أعلنت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات “تي إس إم سي”، أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم، عن رصدها “أنشطة غير مصرح بها” أدت إلى اكتشاف تسريبات محتملة لأسرارها التجارية.
وقالت الشركة في بيان نقلته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية إنها اتخذت إجراءات تأديبية “صارمة” بحق الموظفين المتورطين، كما بدأت باتخاذ إجراءات قانونية في هذا الصدد.
وأوضحت الشركة: “تلتزم شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات بسياسة عدم التسامح إطلاقاً مع أي تصرفات تهدد حماية الأسرار التجارية أو تضر بمصالح الشركة”.
وأضافت: “مثل هذه الانتهاكات تتم مواجهتها بحزم وتتم متابعتها لأقصى مدى يسمح به القانون. نواصل التزامنا بحماية قدرتنا التنافسية الجوهرية ومصالح جميع موظفينا المشتركة”.
تكتسب أشباه الموصلات أهمية استراتيجية متزايدة خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت الدعامة الأساسية في طفرة نماذج الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التقنية الحديثة.
كما أن تصاعد التوترات الجيوسياسية سلط الضوء على التفوق التكنولوجي والتنافسي للشركات الكبرى العاملة في سلسلة توريد الرقائق مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وغيرها من الشركات الرائدة عالمياً.
تتمتع شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات التي يقع مقرها في تايوان بهيمنة شبه مطلقة على سوق تصنيع أكثر الرقائق تقدماً في العالم، وتضم في قائمة عملائها شركات تكنولوجية عملاقة من بينها “أبل” و”إنفيديا”.
وأشارت الشركة إلى أن القضية تخضع الآن لمراجعة قضائية، لذلك فهي غير قادرة حالياً على الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وأكدت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات أنها تمكنت من رصد المشكلة مبكراً بفضل “آليات المراقبة الشاملة والفعالة” التي تعتمدها، مضيفة أنها أجرت تحقيقات داخلية عاجلة.
وأوردت “نيكاي آسيا” نقلاً عن مصادر متعددة مطلعة على القضية، أن عدداً من الموظفين السابقين لدى شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات يشتبه في محاولتهم الحصول على معلومات تقنية بالغة السرية تتعلق بتطوير وإنتاج رقائق بدقة 2 نانومتر خلال فترة عملهم بالشركة.
ويُعد إنتاج رقائق 2 نانومتر من أكثر عمليات التصنيع تقدماً حالياً في صناعة أشباه الموصلات على مستوى العالم.
وعندما سُئلت الشركة عن تقرير “نيكاي” لم يكن لديها أي معلومات إضافية للإفصاح عنها.
وتُعد شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات بحكم ريادتها العالمية في صناعة الرقائق، خزينة ضخمة للأسرار التجارية وحقوق الملكية الفكرية، حيث ذكرت الشركة سابقاً أن لديها أكثر من 200 ألف سر تجاري مسجل في أنظمتها الداخلية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الشركة لمحاولة سرقة أسرارها.
ففي عام 2018، وجّه القضاء التايواني اتهاماً لموظف سابق بنسخ أسرار تتعلق بعملية تصنيع رقائق بدقة 28 نانومتر، بهدف نقلها إلى شركة تصنيع رقائق في الصين القارية.
وفي عام 2023، أعلنت شركة “إيه إس إم إل” (ASML)، وهي الشركة المصنعة للآلات الضرورية لإنتاج الرقائق الأكثر تقدماً عالمياً، أنها اكتشفت استيلاء موظف سابق في الصين على بيانات خاصة بتقنياتها المسجلة.








