تخطط شركة “كونتمبوراري أمبيركس تكنولوجي”، أكبر شركة في العالم لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، لتقييد مشاركة المستثمرين الأمريكيين بإدراجها في بورصة هونج كونج، في مؤشر على احتمال امتداد التوتر بين الولايات المتحدة والصين إلى سوق الطروحات العامة الأولية.
قررت الشركة الصينية المعروفة باسم “CATL”، تحويل عملية بيع الأسهم بالكامل إلى ما يُسمى بطرح “ريغ إس”(Reg S)، والذي لا يسمح بالبيع للمستثمرين الأمريكيين المحليين، ويُعفي المُصدر من بعض التزامات الإفصاح التنظيمية الأمريكية، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على الأمر لـ”بلومبرج” الأسبوع الماضي.
في حين أن معظم المؤسسات الاستثمارية الأمريكية الكبيرة لديها حسابات خارجية أيضاً، مما يعني أنه لا يزال بإمكانها المشاركة، إلا أن هذه الخطوة تستبعد البعض، مثل صناديق الاستثمار المحلية المشتركة التي تعتمد على أموال الأفراد. ومن غير المعتاد ألا يكون طرح أسهم بهذا الحجم في هونغ كونغ متاحاً للمستثمرين الأميركيين المحليين.
قررت “CATL” هذا التغيير للحد من تعرضها للمسؤولية القانونية في الولايات المتحدة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. وأضافوا أن الطلب على أسهم “CATL” كافٍ حتى لو لم يتمكن بعض المستثمرين الأميركيين من المشاركة في الإدراج، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المعلومات غير علنية.
ولم يستجب ممثل “CATL” فوراً لطلب للتعليق خارج ساعات العمل.
أكبر إدراج في العالم
وجدت شركة صناعة البطاريات نفسها بالفعل عالقة في توترات جيوسياسية بين واشنطن وبكين. وقد أُدرجت “CATL” على القائمة السوداء للبنتاغون في يناير، بزعم علاقاتها بالجيش الصيني. ونفت “CATL” صحة هذه الادعاءات، مؤكدة أنها لم تشارك قط في أي أعمال أو أنشطة مرتبطة بالجيش.
دعت لجنة في الكونغرس الأميركي الشهر الماضي البنكين الأميركيين الرئيسيين العاملين على الإدراج، “بنك أوف أميركا” و”جيه بي مورغان تشيس آند كو”، إلى الانسحاب من الصفقة، مشيرةً إلى مخاوف من بينها إدراجها في القائمة السوداء. ولا تزال الشركتان تعملان على الصفقة.
أفادت بلومبرغ يوم الجمعة أن “CATL” تخطط لجمع 4 مليارات دولار على الأقل من طرح أسهمها في هونغ كونغ، مما سيجعله أكبر إدراج في العالم هذا العام. وقد ترتفع الحصيلة النهائية إلى 5.3 مليار دولار في حال زيادة حجم الصفقة وتفعيل خيار التخصيص الإضافي، وهما أمران من المرجح تنفيذهما، وفقاً لأشخاص مطلعين. وأضاف الأشخاص أن “CATL” قد تبدأ في تلقي طلبات المستثمرين اعتباراً من يوم الإثنين.
ازدهار بفضل شركات الصين
إذا بلغت قيمة الطرح ما يزيد عن 4 مليارات دولار، فإن ذلك سيصل بالعوائد في سوق هونغ كونغ للإدراجات لأكثر من الضعف هذا العام، والتي تتوقع “بلومبرغ إنتليجنس” أن ترتفع إلى 22 مليار دولار.
وقد تحقق هذا الازدهار بفضل الشركات الصينية التي تمضي قدماً في خططها لإدراج أسهمها في المركز المالي الآسيوي على الرغم من الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي تسببت في تأجيل العديد من الصفقات في أميركا وأوروبا.
