قررت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تعيين عضو من حزبها في منصب كبير مستشاري السلطة التنفيذية بأجر مرتفع، رغم الانتقادات والدعوات من العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي والمفوضين لإعادة النظر في هذا القرار.
وأوضح المتحدث باسم المفوضية ، إريك مامر، فى تصريحات صحفية أنه على الرغم من المخاوف، فإن أورسولا فون دير لاين لديها ثقة كاملة في أن عملية التعيين تم تنفيذها وفقا لجميع الإجراءات ذات الصلة.
ولفتت المنصة الإعلامية “يوراكتيف” المتخصصة فى الشئون الأوروبية، إلى أنه في 31 يناير الماضى، أثار التعيين المثير للجدل لعضو البرلمان الأوروبي عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني (CDU)، ماركوس بيبر، كمبعوث جديد للاتحاد الأوروبي للشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs)، مخاوف بشأن تضارب المصالح المحتمل في عملية التعيين كونه هو و فون دير لاين ينتميان إلى نفس الحزب الوطني والأوروبي (حزب الشعب الأوروبي).
وأرسل أعضاء من البرلمان الأوروبي الذين يمثلون أربع مجموعات سياسية – الاشتراكيون والليبراليون والخضر واليسار – سؤالًا برلمانيا إلى المفوضية في نهاية فبراير الماضي لطلب تفسير لتعيين بيبر و أعربوا عن مخاوفهم بشأن احتمال حدوث ذلك بـ تأثير من فون دير لاين في عملية التعيين.
و تساءل أعضاء البرلمان الأوروبي عما إذا كان الانتماء السياسي للمرشح الناجح قد لعب دورا حاسما في تعيينه و طلبوا الحصول على مزيد من المعلومات حول نتائج تقييمات التوظيف لـ بيبر والمرشحين الآخرين للتصفيات النهائية للتأكيد على أن التعيين كان عادلاً
كما قدموا تعديلا على تقرير الميزانية السنوية للمفوضية يطلبون فيه من فون دير لاين إلغاء تعيين بيبر.
ومن جانب المفوضية، أرسل أربعة مفوضين رسالة رسمية إلى فون دير لاين في 27 مارس الماضى، طلبوا فيها من هيئة المفوضين، المكونة من 27 عضوا، مناقشة الموضوع.
ووقع الرسالة ثلاثة سياسيين اشتراكيين – منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومفوض الاقتصاد الإيطالي باولو جنتيلوني، ومفوض التوظيف في لوكسمبورج نيكولا شميت – بالإضافة إلى مفوض السوق الداخلية الوسطي، الفرنسي تييري بريتون.
وأكدوا فى الرسالة التي أطلعت عليها يوراكتيف أن “هذا التعيين أثار تساؤلات حول شفافية وحيادية عملية الاختيار”.
وكان من المفترض أن يشارك تييري بريتون بنفسه في عملية التعيين، حيث أن منصب مبعوث الشركات الصغيرة والمتوسطة يقع ضمن محفظته الحالية، لكن القرار تم اتخاذه على الرغم من عدم حضوره.
وكتب عضو البرلمان الأوروبي الألماني دانييل فرويند، على موقع X، ” للأسف لقد مرت خمسة أسابيع” منذ طرح الأسئلة التي وجهها أعضاء البرلمان الأوروبي إلى المفوضية ” لم نتلق إجابة حتى الآن
وقام مع مسؤولين منتخبين آخرين بصياغة تعديل يدعو فون دير لاين إلى “إلغاء” التعيين وإطلاق إجراء جديد. وسيتم طرح هذا النص للتصويت خلال مناقشة في البرلمان الأوروبي في بروكسل الأسبوع المقبل.وأكد إريك مامر أن رئيس المفوضية “سيشارك بالطبع في هذه المناقشة”.
وقبل شهرين من الانتخابات الأوروبية، يمكن اعتبار مثل هذه الرسالة بمثابة مناورة انتخابية. وتزايدت الهجمات ضد فون دير لاين فى الأسابيع الأخيرة
في الآونة الأخيرة، هاجم بريتون رئيسة المفوضية فون دير لاين والحزب الذي تنتمي إليه، حزب الشعب الأوروبي، بعدما تم تأكيد ترشيحها لقيادة الحزب في حملة انتخابات البرلمان الأوروبي
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المفوض شميت، الموقع على الرسالة المرسلة إلى فون دير لاين في 27 مارس، هو المنافس المباشر للأخيرة على رئاسة المفوضية، لأنه المرشح الأبرز لحزب الاشتراكيين الأوروبيين (PES).
وفي 23 فبراير ، دقت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية أيضًا ناقوس الخطر، معلنة في بيان صحفي أن تعيين الألماني “في المنصب الذي تم إنشاؤه حديثًا لممثل الاتحاد الأوروبي للشركات الصغيرة والمتوسطة، بينما حصل المرشحون الآخرون على درجات أعلى في تقييمات المفوضية الأوروبية، يثير جديا مخاوف بشأن نزاهة عمليات التوظيف والدور الذي ربما لعبته رئيسة المفوضية في هذا القرار.








