يستعد البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس غدًا الخميس، قبل أيام قليلة من بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة خفض الفائدة الخاصة به.
ويتوقع المتداولون، أن يصدر البنك المركزي الأوروبي – الذي يحدد السياسة النقدية للدول العشرين التي تتشارك اليورو – جولة جديدة من التوقعات الطاقمية يوم غد؛ وفق ما أوردته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرج الألماني هولجر شميدينج: “من المتوقع أن يكون خفض الفائدة يوم الخميس بلا جدل كبير، حيث أكد معظم المتحدثين الأخيرين من البنك المركزي الأوروبي رغبتهم في خفض الأسعار حتى رئيس البنك المركزي الألماني البوندسبنك يواخيم ناجل، أشار إلى أنه سيدعم الخفض ما لم تتناقض الأدلة مع ذلك”.
وفي يوليو الماضي، ترك البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير بتصويت إجماعي بعد خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.75% في يونيو الماضي والتي كانت المرة الأولى منذ عام 2019.
ومنذ ذلك الخفض، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن إمكانية خفض الفائدة في سبتمبر الجاري محتملة جدًا؛ حيث تلعب الفائدة الأساسية للبنك دورًا رئيسيًا في تحديد تكاليف القروض والرهون العقارية في الاتحاد الأوروبي، تبلغ حاليًا 3.75%، وذلك بعد فترة من الزيادات المتتالية والمكثفة على مدار السنوات السابقة.
وانخفض التضخم في منطقة اليورو منذ ذلك الحين وسجلت الأرقام الرئيسية أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات في أغسطس بنسبة 2.2%، بينما لا يزال التضخم الأساسي أكثر ارتفاعًا عند 2.8% مع دفع القطاع الخدمي لهذا المعدل.
من جانبه، أعرب أناتولي أنينكوف، المحلل لدى “سوسيتيه جنرال”، عن قلقه بشأن البيانات الأخيرة، مشيرًا إلى أن نقص الثقة خاصة مع بداية ظهور تراجع في القطاع الخدمي، يمثل أكبر المخاوف.
وأضاف أنينكوف: “نظرًا لضعف الزخم في الطلب المحلي خلال الربع الثاني، من المحتمل أن يتسع نطاق ضعف القطاع التصنيعي ويبدأ في التأثير بشكل ملحوظ على سوق العمل، الذي كان بخلاف ذلك يعتبر قويًا”.
وحاليًا، يبدو أن التوافق العام داخل مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي قد تحول نحو المزيد من التفاؤل بأن البنك في الطريق الصحيح لإعادة التضخم إلى هدف الـ 2%؛ حتى أن بعضهم تساءل حول إجراء خفض أسرع.
أما عن البنك المركزي الأمريكي، فتوقعات خفض الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي قد تصدر يومي 17-18 سبتمبر الجاري.
وقال كبير الخبير الاقتصادي لدى بنك “جيه بي مورجان” مايكل فيرولي، إنه ينبغي على مجلس الفيدرالي الأمريكي أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه القادم هذا الشهر، نعتقد أن هناك حجة قوية لضرورة عودتهم إلى منطقة الحياد – معدل الفائدة الذي لا يحفز النمو ولا يهدئ وتيرته – في أقرب وقت ممكن.
وتابع: “إذا انتظرت حتى يعود التضخم بالفعل إلى 2%، فربما تنتظر لفترة أطول مما ينبغي، وبينما لا يزال التضخم أعلى قليلاً من الهدف، فمن المحتمل أن ترتفع البطالة عما يعتقدون أنه متسق مع حالة التوظيف الكامل”.
وتأتي تعليقاته في الوقت الذي شهد فيه شهر أغسطس الماضي أضعف شهر لنمو الوظائف الخاصة منذ يناير 2021 بعد ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% في يوليو الماضي، ما أدى إلى مؤشر الركود المعروف باسم قاعدة السهم.