ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الشركات على جانبي الأطلسي ترحب باتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أقل النتائج سوءا.
وقالت الصحيفة – في تقرير نشرته اليوم- إن العديد من الشركات ترى أن هذه الاتفاقية الأولية أفضل من حرب تجارية، وأبدت ارتياحها لأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تجنبا حربا تجارية مُضنية باتفاقهما بشأن الرسوم الجمركية والاستثمار، وحاليا يتحول الاهتمام صوب تقييم الرابحين والخاسرين في الاتفاقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنا عن الاتفاقية الأولية أمس، والتي تُحدد الرسوم الجمركية الأساسية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، وبالتوازي مع ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي أن الشركات الأوروبية ستشتري منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات، وستستثمر 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، لم يُفصح أي من الجانبين عن نص اتفاقهما، وظلت بعض بنوده غامضة بعد أن شرحها ترامب وفون دير لاين للصحفيين أمس.
وقال مسئولون في الصناعة والسياسيون الأوروبيون إن الاتفاق يضع الاتحاد الأوروبي في وضع أسوأ مما كان عليه قبل عودة ترامب إلى منصبه، ولكنه يُرجح أن يكون السيناريو الأمثل للشركات الأوروبية لأنه يُجنبها صراعا أكبر ويمنحها مزيدا من اليقين خلال السنوات القادمة.
وأوضحت الصحيفة أنه من الأمور الحاسمة للقدرة التنافسية الدولية للاتحاد الأوروبي، أن الاتفاق يضع الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، والتي تشترك في سياسة تجارية مشتركة، في وضع مماثل لليابان، التي توصلت إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، والذي حدد أيضا معظم الرسوم الجمركية بنسبة 15%، وتشير الاتفاقيتان إلى أن نسبة 15% قد تكون الحد الأدنى الجديد للرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين الذين ما زالوا يسعون إلى إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة.
وقال محللون إنه ومن المتوقع أن تُخفض الرسوم الجمركية عند هذا المستوى النمو الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، لكنهم أضافوا أن التأثير لن يكون شديدا على الاقتصاد ككل، خاصةً إذا كان شركاء تجاريون رئيسيون آخرون للولايات المتحدة يواجهون رسوما جمركية مرتفعة مماثلة.
وأضافت وول ستريت جورنال إنه مع التوصل لاتفاق مبدئي مع أوروبا، يبدو أن اهتمام الولايات المتحدة سيعود إلى آسيا، وسيتم استنئاف المحادثات بين كبار المسئولين الاقتصاديين للولايات المتحدة والصين في ستوكهولم اليوم، ومن المتوقع أن يجتمع وزير خارجية كوريا الجنوبية ومسئولو التجارة مع نظرائهم الأمريكيين يوم الخميس المقبل، قبل يوم واحد من الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس.
وصرح الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج بأن هدف سول هو ألا ينتهي بها الأمر في وضع أسوأ من الدول الأخرى.
كما أعربت العديد من مجموعات الأعمال الأوروبية عن تفاؤلها الحذر بالتوصل إلى اتفاق، لكنها أكدت رغبتها في مزيد من الوضوح بشأن التفاصيل.
وقالت المائدة المستديرة الأوروبية للصناعة، وهي مجموعة تمثل الرؤساء التنفيذيين ورؤساء الشركات الصناعية والتكنولوجية الأوروبية الكبرى، إن الاتفاق من شأنه أن “يعيد القدرة على التنبؤ التي تشتد الحاجة إليها بعد فترة من عدم اليقين الكبير”.
ودعت المجموعة إلى إدراج المزيد من القطاعات في قائمة المنتجات التي قد تشهد تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة إلى الصفر..
وقالت إنه ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل على إزالة جميع الحواجز المتبقية أمام التجارة والاستثمار عبر الأطلسي، وفقا للصحيفة.
ويرى “يورو تشامبرز”، اتحاد الغرف التجارية والصناعية الأوروبية، أن الاتفاقية تُمثل “الحل الأقل إيلاما” المتاح للاتحاد الأوروبي.
بينما أعربت بعض الاتحادات الصناعية عن شكوكها بشأن نوع الرسوم الجمركية التي ستواجهها قطاعاتها.
وذكرت الرابطة الأوروبية لصناعة الصلب “يوروفر” بعد الإعلان عن الاتفاقية بأنها لا تملك معلومات كافية لتقييم تأثيرها المحتمل على منتجي الصلب، على الرغم من أنها وصفت تصريحات فون دير لاين بأنها “بداية واعدة”.
وقالت الصحيفة إن دولا أخرى تسعى الآن إلى درجة مماثلة من اليقين، فكوريا الجنوبية مُعرضة لنقاط ضعف عميقة في علاقتها مع الولايات المتحدة، بصفتها مُصدّرا رئيسيا للسلع التي فُرضت عليها بالفعل رسوم جمركية، مثل السيارات والصلب والألمنيوم، بالإضافة إلى قطاعات أخرى هددها ترامب، بما في ذلك أشباه الموصلات والهواتف الذكية.
وطرحت كوريا الجنوبية استثمارات في الولايات المتحدة وشراء الطاقة الأمريكية، مما ساهم في إنعاش صناعة السفن المحلية وتخفيف قيود الاستيراد.
وأوضحت الصحيفة أنه سيلي الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي المزيد من المحادثات حول قضايا ذات صلة، مع استمرار الضغوط من جميع الأطراف.








