لإيجاد مراكز لإيواء السيدات المضطهدات، وتدريبهن وإيجاد فرص عمل مناسبة لهن بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى والتمويل متناهى الصغر.