كشفت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، وهي مبادرة لأصحاب المصلحة المتعددين تعمل على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية وتعزيز الحلول المستدامة، عن أن نحو 281.6 مليون شخص و21.5% من السكان الذين تم تحليل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي لديهم، واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد عام 2023 في 59 بلدا أو إقليما.
وقالت الشبكة – في تقرير أصدرته، اليوم بجنيف – إنه “على الرغم من أن إجمالي السكان الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، الذين تم تحليلهم، كان أقل بشكل هامشى عما كان بعام 2022، إلا أن المستوى ظل أعلى مما كان قبل جائحة كورونا”.
وأوضح التقرير أن عدد الأشخاص الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة زاد بحوالي 24 مليونا منذ عام 2022، لافتا إلى أن هذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد تزايد أعداد من يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما يعكس حجم التحدي للقضاء على الجوع بحلول عام 2023، كما لفت إلى تصاعد أزمات الأمن الغذائي الحادة بشكل مثير للقلق في بؤر الصراع الساخنة في عام 2023، وبخاصة في قطاع غزة والسودان.
وأشار إلى أن عدد السكان الذين تم تحليل بيانتهم ارتفع منذ عام 2020، مبينا أن التغطية بين عامي 2022 و2023 حددت 17.5 مليون بشكل إضافي من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة.
كما ذكر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي الحاد تفاقم في 12 دولة، حيث يوجد 13,5 مليون شخص إضافي بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة وللمساعدة في سبل العيش، وأن ثلثي هذا العدد في السودان، بينما تحسن الأمن الغذائى في 17 دولة، مما أدى لانخفاض عدد من يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بها حوالي 7,2 مليون شخص.
وحدد تقرير الشبكة العالمية 36 أزمة غذائية ممتدة، منها 19 أزمة غذائية كبرى، مشيرا إلى أن الصراع كان وراء التصاعد السريع لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في عدة أماكن، أهمها فلسطين (غزة)، حيث يمثل القطاع الأزمة الغذائية الأكثر خطورة في التصنيف على مدار تاريخه مع وجود 2.2 مليون شخص في المرحلة الثالثة أو أكثر على التصنيف.
وأضاف أن “السودان لديها أكبر عدد سكان يواجهون حالة طوارئ من انعدام الأمن الغذائي في العالم، وتحتل المرحلة الرابعة (قبل الأخيرة) على التصنيف العالمي لانعدام الأمن الغذائي”.
وأكد التقرير أن الصراع وانعدام الأمن كان المحرك الرئيسي عام 2023 في 20 بلدا، حيث واجه حوالي 135 مليون شخص انعداما للأمن الغذائي بشكل حاد، كما كان المحرك الرئيسي في أكبر 10 أزمات غذائية من حيث العدد أو الحصة، بينما كنت الصدمات الاقتصادية المحرك الرئيسي في 21 دولة، حيث يواجه أكثر من 75 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذئي الحاد، كما كانت الظواهر الجوية المتطرفة المحرك الرئيسي في 18 دولة، حيث يواجه 72 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
