شهدت مصر طفرة فى نمو الشركات الناشئة التى تنشط فى مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، والرعاية الصحية، والتعليم، إذ تسعى إلى التوسع والنمو على المستويين المحلى والدولي، وهناك توجه ملحوظ بين الشركات لتقييم نفسها بالدولار بدلاً من الجنيه، حتى وإن لم تحقق إيرادات بالدولار، وهذا التوجه يثير العديد من التساؤلات حول الدوافع والأسباب التى تجعل هذه الشركات تعتمد هذا الأسلوب فى التقييم المالي.
يرى محمد عكاشة، رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لصندوق ديسربتيك، أن معظم الشركات الناشئة لديها طموح فى أن تستقبل استثمارات خارجية سواء كانت أجنبية أو من دول الخليج من الصناديق المتخصصة فى تمويل هذا النوع من الشركات، وبما أن تلك الصناديق تستخدم الدولار فى تعاملاتها، فإن الشركات الناشئة تقيم نفسها بالدولار، فضلاً عن أن الدولار يمثل إلى حد ما عملة مستقرة نسبياً تستخدمها الصناديق حتى يسهل عمليات التقييم.
ويلعب المستثمرون الأجانب دورًا حيويًا فى تمويل ودعم نمو هذه الشركات، ومن خلال تقييم الشركة بالدولار يقللون من مخاطر تقلبات سعر الصرف ويسهل عليهم تقييم فرص الاستثمار بشكل أوضح.
ويسهل التقييم بالدولار على هذه الشركات إجراء المعاملات الدولية، والتفاوض مع الشركاء الأجانب، والدخول إلى الأسواق العالمية بمرونة أكبر.
أوضح عكاشة أن طبيعة الشركات الناشئة هى تحقيق معدلات نمو قوية بشكل أكبر مما تكون عليه الشركات الأخرى، لذلك فمن المتوقع أن تكون سرعة نموها أكبر من سرعة نمو لسعر الدولار أمام الجنيه، مشيراً إلى أنه إذا كانت سرعة نموها أمام سرعة نمو العملة أقل فتعتبر ليست شركة ناشئة.
“الحكيم”: الشركات الناشئة تقيم نفسها بالدولار حتى تكون جاذبة أكثر للمستثمرين
وقالت كريمة الحكيم الرئيس التنفيذى لـ”بلاج اند بلاى” مصر، إن النظام الاقتصادى الحالى ليس منغلقًا على نفسه بل يعد نظاما إقليميا، وتستهدف الشركات الناشئة من خلال تقييم نفسها بالدولار لأن تكون أسهل للوصول للمستثمرين سواء الاستراتيجيين وغير الاستراتيجيين، فالتقييم بالدولار يجعل هذه الشركات أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين الذين يفضلون العمل بعملة مستقرة ومعروفة عالميًا.
وتابعت أن ذلك يمنح المستثمرين والشركات ثقة أكبر فى التقييمات المالية، ويساعد فى توفير بيئة أعمال أكثر أمانًا واستدامة.
وأشارت إلى أنه على رواد الأعمال أن يكونوا ذوى دراية ووعى، وعليهم ألا يشعروا بالإحباط عن تحقيق أرباح كبيرة بالجنيه المصرى، تكون متواضعة عند تقييمها بالدولار.