ليس هناك ما يمنع من وجود محافظة للبنك المركزى المصرى
كشفت شيرين الشرقاوى، مساعد وزير المالية للشئون الاقتصادية، أن وزارة المالية مُنفتحة على إصدار سندات تستهف تمويل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتمكين المرأة فى العام المالى المقبل.
وأشارت إلى أنه تم إصدار إطار التمويل المستدام من وزارة المالية فى نوفمبر 2022، والذى ينظم الحصول على تمويل مستدام بما في ذلك تمويل يستهدف تمكين المرأة وتنمية قدراتها.
وقالت إنه مع تحسن العوائد على سندات مصر الدولية، وارتفاع النظرة المستقبلية لمصر إلى نظرة إيجابية من مؤسسة التصنيف الائتمانى موديز، فإن ذلك يمهد لدراسة إمكانية الرجوع لأسواق المال في العام المالي القادم، بأدوات تمويل جديدة.
وقالت إنها كمساعدة لوزير المالية تُعرض عليها موضوعات شتى ومتنوعة، وطبعاً الجانب الاقتصادى لابد أن يُؤخذ في الاعتبار فى التوصيات لوضع السياسات واتخاذ القرار.
أوضحت أنها كذلك تتابع قطاع التمويل فيما يخص العديد من المبادرات التى تحفز القطاعات المختلفة، إضافةً إلى التعاون مع باقى الزملاء فيما يخص عمليات التمويل والقروض، والضمانات السيادية التى تساعد الشركات والهيئات فى تمويل احتياجاتهم.
وأشارت الشرقاوى إلى أنه مع قانون المالية العامة الجديد، سوف يتم عرض نتائج الهيئات الاقتصادية كجزء من بيانات الحكومة العامة، ما يتطلب خطوات تمهيدية عديدة وجهد كبير للإعداد لذلك.
وأضافت بأن ملف الطروحات هو أحد الملفات التى تشرف عليها، وأنها ساهمت فى طرح نسب إضافية من شركات مملوكة للدولة، مثل شركة الشرقية للدخان، وأبو قير للأسمدة، والمصرية للاتصالات، وشركة إى فاينانس.
والشرقاوى التى أصبحت مساعدًا لوزير المالية، درست فى المدرسة الألمانية للراهبات ثم حصلت على بكالوريوس اقتصاد من الجامعة الأمريكية، وبعد التحاقها بالبنك التجاري الدولي سافرت في بعثة للمملكة المتحدة لمدة عام للحصول على ماجستير في التمويل والاستثمار.
وتقول الشرقاوى إنها في مرحلة البكالوريوس اختارت دراسة الاقتصاد، لأن وقتها تخصصات الهندسة كانت محدودة فى الجامعة الأمريكية، وكان مجال دراسة الاقتصاد من المجالات المحترمة، يعني كان الاختيار في ضوء المتاح، أما دراسة التمويل والاستثمار فهى شغفها الأول بعد أن عملت في مجال البنوك والائتمان والاستثمار.
وحول عملها فى القطاع الحكومى، قالت إنها مرحلة هامة أضافت لها عمقا فى التعامل مع أمور شديدة الحساسية وعميقة الأثر، يعنى مثلاً اتخاذ قرار المبادرات بكل أبعادها، وما هى القطاعات ذات الأولوية للدفع بها، وأيضاً أهمية دعم الصادرات المصرية، وتحديد أسلوب الدعم، وأهمية أن يتم ربط الحوافز المتاحة بالنتائج المحققة.
وتابعت أن العمل فى وزارة المالية تأثيره يمتد إلى قطاعات أوسع غير العمل فى البنوك، حيث إن التركيز فيها على جزئية معينة، مهمة طبعاً فى نطاقها، ولكن المدى أوسع وأشمل بكثير فى وزارة المالية.
وفى سؤالها عن إمكانية أن نرى إمرأة ترسم السياسات النقدية كمحافظ للبنك المركزى، قالت إن السيدات بالفعل يتقلدن مناصب قيادية عديدة فى المجال المصرفى، والبنك المركزى.
وذكرته أنه بعيدًا عن النوع فإن أصحاب الأدوار القيادية يجب أن يتمتعوا بحسن التصرف فى الظروف شديدة التعقيد، وفترات التحديات، وأن يتحلى من يتقلد هذه بالقدرة على حل المشاكل وتحفيز العاملين تحت رئاسته وتوحيد جهودهم.
وحول غياب المرأة النسبى عن ترأس البنوك التجارية ترى الشرقاوى أن مسئوليات وأعباء المنزل والأبناء يمكن أن تكون أحد الأسباب، وفى أوقات كثيرة تكون التربية هى التى توجه السيدات لاعتبار أن دورهم فى الحياة العملية ثانوى، ومكمل للرجل، وعندما تتوفر الظروف المواتية والدعم لأى سيدة فإنها قادرة على القيادة والإنجاز مثلها مثل الرجل تماما.
وذكرت الشرقاوى أنها ساعدت فى المبادرات التى تمت إتاحتها للقطاعات الإنتاجية، وتتحملها وزارة المالية، كما عملت على العديد من الاتفاقيات بهدف تسوية التشابكات بين جهات الدولة، وكذلك ملف الطرح فى البورصة، واتخاذ التوقيت الأنسب والنسبة المثلى للطرح، بالإضافة إلى ًإبرام أول قرض إسلامى/تقليدى خلال جائحة كورونا.
وأشارت إلى أنه أثناء تلك الفترة كانت أسواق المال غير مواتية للحصول على تمويل، وأنهم عملوا على تخفيض تكلفة التمويل بالحصول على قرض مستدام مضمون من أحد المؤسسات العربية.
وقالت إنه بصفة عامة، يتم إتخاذ القرار فى الوزارة بعد التشاور فى كل الموضوعات بين الوزير، والنواب والمساعدين ورؤساء القطاعات كل فيما يخصه.
وقالت إن وزير المالية يدعم السيدات المجتهدات، ويعطيهم فرصة ومسؤوليات أكبر، كما يتم تقدير السيدات، ومنذ عدة أيام كان هناك تكريم للسيدات الأكثر تأثيرا في وزارة المالية، وكان بمثابة احتفال وتقدير للزميلات اللواتى يجاهدن للوفاء بمسؤولياتهن فى العمل والمنزل.
وأبدت الشرقاوى رضاها وتطلعها لتحقيق المزيد من خلال عملها فى وزارة المالية والمساهمة ولو بجزء بسيط فى تحسين بيئة العمل والنتائج المحققة من الزملاء.
وقالت إنها لو لم تكن مساعدا لوزير المالية، كانت ستتجه إلى مجالى التعليم أو الزراعة، حيث تؤمن بأن المجالين من أهم المجالات فى مصر ويتميزان بالعطاء والاستدامة فى الأثر.
وذكرت أن المرأة مثل الرجل بالضبط فيما يخص التحليل المالى والاقتصادى، حيث إنها أحد العلوم التى لها أسس متعارف عليها.
أوضحت أن الاختلاف قد لا يكون بين المرأة والرجل، ولكن بعض الناس تحب التفاصيل الدقيقة، والبعض الآخر يرى الأمور بطريقة عامة وشاملة، وكل أسلوب يكمل الآخر، ومطلوب فى أوقات معينة.
وتضع الشرقاوى المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركيل كمثل أعلى فى ظل عملها فى المجال السياسى بكل تحدياتها وتعقيداتها ونجاحها فى الحفاظ على منصبها لفترة طويلة رغم أنها كانت أول مستشار سيدة لألمانيا كما أن أصولها من ألمانيا الشرقية.
وترى الشرقاوى أن “ميركل” تميزت بالقوة وكانت القائد الفعلى للاتحاد الأوروبي خاصة خلال الأزمة المالية فى عام 2008 و2009، وأيضا أزمة اللاجئين فى 2015، ومن ناحية أخرى فقد كانت تتميز بالتواضع وكانت شديدة العملية، نتيحة لذلك حصلت على العديد من الجوائز نظراً لموقفها الإنسانى فى 2015 وقبولها لأكثر من 1.2 مليون لاجئ من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها.
وتابعت أنه يوجد العديد من المثل العليا فى الرجال بالنسبة لها، منهم الراحل الاقتصادى الكبير جلال أمين والمصرفى والقيادى عادل اللبان رئيس مجموعة البنك الأهلي المتحد البحرينية.
وفى ختام حديثها قالت الشرقاوى، إن المرأة هى الداعم للأسرة كلها سواء زوجها أو أولادها، ولذلك هى محورية فى دعم الاقتصاد، سواء كان دورها القيادى واضح من خلال مركزها فى الحياة العملية أم لا.