6 مليارات دولار انخفاضا في احتياطيات النقد الأجنبي بكوريا الجنوبية الشهر الماضي
تتخذ الحكومات الآسيوية إجراءات متزايدة لوقف انخفاض عملاتها التي تأثرت بقوة بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي خلال العام الحالي.
ترجمت قوة الاقتصاد الأمريكي وارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل إلى عملات آسيوية أضعف، ويستجيب صُناع السياسة في آسيا لقوة الدولار بدرجات متفاوتة، بدءاً من إصدار تحذيرات شفهية إلى رفع أسعار الفائدة.
ويُعتقد أن البعض تدخلوا بشراء عملتهم المحلية، وهي خطوة صعبة قد تُضعف مصداقية البنك المركزي للدولة.
يركز محللو العملات على مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لأبريل المقرر صدوره الأربعاء المقبل بعد أن تسببت بيانات الشهر السابق في انخفاض الين.
كانت أحدث البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، وهي تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي، أضعف من المتوقع، مما يعني أن العملات الآسيوية قد تلتقط أنفاسها.
لكن هذا وحده لن يدفع الدولار للانخفاض، وفقاً لفيونا ليم، كبيرة استراتيجيي العملات في “مايبانك” بسنغافورة.
أوضحت ليم، أن بيانات التضخم الأمريكي القادمة “ستحدد في الواقع الخطوة التالية للعملات الآسيوية مقابل الدولار.. وقبل صدوره، ربما نرى نوعًا من الدمج”.
يعد الين الياباني أحد العملات الآسيوية الأكثر تأثراً بالاقتصاد الأمريكي الذي جاء أقوى من المتوقع.
ويبدو أن الحكومة اليابانية تدخلت مرتين مؤخرًا- في 29 أبريل و1 مايو- لدعم عملتها، رغم أن البيانات الرسمية لم تصدر بعد، كما يقول المحللون.
وقبل التدخل الأول المشتبه به، انخفضت قيمة الين إلى ما يتجاوز 160 ين مقابل الدولار، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 34 عاماً، حسب ما نقلته مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية.
ويعود تراجع الين إلى الفجوة البالغة 5 نقاط مئوية تقريبًا في العائدات بين الولايات المتحدة واليابان. ويحوم الين الياباني عند نطاق 155 ين مقابل الدولار، بانخفاض 9.4% هذا العام، وفقًا لشركة “ريفينيتيف”.
يمكن أن يكون بيع الدولار بشكل أكثر والتدخل في شراء الين أمرًا صعبًا بالنسبة لطوكيو دون دعم من واشنطن، وفقًا لشوكي أوموري، كبير الاستراتيجيين المكتبيين في شركة “ميزوهو سيكيورتيز”.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في وقت سابق من هذا الشهر: “إننا نتوقع أن تكون هذه التدخلات نادرة وأن تجري مشاورات”، رغم أنها لم تعلق على ما إذا كانت طوكيو قد تدخلت.
أظهر ملخص لآراء اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان أبريل، الصادر مؤخراً، لهجة متشددة مقارنة بالتصريحات العامة السابقة للمحافظ كازو أويدا، ورأى بعض أعضاء مجلس الإدارة إمكانية رفع سعر الفائدة بشكل متسارع، وقال كثيرون إن بنك اليابان يجب أن يقلل مشترياته من السندات.
لكن أوموري، من شركة “ميزوهو سيكيورتيز”، يتوقع أن تستمر الرهانات على المكشوف ضد الين حتى تتغير الأساسيات لأنه “لا يوجد حل سحري” لعكس ضعف الين.
وقال إن “تجارة المناقلة باستخدام الين -إستراتيجية تداول تُستخدم في سوق الفوركس – ستظل جذابة ما لم يرفع بنك اليابان سعر الفائدة بسرعة وبشكل كبير، على سبيل المثال 50 نقطة أساس دفعة واحدة، ويقلل من مشتريات السندات قصيرة الأجل”.
ويتوقع المستثمرون فرصة بنسبة 17.5% لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بحلول يوليو و25% بحلول أكتوبر، وفقًا لشركة “ميزوهو سيكيورتيز”.
وفي كوريا الجنوبية، تقلصت احتياطيات النقد الأجنبي بنحو 6 مليارات دولار الشهر الماضي مقارنة بشهر مارس، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جهود البلاد لوقف انخفاض الوون، وفقًا لبيانات بنك كوريا.
وقال البنك المركزي في كوريا الجنوبية في بيان إن انخفاض احتياطياته من النقد الأجنبي يرتبط بعدة عوامل، بما فيها “إجراءات استقرار السوق مثل مبادلة العملات الأجنبية مع خدمة التقاعد الوطنية”، والتي وُضعت في سبتمبر 2022.
وتتكهن الأسواق بأن حكومة كوريا الجنوبية ساعدت في الدفاع عن الانخفاض السريع للوون، إذ ارتفعت العملة مقابل الدولار بعد تحذير شفهي الشهر الماضي، وفقًا لمون دا وون، الاقتصادي في شركة “كوريا إنفستمنت آند سيكيورتيز” في سيول.
تدخلت وزارة المالية والبنك المركزي في كوريا الجنوبية بشكل شفهي في أبريل، محذرين من تحركات سريعة للعملة، تمامًا كما وصل سعر الوون إلى 1400 وون مقابل الدولار الأمريكي للمرة الأولى منذ عام ونصف العام تقريبًا.
وفي إندونيسيا، رفع البنك المركزي بشكل غير متوقع سعر الفائدة القياسي الشهر الماضي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.25% لتعزيز عملته.
وقال محافظ بنك إندونيسيا، بيري وارجيو، في مؤتمر صحفي مؤخرًا، إن البيانات تشير إلى عدم وجود أي زيادات أخرى في أسعار الفائدة في الوقت الحالي، وتعهد بالعمل على تعزيز العملة إلى ما دون 16 ألفاً للدولار.
وارتفعت قيمة الروبية إلى نحو 16 ألفًا مقابل الدولار من نحو 16,300 قبل الزيادة المفاجئة في سعر الفائدة، لكنها لم تنتعش بعد بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها في أربعة أعوام الشهر الماضي.
يذكر أن الروبية الهندية أحد العملات الآسيوية الأكثر استقرارًا، رغم أنها انخفضت إلى أدنى سعر لها على الإطلاق مقابل الدولار الشهر الماضي.
تمتلك جميع البنوك المركزية والإقليمية في آسيا، باستثناء ماليزيا، احتياطيات من النقد الأجنبي لتغطية أكثر من ستة أشهر من الواردات، وهو عتبة الاحتياطي الكافي.








