حذرت شركة “شيفرون” من أن تباطؤ نمو إنتاج البترول في الولايات المتحدة، يلقي بظلاله على المشاريع الرامية إلى توسيع صادرات الخام إلى الأسواق الخارجية.
ففي حين كانت مشاريع إنشاء الموانئ الجديدة رهاناً مؤكداً قبل جائحة كوفيد-19، أصبحت الآن تواجه مستقبلاً غير مؤكد، بعدما شهدت صادرات البترول الأمريكي في عام 2024 أبطأ وتيرة نمو منذ سنوات، باستثناء فترة الوباء.
وقالت باربرا هاريسون، رئيس قسم الإمدادات والتجارة في “شيفرون”، خلال مقابلة في قمة “أرجوس كروود” في هيوستن: “قبل تفشي الفيروس، كان الأمر مسألة وقت فقط”، مضيفةً: “أما الآن، فالسؤال أصبح: هل ستُبنى هذه المشاريع أصلاً؟”.
يوجد حالياً أربعة مشاريع أمريكية قيد الدراسة لإنشاء محطات قادرة على تحميل ناقلات البترول العملاقة قبالة سواحل تكساس ولويزيانا. ومن بين هذه المشاريع، محطة “سي بورت أويل تيرمينال” التابعة لشركة “إنتربرايز برودكتس بارتنرز”، والتي لا تزال تبحث عن عملاء محتملين منذ حوالي 10 أشهر من حصولها على ترخيص الميناء البحري الفيدرالي في المياه العميقة.
وقال جيم تيج، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة “إنتربرايز”، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن مشروع “سي بورت أويل تيرمينال” لم يحقق “الزخم الكافي” من حيث حجم الصادرات، والرسوم، وشروط التشغيل.
وأضاف أن الشركة مستعدة “للتخلي عن المشروع” إذا لم يتم تحقيق هذه المتطلبات في وقت معقول.
يمثل هذا التطور تحولاً جذرياً مقارنة بما كان عليه الحال قبل بضع سنوات، حيث كانت شركات مثل “إنتربرايز”، و”ترافيجورا جروب” و”فيليبس 66″ و”إنرجي ترانسفر” تتسابق لإنشاء محطات تصدير جديدة بعد رفع الحظر الأمريكي الطويل الأمد على صادرات البترول الخام في عام 2015.
في الوقت نفسه، تراجع النمو السريع في إنتاج البترول من منطقة برميان، التي شهدت طفرة غير مسبوقة خلال العقد الأول من ازدهار البترول الصخري.
وأصبحت شركات الحفر تركز الآن على تحقيق عوائد للمستثمرين والالتزام بانضباط رأس المال، بدلاً من زيادة الإنتاج، مع وصول القطاع إلى مرحلة النضج.
تقدّر شركة “آر بي إن إنرجي” أن الطاقة التصديرية للبترول الأمريكي تبلغ حالياً نحو 7 ملايين برميل يومياً، وهو ما يتجاوز بكثير حجم الصادرات الفعلية لعام 2023، التي بلغت 4.1 مليون برميل يومياً.
من المتوقع أن يكون نمو صادرات البترول الأمريكي محدوداً هذا العام.
وترى هاريسون من “شيفرون” أن الشحنات اليومية سترتفع فقط “بمئات الآلاف من البراميل”، وليس بالملايين.
شهد نمو إنتاج البترول الخام في الولايات المتحدة انخفاضاً بنسبة 70% العام الماضي، ليصل إلى 279 ألف برميل يومياً.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج قليلاً في عام 2025، قبل أن ينخفض بشكل حاد العام المقبل إلى 78 ألف برميل يومياً فقط، وفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
