معدات الاتصالات والكمبيوتر والسلع المصنعة تتصدر قوائم الواردات من الصين
هل تحتاج إلى جهاز كمبيوتر جديد أو تلفاز أو هاتف؟
ربما عليك التفكير فى شرائه الآن، لأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض رسوماً جمركية جديدة بنسبة 10% على جميع السلع الصينية اعتبارا من صباح أمس الثلاثاء.
ويحذر خبراء الاقتصاد من أن الرسوم الجمركية تضر بالأعمال التجارية والمستهلكين الأمريكيين، الذين لا يزال العديد منهم يعانون من الزيادة الحادة فى التضخم خلال الأعوام الماضية.
تُدفع الرسوم الجمركية من قبل المستوردين الأمريكيين، وليس من قبل الدول التى تُوجه إليها الرسوم كما زعم ترامب، حسب ما ذكرته قناة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية.
وغالباً ما يتم تحميل هذه التكاليف على تجار التجزئة، ما يؤدى فى النهاية إلى رفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين فى نهاية المطاف.
عكس المكسيك وكندا، اللتين تتجنبان بشكل كبير الرسوم الجمركية على صادراتهما إلى الولايات المتحدة بسبب اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الثلاث التى وقعها ترامب فى ولايته الأولى، كانت مجموعة واسعة من السلع الصينية تواجه رسوماً جمركية قبل يوم الثلاثاء. (أمر ترامب أيضاً بفرض رسوم بنسبة 25% على السلع المكسيكية والكندية، لكنه أرجأها حتى الأول من مارس).
بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 10%، تخضع السلع الصينية لرسوم إضافية، قدرها 100% على السيارات الكهربائية و25% على منتجات الصلب والألومنيوم، لكن عدة سلع كانت معفاة من الرسوم.
وكان من أكبر الإعفاءات التى تم تطبيقها هى الإلكترونيات الاستهلاكية.
لكن لم يعد هذا الإعفاء موجوداً مع الرسوم الجمركية الجديدة، وهذا أمر مهم لأن الإلكترونيات الاستهلاكية كانت من بين السلع الرئيسية التى استوردتها الولايات المتحدة من الصين العام الماضي، وفقاً لبيانات التجارة الفيدرالية.
وكانت معدات الاتصالات تشكل 12%، أو 47 مليار دولار من إجمالى 401 مليار دولار من السلع التى استوردتها الولايات المتحدة من الصين العام الماضي، دون احتساب ديسمبر، ما يجعلها الفئة الوحيدة الرئيسية للسلع التى استوردتها الولايات المتحدة من هناك.
وتشمل معدات الاتصالات كل شيء من الهواتف المحمولة إلى التليفزيونات إلى الأقمار الصناعية، وفقاً لنظام التصنيف الذى تستخدمه الحكومة الأمريكية.
وتعتبر معدات الكمبيوتر، التى تقدر قيمتها بـ39 مليار دولار، هى ثانى أكبر فئة من السلع التى استوردتها الولايات المتحدة من الصين العام الماضي، وتشمل هذه الفئة الأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والشاشات، وجميع المكونات التى تشغلها مثل رقائق أشباه الموصلات وبطاقات واجهة الشبكة.
ثم تأتى فئة السلع بقيمة 37 مليار دولار والتى تصنف تحت «السلع المصنعة المتنوعة» التى استوردتها الولايات المتحدة من الصين العام الماضي، وتشمل هذه الفئة الألعاب، والمجوهرات، والأدوات الفضية، والمعدات الرياضية.
مثل العديد من الإلكترونيات الاستهلاكية، كانت هذه السلع عمومًا معفاة من العديد من الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة.
وتوقع أيضاً أن ترتفع أسعار الأحذية والأحذية الرياضية، حيث ان صناعة الأحذية معرضة بشكل خاص للرسوم الجمركية لأن حوالى 99% من جميع الأحذية والأحذية الرياضية المباعة فى الولايات المتحدة يتم استيرادها، ومعظمها من الصين وفيتنام، وفقًا لجمعية موزعى وبائعى الأحذية فى أمريكا.
وقال الرئيس التنفيذى لجمعية موزعى وبائعى الأحذية فى أمريكا، مات بريست، فى مقابلة هاتفية مع «سى إن إن» يوم الاثنين: «إذا كنت تريد أن تضع قائمة بالطرق التى يمكن أن ترفع الأسعار، فهذه ستكون على رأس القائمة. إنه أمر غير مجدٍ تماماً. نحن من ندفع الرسوم الجمركية. المستهلكون الأمريكيون هم من يدفعون الرسوم الجمركية. هذه ليست مصادر إيرادات خارجية، بل هى داخلية».
تمثل جمعية الموزعين هذه شركات مثل «نايكي»، و«دى إس دبليو»، و«أندر آرمور» وغيرها من العلامات التجارية.
إذن.. متى سيشعر المستهلكون بارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية بنسبة 10%.
من المحتمل أن الأسعار لن ترتفع فوراً على السلع القادمة إلى الولايات المتحدة من الصين، إذ تم تخزين السلع لفترة طويلة دون الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 10%.
ولكن مع تفريغ المخزونات ووصول السلع الصينية الجديدة، سيبدأ المستهلكون الأمريكيون فى تحمل العبء.
ثمة عامل معقد، إذ قد يتمكن بعض تجار التجزئة من امتصاص التكاليف المرتفعة للرسوم الجمركية، خاصة إذا كانوا قد قاموا بتخزين المزيد من المخزون مسبقاً.
لكن آخرين قد لا يستطيعون تحمل ذلك، وفى هذه الحالة يمكن للمستهلكين توقع زيادة الأسعار فى المستقبل القريب.