تصدرت شركة “هواوي” سوق الهواتف الذكية في الصين بعد أن واجهت بشكل قوي حملة القمع الأمريكية المستمرة، فيما تراجعت شركة “أبل” إلى المركز الخامس من حيث الشحنات في أكبر اقتصاد في آسيا.
تظهر أرقام الربع الأول من 2024 التي نشرتها شركة التحليلات “كاناليس” مؤخرًا أن “هواوي” شحنت 11.7 مليون هاتف ذكي في الصين، وهذا يمثل زيادة بنسبة 70% على العام السابق، عندما كانت الشركة، التي تعرضت للعقوبات الأمريكية، لا تزال تحاول تجديد أعمالها في مجال الهواتف المحمولة.
تراجعت “أبل” إلى المركز الخامس بعد أن احتلت المركز الأول، إذ انخفضت شحناتها الصينية بنسبة 25% إلى حوالي 10 ملايين، وفقًا لما نقلته مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية.
وحققت “أبل” حوالي 17% من صافي مبيعاتها بين شهري أكتوبر وديسمبر في منطقة الصين الكبرى، حيث تعد الصين أكبر مصدر للموردين في سلسلة التوريد الشاملة الخاصة بها.
كما انخفضت شحنات “أوبو” و”فيفو” في السوق المحلي بنسبة 14% و9%، وسجلت “هونر”، التي كانت سابقًا علامة تجارية تتبع “هواوي” ومخصصة للهواتف الذكية محدودة الميزانية لكنها انفصلت في 2020، نموًا بنسبة 9% في السوق المحلي.
تعد الصين أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، لكنها سوق تنافسية للغاية، مع وجود فجوات ضئيلة للغاية بين أكبر ستة بائعين.
وقال رونار بجورهوفدي، محلل شركة “كاناليس”، إن بضع مئات الآلاف فقط من الوحدات تفصل بين أفضل الشركات في الربع الأول، ويمكن توقع الكثير من التباين من ربع إلى ربع.
آثارت شركة “هواوي” إعجاب مراقبي السوق وصُناع السياسات على حد سواء في أغسطس الماضي عندما أطلقت هاتفها الجديد “هواوي مات 60 برو”، وهو أول هاتف ذكي لها مزود بتقنية الجيل الخامس واستخدمت رقائقها الخاصة لصناعته خاصة أن الولايات المتحدة وضعتعا على القائمة السوداء بسبب علاقات مزعومة مع الجيش الصيني، وهذا ما نفته “هواوي” مرارًا وتكرارًا.
تشير عودة بطل التكنولوجيا الصيني إلى القمة في السوق المحلي، إلى عودة قوية في صناعة الهواتف الذكية بعد أن تأثرت أعمالها في مجال الهواتف بشدة بسبب ضوابط التصدير المصممة خصيصًا لواشنطن والتي منعت وصولها إلى التكنولوجيا الأمريكية في عام 2019.
كان على هواوي أيضًا تطوير نظام التشغيل الخاص بها “هارموني أو إس”، خاصة أنها لم تتمكن من استخدام نظام “أندرويد” التابع لشركة “جوجل” وخدمات “جوجل موبايل سيرفيس”.
يذكر أن “هواوي” تخطط لجعل “هارموني أو إس” نظام تشغيل الهاتف المحمول الثالث في العالم، بجانب نظامي التشغيل “أندرويد” و “آي أو إس” الخاص بشركة “أبل”.