انخفض عدد الأسر الصينية الثرية فى الصين، وتراجعت قيم أصولها بشكل عام بنسبة 3.6%.
وشهدت الأسر الصينية التى تزيد أصولها على 100 مليون يوان (12.7 مليون يورو) التراجع الأكبر فى ثرواتها بعد انتهاء جائحة كورونا.
وهناك 5200 أسرة خرجت من هذه الفئة، إذ تراجعت ثرواتها 3.8% فى عام واحد، لكن لا تزال هذه الفئة تضم حوالى 133 ألف أسرة.
جاء ذلك فى آخر تقرير نقلته صحيفة «ليانه زاوباو» السنغافورية اليومية بعنوان «تقرير ثروة هورون»، وهذا المعهد يقوم منذ 15 عاماً بتحليل تطور ثروة بعض أغنى الأسر فى الصين.
وبالتفصيل، انخفضت أصول 2.08 مليون أسرة، تتراوح ثرواتها بين 10 و100 مليون يوان (بين 1.2 و12.7 مليون يورو)، بنسبة 1.3%.
وهناك 5.14 مليون أسرة تتراوح ثرواتها بين 6 و10 ملايين يوان (بين 750 ألفاً و1.2 مليون يورو)، وذلك بعد أن انخفض عددها بنسبة 0.8%.
وتجمع المدن الثلاث بكين وشانغهاى وهونج كونج، الأسر الأكثر ثراءً، تليها المدينتان الجنوبيتان، شنزن وجوانزو، وأخيراً مدينتا هانجتزو ونينجبو فى مقاطعة تشجيانج.
ووفقاً للتقرير، تتكون ثروات غالبية الأسر الصينية من الميراث، وكل 10 سنوات، يتم نقل 21 ألف مليار يوان (2700 مليار يورو) من الثروة إلى الأجيال القادمة فى الصين.
وهو اتجاه ينبغى أن يستمر فى التسارع ليصل إلى 49 ألف مليار يوان (6300 مليار يورو) قد يتم نقلها فى غضون 20 عاماً و84 ألف مليار يوان (10000 مليار يورو) فى غضون 30 عاماً.
وعن الأسباب التى تفسر هذه الظاهرة، فالبريطانى روبرت هوجويرف، المعروف أيضاً باسمه الصينى هو ران، وهو مؤسس معهد «هورون للأبحاث»، يضع الأمور فى نصابها الصحيح ويقول: «على الصعيد العالمى، تأثرت الثروات الخاصة بدرجات متفاوتة فى البلدان المتقدمة الكبرى بسبب تأثير جائحة كوفيد ـ 19، وتطور الجغرافيا السياسية الدولية، فضلاً عن عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية».
ووفقاً لجيفان فاساجار، الصحفى فى موقع «يونهيرد» البريطانى، فإن هذا الاتجاه يفسر أيضاً إلى حد ما، حقيقة أن أغنى الصينيين يهاجرون إلى سنغافورة، بحجة أن النظام الصينى مقيّد بشكل متزايد تحت رئاسة شى جين بينغ.
ورغم قلة البيانات المتاحة حول هذا الموضوع، فالصحفى يستشهد بمجموعة من الأدلة منها ارتفاع الأسعار لمن يريد الالتحاق ببعض الأندية الخاصة للمغتربين، «وهو تضخم يبدو أنه يغذيه كثيراً الصينيون الأثرياء».