تفتخر ريم أبو زيد بكونها أول سيدة مصرية ومن شمال أفريقيا يتم اختيارها للعمل فى المنتدى الإدارى الضريبى الأفريقى «ATAF» كخبيرة تبادل المعلومات للأغراض الضريبية.
ويعتبر المنتدى أكبر منظمة أفريقية تعمل فى مجال الضرائب تحت مظلة الاتحاد الأفريقى.
قالت «ريم أبو زيد»، فى حوار لـ«البورصة»، إنَّ المهام الرئيسية التى تمارسها داخل المنتدى تشمل تقديم المساعدة الفنية للدول الأعضاء فى مجال تبادل المعلومات وتطبيق المعايير الدولية فى الإصلاحات التشريعية والإدارية، والعمل مع اللجان الفنية المتخصصة فى المنظمات الأخرى مثل الأمم المتحدة Un، ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD، والمنتدى الدولى للإفصاح والشفافية، وكذلك تطوير مخرجات الـATAF مثل مجموعة الأدوات المساعدة والإرشادية للدول، والعمل مع خبراء المنتدى الإدارى الضريبى الأفريقى لمراجعة وتطوير إستراتيجيات تبادل المعلومات لتشجيع الاستفادة من آليات تبادل المعلومات، وتمثيل المنتدى فى مناقشة السياسات الضريبية محلياً ودولياً بشأن تبادل المعلومات، وإعداد التقارير الخاصة بتبادل المعلومات لدعم المنتدى فى تلك الأهداف، بالإضافة إلى المشاركة فى المواضيع الخاصة بالضرائب الدولية مثل المشاركة فى إعداد نموذج المنتدى الاسترشادى على غرار المنظمات الأخرى.
وذكرت «أبوزيد» أنها خريجة كلية التجارة عين شمس قسم محاسبة 1997، وحصلت على دبلوم الاقتصاد الدولى، وماجيستر اقتصاد، بالإضافة إلى دبلوم الإدارة الحكومية من جامعة اسلسكا، كما نشأت بالقاهرة وعاشت فترة قصيرة بالسعودية.
وعن دافعها للعمل فى مجال الضرائب، أوضحت أنه لا يوجد سبب محدد؛ إذ إنه بعد التخرج ظهر إعلان يطلب انضمام أفراد للعمل بمصلحة الضرائب، فتقدمت واجتزت الاختبارات اللازمة، وعملت مأمور ضرائب لمدة 7 سبع سنوات.
ولفتت إلى أن نقطة التحول فى حياتها المهنية بعد حصولها على الماجستير، كانت الانضمام لإدارة الاتفاقيات الدولية لاهتمامها بالمجالات الدولية؛ إذ رأست إدارتى إبرام الاتفاقيات الدولية وتبادل المعلومات واللتين كانتا تعتبران تحدياً شديداً فى ظل عقبات كثيرة واجهتها، حتى حصلت على أعلى تدريب فى مجال الضرائب الدولية، لتصبح أول مقيّم دولى فى الضرائب الدولية من مصر.
وتتمنى «ريم أبو زيد» إنشاء أقوى فريق فى مجال الضرائب الدولية على مستوى العالم، مشيرةً إلى أن لدينا العقول القابلة للاستثمار فى هذا المجال.
وتطالب بضرورة أن تكون مصر أكثر نشاطاً وفاعلية مع المنتدى الإدارى الضريبى الأفريقى «ATAF »، خاصة أن المنظمة هى التى تقوم برسم السياسات الضريبية الأفريقية ودعمها فى القارة الأفريقية كلها، مشيرة إلى أنها أبدت رغبة واهتماماً شديدين بمصر؛ نظراً إلى مكانتها الكبيرة سياسياً، وحجم اقتصادها على مستوى قارة أفريقيا، مشيرةً إلى أن المنتدى يعتبر «أبوزيد» سفيرة مصر لديهم.
وأوضحت أن «ATAF» يعمل على دعم جميع الدول الأفريقية الأعضاء فى هذا المجال، وذلك من خلال تقديم المساعدات الفنية والتدريب اللازم لإنشاء نظام ضريبى مكافئ للنظم الضريبية الموجودة عالمياً، خاصةً أن العالم يتسم بالمنافسة الشديدة فى عالم الاقتصاد والسياسة، وبالتالى يجب تعلم كيفية الحفاظ على مواردنا العظيمة ومنع استغلالها.
اقرأ أيضا: رشا عبدالعال.. عندما تقود المرأة «أفيال المال»
وعن أبرز المبادرات التى تقودها الـATAF حالياً، قالت «أبوزيد» مساعدة الدول الأفريقية على اجتياز التقييم الذى يتم لجميع دول العالم من قبل المنتدى العالمى فى مجال الافصاح والشفافية، والذى قد يعرض أى دولة تفشل فى اجتيازه لعقوبات اقتصادية شديدة، وهو توجه عالمى يجب مواجهته لمنع التهرب والتجنب الضريبى والتخطيط الضريبى وتآكل الوعاء الضريبى ونقل الأرباح لدول ذات معدلات ضريبية منخفضة، بالإضافة إلى مكافحة تدفق الأموال غير المشروعة لأغراض عديدة.
كما أن المنتدى يعمل على وضع دلائل إرشادية متاحة على الموقع الخاص بها، وتستطيع جميع الدول استخدامها وهى تضع سياساتها الضريبية، بالإضافة إلى الاستعانة بالفرق المخصصة فى كل مجال ضريبى داخل الـATAF للمساعدة على ذلك، ولا تقوم الدول الأعضاء بدفع مقابل مادى؛ حيث إنها عضو ملتزم باشتراكه السنوى فقط، وبالمقابل من حقه الحصول على جميع الخدمات المقدمة والموجودة.
وعن الخطط المستقبلية للمنظمة، قالت «أبوزيد» لدى الـATAF خمس لجان على مستوى القارة الأفريقية فى مجالات الضرائب المباشر والضرائب غير المباشرة وتبادل المعلومات والسلطات المختصة، وتعمل تلك اللجان على الاجتماع سنوياً فى مواعيد محددة للاتفاق على السياسات الضريبية اللازمة والمؤثرة فى إحداث تغير على مستوى العالم؛ حيث إنَّ الـATAF يمثل الدول الأفريقية فى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وبالتالى فإن القرارت التى يتم اتخاذها من قبل تلك اللجان هى قرارات مؤثرة دولياً.
وأشارت إلى دور المنتدى فى عمل برامج تدريبية للنساء فقط لتمكين المرأة فى المجال الضريبى وتحفيز التعاون بين النساء على مستوى قارة أفريقيا ورفع قدراتهم الخاصة، وأعربت المنظمة عن سعادتهم الشديدة فى كون رئيس مصلحة الضرائب المصرية سيدة وهو حدث فريد؛ حيث لا يوجد سوى 7 سيدات على مستوى القارة الأفريقية هم من يرأسون المصالح الضريبية.
وعن أهم التحديات التى تواجه الدول الأفريقية وخاصة مصر ضريبياً، أوضحت «أبوزيد» أنها تتمثل فى كيفية حماية المصادر الضريبية من الانتقال إلى دول أخري، خاصة أن الضرائب هى الممول الرئيسى لموازنة جميع الدول الأفريقية، وبالتالى فهى تعمل بجهد شديد لمنع تآكل أوعيتها الضريبية ونقل الأرباح والتجنب الضريبى والتهرب الضريبي، بالإضافة إلى مكافحة تدفق الأموال غير المشروعة.
ويعتمد تقييم أى دولة فى مجال الإفصاح والشفافية الضريبية على ركيزتين هما الركيزة التشريعية والركيزة العملية؛ حيث تشير الركيزة التشريعية إلى مراجعة جميع القوانين والتشريعات الخاصة بها وليس فى مجال الضرائب وحدها، لذا يجب مراجعتها بالكامل وسد الثغرات بها ووضع القوانين والتشريعات المكملة للقوانين الموجودة فعلاً، بينما الركيزة العملية تستهدف التطبيق الفعلى لتلك القوانين، وذلك من خلال ردود أفعال الدول الشريكة لك على مستوى الافصاح والشفافية لهم وتقيمهم لأدائك الفعلى معهم.
تربية ابنتى الوحيدة.. أهم نجاح حققته على المستوى الشخصى
وفيما يخص حياتها الشخصية، ترى «ريم أبو زيد» أن تربية ابنتها الوحيدة أهم نجاح حققته على المستوى الشخصى، وتتمنى أن تراها فى أفضل صورة كما تتمنى كل أى أم لأبنائها.
ولفتت إلى أنها كانت ستصبح رسامة وخاصة فى مجال الكارتون، لو لم تكن خبيرة ضرائب دولية، نظراً إلى أنها تعشق الرسم والفن بوجه عام، أو ستكون صاحبة أكبر ملجأ للحيوانات لحبها الشديد لهم.
وفى نصيحتها لتصبح خبير ضرائب دولية، أوضحت أنه يتطلب جهداً كبيراً واستمراراً فى القراءة والبحث فليس من المهم الوصول للقمة ولكن الأهم الحفاظ عليها، مشيرةً إلى أن الكسل يدمر الفرد شخصياً ولكن الغيرة تدمر الفريق بأكمله.