رغم الرسوم الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي، ما تزال سيارات الصين الكهربائية تحتفظ بتنافسيتها في السوق الأوروبي.
ويعمل مصنعو السيارات الكهربائية في الصين على تقديم عروض جديدة وأرخص في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي للحد من الواردات عبر زيادة الرسوم.
واقترحت المفوضية الأوروبية تعريفات نهائية تصل إلى 36.3% على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين.
ورأت مجموعة البحث العالمية “روديون”، أنه يجب أن تكون الرسوم مرتفعة حتى 50% لجعل السوق الأوروبية غير جذابة للمصدرين الصينيين للسيارات الكهربائية.
وأشارت المجموعة إلى أن هذا الرقم قد يحتاج إلى أن يكون أعلى بالنسبة للمصنعين المتكاملين مثل BYD، وفق تقرير لشبكة “سي إن بي سي” المختصة بالشأن الاقتصادي العالمي.
وقال جوزيف مكابي، رئيس ومدير شركة “أوتو فوريكاست سولوشنز” العالمية للأبحاث في مجال السيارات، إن الرسوم الحالية لن تكون رادعا كبيرا لمصنعي السيارات الكهربائية الصينيين ، وفق ما رأى.
وأضاف: “ستشكل الرسوم على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين عقبة، لكنها لن تكون حاجز دخول.”
وأشار إلى أن رسوم الاتحاد الأوروبي ليست صارمة مثل تلك التي أعلنتها أمريكا الشمالية، لأن الشركات المصنعة الأصلية الأوروبية والصينية مترابطة بشكل كبير.
كانت الولايات المتحدة أعلنت عن رسوم بنسبة 100% على السيارات الكهربائية الصينية في مايو من هذا العام، وتبعت كندا ذلك الشهر الماضي.
ومن المقرر أن يصوت أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 عضوا على الرسوم النهائية المقترحة في 25 سبتمبرالجاري، على أن يتم تنفيذها بحلول نهاية أكتوبر ما لم تصوت أغلبية مؤهلة من 15 عضوا في الاتحاد الأوروبي يمثلون 65% من سكان الاتحاد الأوروبي ضد الرسوم.
وأعلنت شركة BYD الصينية العملاقة، في مؤتمر عقد في مايو من هذا العام، عن طراز “دولفين” في السوق الأوروبية بسعر أقل من 21,550 ألف دولار. بالمقارنة، يباع طراز “موديل 3” من شركة تسلا، وهو أرخص طراز لديها، بسعر 44,480 ألف دولار في المملكة المتحدة.
وفي خطوة للمنافسة مع الشركات الصينية، أعلنت العلامة الألمانية “فولكس فاجن” عن خطط لتطوير سيارة كهربائية منخفضة التكلفة للسوق الأوروبية بسعر يقارب 21,476 دولار بحلول عام 2027.
من جانبه، أعرب وزير التجارة الصيني “وانج ون تاو” عن أسف بلاده للقرار الذي وصفه بـ “المتسرع والمتهور” الذي اتخذته المفوضية الأوروبية مؤخرا بالرفض الكامل لخطة بكين الهادفة لتسوية قضية الرسوم الجمركية المحتملة على سياراتها الكهربائية، منتقدا عدم إظهار التكتل الأوروبي النية السياسية لحل المشكلة عبر الحوار.
وقال وانج إن “التحقيق الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم الحكومي على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين يمثل قضية كبرى تؤثر على التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين ويوجه ضربة قوية لثقة الشركات الصينية بالاستثمار والعمل في الأسواق الأوروبية”.