وقعت شركة “القلعة للاستثمارات المالية”، اتفاقًا لتسوية التزاماتها تجاه مجموعة من البنوك الدائنة للشركة والبالغة 4.55 مليار جنيه.
وبموجب الاتفاق ستقوم الشركة بتسوية كامل ديونها مع كل من بنك مصر، وبنك القاهرة، والبنك العربي الإفريقي الدولي، والبنك الأهلي الكويتي مقابل 4.547 مليار جنيه.
وسيتم تسوية كامل الديون من خلال الآتي:
-239.120 مليون سهم 17.68% من أسهم شركة طاقة عربية مع الاحتفاظ بحق إعادة شرائها خلال 5 أعوام، وحق البنوك في إعادة بيعها لشركة القلعة في العام السادس.
– قطعة أرض مسجلة مساحتها 60.127 متر مربع على النيل في منطقة التبين.
-تعويضات عن تغيرات سعر الصرف وتذبذبات أسعار البورصة عن السعر المتفق عليه.
وأضافت أنها وقعت وشركاتها المرتبطة أيضاً اتفاقاً لإعادة هيكلة وتسوية مديونياتها للمصرف العربي الدولي تسدد القلعة وشركاتها بموجبه 184 مليون دولار على أقساط تمتد من 2024 حتى 2033 بفائدة تعادل سعر SOFR وبمجموعة ضمانات معززة.
وأكدت الشركة أن تلك الاتفاقيات ستعمل على تقليص مديونيات القلعة وتخفيض تكلفة التمويل وتحقيق أرباح رأسمالية مما سيؤثر إيجابياً على قوائم القلعة المالية.
وكانت القلعة أعلنت مطلع إبريل الجاري، عن تنفيذها اتفاق تسوية مع شركة (FHI) Financial Holding International LTD يسوي معظم التزامات القلعة وشركاتها التابعة تجاه FHI وينقل ملكية الأخيرة في بعض الشركات التابعة للقلعة.
وبموجب الاتفاق تنقل FHI للقلعة مساهمتها في بعض الشركات التابعة للقلعة ومن ضمنها الشركة الوطنية للتنمية والتجارة المالكة لمجموعة شركات أسيك العاملة في مجال الأسمنت والصناعات المرتبطة، وكذلك الشركة المتحدة للمسبوكات، لتستحوذ على الشركتين بشكل كامل.
كما تنقل FHI مساهمتها في شركة CCTO والمالكة للشركة الوطنية للموانئ إلى القلعة.
ويتضمن الاتفاق كذلك تسوية شركة FHI معظم التزامات القلعة وشركاتها التابعة السابقة وتعيد كافة الضمانات الخاصة بها وتحول FHI لصالح شركات تابعة للقلعة حقها في ديون كل من الشركة الوطنية للتنمية والتجارة برصيد 192 مليون دولار، والشركة المتحدة للمسابك برصد 8 مليون دولار.
ويكون ما سبق مقابل سداد نحو 13.2 مليون دولار لشركة FHI، تم سداد 4.2 مليون دولار منهم وسيسدد الباقي في 30 سبتمبر المقبل.
وبموجب الاتفاق أيضاً تنقل القلعة ملكيتها غير المباشرة 27.21% في الشركة الوطنية للطباعة إلى شركة FHI على أن تحتفظ القلعة بحق في حال رغبتها ذلك إعادة شراء تلك الحصة خلال عامين.
وفي السياق نفسه، وقعت الشركتان اتفاقاً يعطي القلعة الحق في شراء حصة شركة FHIفي شركة أسكوم للتعدين ما بين الفترة من نهاية سبتمبر المقبل ونهاية ديسمبر 2025.
وكانت وقعت “الشركة الوطنية للتنمية والتجارة” التابعة لشركة “القلعة للاستثمارات المالية” بنسبة 64.28%، وذراع القلعة في مجال الأسمنت والأنشطة المرتبطة، اتفاقات تسوية نهائية مع ثلاثة بنوك دائنة لها بديون تبلغ 1.447 مليار جنيه.
واتفقت “الوطنية للتنمية” مع بنك آخر على إعادة هيكلة مديونياتها لديه والبالغة 536 مليون جنيه وتسويتها خلال عامين.
وأشارت “القلعة”، إلى نجاح الشركة في تخفيض مديونياتها للبنوك وسداد كافة المتأخرات، لافتة أنه بموجب تلك التسويات ستعفى الشركة من سداد بعض الفوائد المهمشة لقروضها بما سيكون له مردودًا إيجابيًا على قوائمها المالية.
وأوضحت أن تلك التسويات ضمن إطار سعي القلعة وشركاتها التابعة تقليص مديونياتها.
وكانت سجلت الإيرادات المجمعة لشركة القلعة القابضة للاستثمارات المالية نحو 26.4 مليار جنيه خلال الربع الثالث من عام 2023 بنمو سنوي نسبته11% مدعومة بمساهمة الشركة المصرية للتكرير.
وقال أحمد هيكل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة، إن الاقتصاد العالمي يمرُّ بواحدة من أكثر الفترات صعوبة في التاريخ الحديث، في ظل استمرار التحديات غير المسبوقة مثل ارتفاع الديون العالمية لأعلى مستوياتها، ورغم ظهور بوادر لانخفاض معدلات التضخم إلا أنها مازالت مرتفعة، مع تشديد السياسات النقدية، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض معدلات النمو الاقتصادي العالمي على المدى الطويل وارتفاع تكلفة التمويل والاتجاه نحو خفض المديونيات.
كما أكد على تفاقم تلك التحديات مع زيادة المخاوف من ظاهرة الاحتباس الحراري والتداعيات المتواصلة للتوترات السياسية العالمية، وهو ما انعكس سلبًا على النظام الاقتصادي العالمي.
وقال إن السوق المصري لم يكن بمعزل عن تلك التحديات العالمية، حيث ظلت معدلات التضخم مرتفعة وهو ما استدعى البنك المركزي المصري لتطبيق سياسات نقدية متشددة للسيطرة على ارتفاع الأسعار، إلا أنه أشار إلى أن المشهد الاقتصادي المحلي يتميز بجانب إيجابي في ضوء مكانة السوق المصري كوجهة جذابة للمستثمرين من مختلف الدول الإقليمية والعالمية، مما يبعث بالتفاؤل حول مستقبل نمو الاقتصاد المصري على المدى الطويل.
وأضاف أن الإدارة تثق في قدرة شركة القلعة على تجاوز التحديات المحيطة بفضل الأسس الراسخة التي تقوم عليها والمرونة والكفاءة التي تتميز بهما.
وأوضح هيكل أنه في إطار استراتيجية القلعة الهادفة إلى التخارج من بعض الاستثمارات والأصول غير الأساسية لتسوية الديون المستحقة، قامت شركة إيه بي إم إنفستمنت هولدينجز ليميتد (إيه بي إم)، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة أسكوم، ببيع حصتها البالغة 35% تقريبًا من مشروع كرمك للتنقيب عن الذهب بإثيوبيا إلى شركة Allied Gold Corp الكندية، مقابل حصول شركة (إيه بي إم) على حوالي 11.5 مليون سهم من أسهم شركة Allied Gold Corp بلغت قيمتها 25.1 مليون دولار أمريكي تقريبًا في 30 سبتمبر 2023، بالإضافة إلى قيام شركة Allied Gold Corp بدفع مبلغ مالي قدره 65.6 مليون دولار أمريكي إلى شركة (إيه بي إم) على ثلاث دفعات تبدأ في 30 سبتمبر 2024 وتنتهي في 30 سبتمبر 2027.
وأشار إلى أن الإدارة ستواصل تنفيذ استراتيجيات النمو التي تتبناها على مستوى الشركات التابعة مع دراسة وتقييم فرص الاستثمار المحتملة، وتؤكد ثقتها في قدرة جميع الشركات التابعة على تجاوز مختلف الصعوبات بمرونة؛ مستفيدةً من استراتيجيات النمو المحكمة التي تتبناها. كما أضاف أن النتائج القوية التي تحققت خلال الربع الثالث من العام تدعم توقعات الإدارة الإيجابية للمستقبل المنظور.
كما ذكر هيكل أن القيمة الحقيقية لأصول شركة القلعة لا تنعكس بدقة في القوائم المالية، نظرًا لتسجيل الأصول بقيمتها التاريخية واحتساب أثر تكاليف الاضمحلال فقط دون إعادة تقييم الأصول بما يعكس ارتفاع قيمتها.
ومن جانبه قال هشام الخازندار الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة، إلى حرص الإدارة على خفض مستويات المخاطر مع التركيز على تخفيض الديون وزيادة التدفقات النقدية، مشيرًا إلى نجاح الشركة المصرية للتكرير في الانتظام في سداد أقساط القروض وفوائدها، وكل الشركات العاملة بالمجموعة عدا واحدة. بينما تواصل الإدارة إحراز تقدم في إعادة هيكلة الديون على مستوى شركة القلعة باعتبار ذلك الأمر من أولوياتها.