كشف تقرير، أن صناعة الألماس العالمية، تواجه واحدة من أعمق فترات التراجع في تاريخها، حيث بدأ التباطؤ في السوق بعد جائحة كورونا، وتفاقم الوضع نتيجة تأثير التضخم على قدرة العملاء الشرائية.
وفق تقرير وكالة “بلومبرج”، فقد خفضت شركة “دي بيرز”، أكبر منتج للألماس في العالم، الأسعار بأكثر من 10% عبر جميع الفئات في خطوة تعد تخليا عن محاولاتها السابقة لوضع حد أدنى للأسعار في السوق الذي يشهد تراجعا حادا.
وشركة “دي بيرز”، جنوب إفريقية وهي شركة دولية متخصصة في التنقيب عن الألماس وتعدينه وتجارة الألماس بالتجزئة وبيع الخام..
وقررت الشركة خفض الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 10% و15% لمعظم السلع التي تبيعها في آخر مبيعاتها لهذا العام، وهو أول تخفيض كبير للأسعار منذ بداية العام، ويعد الخفض الأكبر في تاريخ العلامة التجارية.
وإضافة إلى ذلك، أدى انهيار سوق السلع الفاخرة في الصين إلى مزيد من تراجع الطلب، في وقت استمرت فيه الألماس الصناعي في التأثير على الأسعار.
وعلى مدار العام، شهدت أسعار الألماس الخام في السوق الثانوية، حيث يتبادل التجار والمصنعون السلع، انخفاضا مستمرا، ورغم ذلك، حاولت “دي بيرز” الحفاظ على استقرار الأسعار عبر تقديم مرونة أكبر لعملائها ومنحهم الحق في رفض البضائع بدلا من خفض الأسعار، إلا أن الشركة تراجعت عن هذا الموقف في آخر مبيعاتها لهذا العام بخفض الأسعار في خطوة مفاجئة.
ووفق التقرير، يأتي هذا التراجع في الوقت الذي تسعى فيه مجموعة “أنجلو أمريكان”، المالكة لشركة “دي بيرز”، للخروج من قطاع الألماس كجزء من إعادة هيكلة واسعة النطاق، بعد تصديها في وقت سابق من هذا العام لمحاولة استحواذ بقيمة 49 مليار دولار من مجموعة “بي إتش بي”.
وتتمتع “دي بيرز” بسلطة كبيرة في سوق الألماس الخام، حيث تعقد 10 مبيعات سنوية يتعين على المشترين، المعروفين بـ”السيت هولدرز”، قبول الأسعار والكميات المعروضة.
ورغم خفض الأسعار، لا تزال أسعار “دي بيرز” للألماس أعلى من الأسعار السائدة في السوق الثانوية، وفقا لأشخاص مطلعين على الموقف، كما ألغت الشركة بعض المرونة التي كانت قد قدمتها في المبيعات السابقة.
وعادة ما تكون تخفيضات الأسعار الكبيرة لدى “دي بيرز” خطوة أخيرة، ويعد هذا الخفض، الذي لم يفصح عن تفاصيله بالكامل، من أكبر التخفيضات في تاريخ الشركة.
