يتفاوض مستثمرون فى قطاع المدابغ والجلود مع شركات صينية لإقامة مصانع جيلاتين فى مصر، للاستفادة من كميات الهدر الكبيرة للجلود خلال مراحل الدباغة والتصنيع.
قال محمد مهران، رئيس شعبة أصحاب المدابغ وتجار الجلود بغرفة القاهرة التجارية، إن الشعبة أرسلت عينات للشركات الصينية تشمل كميات الجلود المنتجة فى مصر، لإطلاعهم على حجم السوق، بالإضافة إلى الأراضى الصناعية التى توفرها الدولة للمستثمرين فى مختلف المحافظات.
أضاف لـ “البورصة” أن الشركات تدرس حاليًا السوق والحوافز الحكومية المقدمة للمستثمرين، ومن المتوقع أن تتخذ الشركات الصينية خطواتها الأولى لإقامة مشروعات فى مصر، بدعم من زيادة الطلب العالمى على مادة الجيلاتين.
أشار إلى أن الشعبة بصدد عقد لقاء مع الفريق كامل الوزير، وزير الصناعة، بداية الشهر المقبل ضمن اللقاءات الأسبوعية مع المستثمرين، لعرض مقترحات تطوير القطاع.
وأشار إلى أن أبرز المقترحات تتضمن السماح بتصدير هوالك جلود الأضاحى لمدة 3 أشهر بعد موسم الأضحى، بجانب خطة لجذب مستثمرين أجانب لنقل الخبرات والتكنولوجيا العالمية إلى السوق المحلية.
«صناعة الجلود» تطلب من «الاستثمار» إنشاء مجلس تصديرى للأحذية
وأوضح أن خطط التصدير تتغير على مستوى العالم كل 6 أشهر أو كل عام، بناءً على متطلبات الأسواق التصديرية. كما طالب بتصدير الجلود بكافة أنواعها، على غرار ما تقوم به الدول المنافسة.
وأوضح أن الجلود تُستخدم فى استخراج الجيلاتين بأنواعه المختلفة، سواء الطبية أو الغذائية، إلى جانب الكولاجين والأحماض الأمينية، مما يضيف قيمة مضافة لصادرات القطاع.
وقدّر حجم السوق العالمى للجيلاتين بنحو 2.91 مليار دولار أمريكى فى عام 2018، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل سنوى مركب بنسبة 8.0%، مع تزايد وعى الشركات المصنعة للأغذية والمشروبات بأهمية الجيلاتين، حسب تقرير مجلة «غراند» للأبحاث.
«الأمين» تستهدف إنشاء مصنع على مساحة 30 ألف متر
قال مصطفى الأمين، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الأمين لصناعة الجيلاتين، إن الشركة تخطط لإنشاء مصنع جديد على مساحة 30 ألف متر فى مدينة السادس من أكتوبر، بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية لمادة الجيلاتين لتلبية الطلبات التصديرية.
وأوضح أن الشركة تستهدف تصدير 80% من طاقتها الإنتاجية، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة فى أمريكا والسعودية وبعض الدول الأوروبية.
وأشار إلى أن الشركة تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى نحو 6 آلاف طن بنهاية العام الجارى، أى ما يعادل 500 طن شهريًا من مادة الجيلاتين.
«الرواد» لدباغة الجلود تستثمر 50 مليون جنيه فى أعمال توسعية خلال العام الجارى
قال محمد مصطفى، رئيس مصنع كريستال للجيلاتين، إن تحويل الجلد المهدر إلى جيلاتين يمر بعدة مراحل تبدأ بالمعالجة التى تستغرق نحو 6 أيام، ثم مرحلة استخراج الكولاجين من الجلد، وهو ما ينتج مادة الجيلاتين.
أضاف لـ «البورصة»، أن المصنع يستهدف زيادة طاقته الإنتاجية هذا العام إلى ألف طن، موضحًا أن من 6 إلى 7 أطنان من الجلود يمكن استخراج نحو ألف طن من الجيلاتين.
وأشار إلى أن معظم مستثمرى القطاع طالبوا وزارة الصناعة مؤخرًا باستغلال المواد الخام من الجلود لصالح مصانع الجيلاتين المصرية، بعد أن أبدت بعض المصانع التركية اهتمامًا بضخ استثمارات فى القطاع مقابل استخدام المادة الخام، مع ارتفاع أسعار الطن إلى الضعف فى السوق المحلي.
الجباس: أرباح هذه المصانع تتجاوز مصانع الدباغة والجلود حاليًا
من جانبه، قال عبد الرحمن الجباس، وكيل غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن مصانع الجيلاتين تستفيد من المادة الخام للجلد بشكل أفضل مقارنة بمصانع الدباغة، لقدرتها على استغلال الجلود المهدرة الناتجة عن «السلخ العشوائي».
أضاف لـ «البورصة»، أن أرباح مصانع الجيلاتين والصناعات الدوائية من المادة الخام للجلود تتجاوز أرباح مصانع الدباغة، لزيادة الطلب المحلى والدولى على الجيلاتين المصرى بجودة تنافس الأسواق العالمية.
فى السياق ذاته، قال محمود سرج، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن مصانع الجلود تعتمد على الجلود عالية الجودة والخالية من الثقوب الناتجة عن السلخ العشوائى، وهى الجلود التى تستغلها مصانع الجيلاتين والغراء حاليًا.
أضاف لـ «البورصة»، أن صناعة الجلود فى مصر تحتاج إلى نقلة نوعية تواكب المتطلبات الحديثة، من خلال تحويل المجازر اليدوية إلى نظم آلية أو نصف آلية، بهدف الحد من هدر الجلود وتحسين جودتها.